وحيدة في الحياة... وربما في الممات !!
الجمعة، 11 كانون الثاني، 2013
عجوز في اواخر السبعينات من عمرها , ولدت في فلسطين وعاشت سنوات حياتها الاولى هناك , هي من القلة القليلة الباقية في مخيم الرشيدية من جيل فلسطين. إنها أمينة السعدي , او كما يعرفها الجميع في مخيم الرشيدية (ام عوض).
تزوجت في سن متأخرة من رجل مات بعد 8 سنوات فقط من زواجهما دون ان يرزقهما الله بأولاد.
تكسب ام عوض رزقها من خلال جمع بعض العلب الفارغة وقارورات البيبسي والمشروبات الغازية الاخرى التي تجدها بجوار منزلها , لتبيعها وتكسب من ورائها بعض النقود.
و ها هي ام عوض اليوم تعيش في منزل او ربما هو شبه منزل , متصدع مهترء يعاني سقفه من النشش. تحول الى وكر للفئران والجرذان منذ سنوات , ما دفعها الى تربية القطط بعد ان فشل السم والمبيدات في التخلص من هذه القوارض
تقول ام عوض " كنت انام في المطبخ في العام الماضي لانه المكان الوحيد الذي لا يعاني من النشش , لكن العدوى انتقلت اليه هذا العام ولا ادري ماذا افعل ".
لا احد سوى قطط ام عوض يؤنسها في وحشتها , فجيرانها يتجاهلون وجودها ولا اقارب لديها.. بحرقة ومرارة تقول ام عوض " انا إمرأة وحدانية وما حدا بطل عليّ , والله لو بقعد 10 ايام بدون ما اطلع من البيت ماحدا بيدق الباب وبقول بدك شي يا حجة ". وتضيف " بس الصمود (مؤسسة بيت أطفال الصمود) بساعدوني بتنظيف البيت من فترة لفترة ".
ام عوض هي مثال واحد لعدة امثلة مشابهة موجودة في المخيم , البعض منهم قد مات والبعض الآخر ينتظر. لا ادري هل ينتظر الموت او ينتظر الفرج ؟ سؤال أضعه بين أيدي المعنيين والمسؤولين للإجابة عنه.
المصدر: موقع مخيم الرشيدية