يوم الأرض الفلسطيني: ماذا تعني هذه الذكرى بالنسبة
إلى الفلسطينيين ولم الإصرار على إحيائها كل عام؟

السبت، 30 آذار، 2019
يوم الأرض الفلسطيني هو يومٌ يُحييه الفلسطينيون
في الثلاثين من آذار من كلِ سنة، وتَعود أحداثه لآذار عام 1976 بعد أن قامت السّلطات
الصهيونية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق
حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة،
وقد عمَّ إضرابٌ عام ومسيراتٌ من الجليل إلى النقب
واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط شهداء فلسطينيين واعتقال المئات.
قبل قيام الدولة المزعومة للكيان الصهيوني، كان
عرب فلسطين شعبًا مزارعًا إلى حد كبير، حيث أن خمسة وثمانين بالمئة كانوا يحصلون على
عيشهم من الأرض، وبعد نزوح الفلسطينيين نتيجة نكبة عام 1948 بقيت الأرض تلعب دورًا
هامًا في حياة مَن تبقّى منهم داخل الأراضي المحتلة، وبقيت الأرض مصدرًا هامًا لانتماء
الفلسطينيين إليها. وفي عام 1950، تبنّت حكومة العدو آنذاك قانونَ العودة لتسهيل الهجرة
اليهودية إلى فلسطين المحتلة واستيعابِ اللاجئين اليهود، وفي المقابل سنَّت قانونَ
أملاك الغائبين "الإسرائيلي"، والذي قام على نحو فعال بمصادرة الأراضي التابعة
لللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا أو طردوا من المنطقة واستولى عليها الصهاينة.
وفي الثامن عشر من آذار من العام نفسه، خرجت تظاهرات
حاشدة قابلها العدو بعمليات القمع والقتل والاعتقال، إلا أن تلك التهديدات كانت غير
فعّالة وقد عمَّت الإضرابات مختلف المناطق الفلسطينية والمناطق التي احتلها "الإسرائيليون"
من الجليل في الشمال إلى النقب في الجنوب، وجرت إضرابات تضامنية أيضًا في وقت واحد
تقريبًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
والشتات.
إحياء يوم الأرض هو تعبيرٌ عن تمسّك الفلسطينيين
بأرضهم وهويتهم الوطنيّة، وفي هذه المناسبة تتنشط الدعوات إلى المظاهرات والاحتجاجات
في مثل هذا اليوم من كل عام لإحياء هذه الذكرى، ومنذ عام 1976 حتى اليوم يحيي الفلسطينيون
هذا اليوم بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفها العدو "الإسرائيلي"
داخل الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة، مثل افتتاح معارض تتضمن منتجات
تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتنظيم حملات دعم واستذكار على مواقع التواصل الاجتماعي
وإقامة المهرجانات المختلفة في كل أماكن تواجدهم.
المصدر: حسين سلمان - إذاعة النور