القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«يوم غضب» فلسطيني رفضاً لسياسة «الأونروا»

شمالي: قمنا بتعديلات على دعم الاستشفاء وليس تقليصاً
«يوم غضب» فلسطيني رفضاً لسياسة «الأونروا»


الثلاثاء، 26 كانون الثاني، 2016

تحت عنوان «يوم الغضب الشعبي» نفّذ الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين اعتصاماً جماهيرياً حاشداً أمام مركز الأونروا الرئيسي في بيروت. وجاء هذا التحرك بعد سلسلة مماثلة من التحرّكات في المخيّمات والمناطق للضغط على الوكالة الدولية للتراجع عن قراراتها، لا سيما تلك المتعلقة بالشؤون الصحية.

وفي أول تعليق له على تحركات الاحتجاج الفلسطينية، اكد مدير عام «الاونروا» في لبنان ماتياس شمالي، ان الوكالة لم تقلص خدماتها الصحية بل عمدت الى ادخال بعض التعديلات على دعمها الاستشفائي عبر زيادة نسبة الدعم للخدمات الاستشفائية من المستوى الثالث من 50 في المائة الى 60 في المائة، وعبر اعتماد تشارك الكلفة في الخدمات الاستشفائية من المستوى الثاني.

الاعتصام

شارك في الاعتصام (الجمعة)، ممثلون للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية والأهلية من مختلف المخيّمات في لبنان، تحت عنوان «يوم الغضب الشعبي».

وتحدث عضو قيادة «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، علي فيصل، باسم فصائل منظمة التحرير، معتبراً «أن صحة وحياة الشعب الفلسطيني ليست مستباحة بشكل يجعل «الأونروا» تستسهل اتخاذ قرارات بتخفيض خدماتها الصحية خاصة، ما سينعكس سلباً على مستوى الرعاية الطبية المقدمة للاجئين والمتدنية اصلاً والتي ستزداد سوءاً بفعل هذه الاجراءات التخفيضية».

أضاف فيصل بأن هذه «الاجراءات التعسفية لإدارة «الأونروا» التي تدفع باللاجئين الفلسطينيين في لبنان والنازحين الفلسطينيين من سوريا الى مزيد من الحرمان والفقر والتجهيل واليأس لفرض حلول تصفوية لقضية اللاجئين واستهداف حق العودة».

ثم تحدث أبو عماد رامز باسم فصائل التحالف فأكد «مواصلة التحركات الى حين تأمين مطالب اللاجئين».

ورأى ممثل القوى الاسلامية الشيخ ابو اسحاق المقدح ان «ما تقوم به «الأونروا» من تقليص للخدمات هو عمل غير مسؤول وظالم وسيجعلنا نتحرك بكل الاتجاهات حتى يتراجع المدير العام عن قراراته الجائرة».

وفي نهاية الاعتصام، قدمت مذكرة باسم المعتصمين الى المفوض العام لوكالة الغوث تلاها أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد شعلان قال فيها: «من المؤسف أن تلجأ «الأونروا» لتخفيض التكاليف العلاجية لأمراض السرطان والقلب المفتوح وغيرها من الأمراض المزمنة، بنسبة 37.5%، مشيراً إلى أن هذه المنظمة الدولية وفق سياستها الجديدة «ستدفع للاجئ الفلسطيني 5000 دولار تغطية تكاليف علاج أمراض السرطان والقلب المفتوح وغيرها من الأمراض الخطيرة في خطتها الاستشفائية للعام 2016 بدلاً من 8000 دولار كانت تصرف للمرضى في العام الماضي».

وفي مخيم الجليل في بعلبك، نفذت الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية، اعتصاماً أمام مكتب الاونروا، احتجاجاً على تقليص التقديمات والخدمات للاجئين الفلسطينيين. وطالب المعتصمون الوكالة «بالتراجع عن القرارات الجائرة».

مدير «الأونروا»

وقال شمالي في تصريح رسمي إثر تسلمه مذكرة من المعتصمين: إن الاحتجاجات والتظاهرات السلمية التصاعدية التي قام ويقوم بها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان هما نتيجة للغضب والإحباط اللذين يتخطيان سياسة الوكالة الاستشفائية المعدلة. يجب علينا ان نفهم جميعاً أنه بعد مرور عقود من التهميش والإهمال، يتزايد قلق لاجئي فلسطين بشأن مستقبلهم والدعم المستدام للأونروا الذي يسمح لها بأن تستمر في توفير خدماتها الأساسية. لذلك يجب علينا ان نبذل قصارى جهدنا جنباً الى جنب، اللاجئين والقادة والشركاء المعنيين، من أجل حشد الدعم المالي اللازم بما في ذلك الدعم الاضافي الذي سيسمح للأونروا، وهي الشاهد البالغ من العمر 65 سنة على محنة لاجئي فلسطين، ان تدعم الأفراد الأكثر حاجة بين اللاجئين في تلبية جميع حاجاتهم بما في ذلك الاستشفائية.

اضاف شمالي: حتى اليوم لم تنقطع أي خدمة اساسية، بل العكس، تفعل الوكالة ما بوسعها للاستمرار في توفير خدماتها على الرغم من التحديات الماثلة امامها. وما زال العمل جارياً في المدارس السبع وستين التابعة للوكالة، وما زلنا نقدم خدماتنا الاغاثية والاجتماعية. بالاضافة الى ذلك، نقوم بتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية باستمرار عبر عياداتنا التي يبلغ عددها 27 عيادة في لبنان. لم تقلص الوكالة خدماتها الصحية بل عمدت الى ادخال بعض التعديلات على دعمها الاستشفائي عبر زيادة نسبة الدعم للخدمات الاستشفائية من المستوى الثالث من 50 في المائة الى 60 في المائة، وعبر اعتماد عنصر تشارك الكلفة في الخدمات الاستشفائية من المستوى الثاني. ومع اعتماد هذه التعديلات، تدرك الوكالة ان بعض اللاجئين لن يتمكنوا من ان يساهموا مالياً. ونحن نعمل لضمان حصول جميع اللاجئين على الدعم الاستشفائي الضروري الذي يستحقونه.

وانتهى شمالي للقول: سنستمر بتكثيف التواصل مع الأطراف المعنية لتحديد الواقع الفعلي لهذه التعديلات على المستفيدين من اجل تحديد المخاوف ومعالجتها.

مستشار في «الصحة العالمية»

وعلمت «المستقبل» ان الأونروا استعانت مؤخراً بمستشار كبير في منظمة الصحة العالمية في عمان، لإجراء دراسة للنظام الاستشفائي المعدل وانعكاس تطبيقه بالنسبة للاجئين ليبنى على الشيء مقتضاه في أي قرار سيتخذ بشأن الاستمرار بالتعديلات المعتمدة او العودة عنها. على ان يترافق ذلك مع ورشة عمل مركزية تعدها الأونروا بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين لعرض طبيعة ومندرجات التعديلات الاستشفائية المعتمدة حديثاً من قبلها والاطلاع على الملاحظات عليها.

«دائرة اللاجئين» في منظمة التحرير

طالبت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير، وكالة الاونروا «العدول عن قراراتها التقشفية وسياساتها الاستشفائية». وأكد رئيس الدائرة زكريا الآغا، ان الوكالة انتهجت سياسة التقشف للخدمات الاستشفائية وتخفيض نسبة التغطية العلاجية لتصل إلى 20 % للمستشفيات الخاصة».

ورفض الآغا في بيان، سياسة التقليصات، مؤكداً ان الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين ومنظمة التحرير دعمت خلال مشاركتها في اجتماعات اللجنة الاستشارية الأخيرة خطة وكالة الغوث التقشفية شريطة ان لا تمس الخدمات المقدمة للاجئين وان تقتصر اجراءاتها التقشفية على المصاريف الادارية والفنية التي تستنفد جزءاً كبيراً من الموازنة الاعتيادية للوكالة الغوث. وطالب الوكالة بسد العجز المالي في ميزانيتها من خلال البحث عن موارد جديدة ومانحين جدد وليس من خلال الخدمات المقدمة للاجئين.

مكتب اللاجئين في «حماس»

ووجه مكتب شؤون اللاجئين في حركة «حماس» الشكر الى المشاركين في الاحتجاجات أمام مقر الأونروا الرئيسي. وثمّن «الصورة النضالية الوحدوية التي رسمها أبناء شعبنا الذين أثبتوا انهم صف واحد في وجه الظلم». وتعهد الاستمرار بهذه الانتفاضة «حتى تتراجع الأونروا عن القرارات الجائرة».

المصدر: جريدة المستقبل