القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

60 عائلة فلسطينية نازحة على غسالة واحدة في عين الحلوة

60 عائلة فلسطينية نازحة على غسالة واحدة في عين الحلوة


السبت، 07 أيلول، 2013

هناك في منطقة خيم اللاجئين النازحين من سورية إلى لبنان في مخيم عين الحلوة، يعيش النازحون حياة تعود لجدزور النكبة أي أنهما يعيدون تمثيل نكبة 1948 ولكن بتاريخ 2013.

يسكن في كل خيمة عائلتين وكل عائلة تتألف أقلها من خمسة أفراد، يعيشون ويتعايشون ويتقاسمون معاناتهم التي عاشها أجدادهم وورثها لهم كي لا يكون هناك أحد أفضل من أحد.

وهنا يبدأ مشوار المعاناة بكل تفاصيله والحديث اليوم عن ( غسالة المخيم)، تروي لنا سيدة في منطقة خيم النازحين بأن 60 عائلة تغسل ملابسها على هذه الغسالة، فلنتخيل كم ستغسل هذه الغسالة في النهار الواحد ولنقوم بحسبة بسيطة، اذا افترضنا أن 60 عائلة تقسم أدوارها على مدة أسبوع أي سبعة أيام فنرى أن 8.5 عائلات يجب ان تغسل باليوم الواحد حتى يحين دورها للإسبوع القادم، ولنعيد التأمل مجدداً بأن لكل عائلة على مدة أسبوع دور على هذه الغسالة الخارقة الصغيرة الحجم التي تكاد تتسع فقط لأربعة قطع من الملابس فكيف لها أن تلبي هذا الكم من الغسيل، لكن إرادة النازحين على العيش والتأقلم مع معاناتهم تصنع المعجزات.

وهنا يكمن السؤال لجميع المسؤولين عن هؤولاء، أليس من الواجب أن يحظوا بإهتمام بسيط والإطلاع عن كثب على الواقع الذي يعيشونه، ربما الفترة التي نزحوا فيها هي فترة قصيرة قياسا بتلك التي قضاها أجدادهم، ولكن هم أيضا لاجئين من الوطن ونازحين من وطن أخر كان لهم كالوطن لحين عودتهم، ولكن اللامبالة الدولية وعدم الإهتمام واضح جداً، أليس حري بالأونروا المسؤول الأول عن اللاجئين أن تقوم بواجبها الذي أسست لأجله، أليس على مؤسسات حقوق الإنسان واجب المطالبة بإنسانية هؤولاء.

ربما نطرح أسئلة نعرف الإجابة عليها مسبقاً، ولكن علينا نحن أن نقوم بواجبنا الإنساني أولاً والإعلامي ثانياً اتجاه أناس فقدوا إنسانيتهم بسبب حروب ولعبة أمم لن يفهموها ولن تستطيع أن تعينهم على تمضية هذه الحياة التي أقل ما يقال عنها أنها حياة بلا وجود، فلسان حال هؤولاء يأمل أن تقوم هذه الغسالة بغسيل الهموم والمأساة لتعيد النظافة لحياتهم المبقّعة بالمصائب والمليئة بشوائب الحرب، علها تنشر عطر الحياة على أوطانهم التي لوُثت بداء اللجوء والنزوح.

فإلى متى ستبقى الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بعيدة عن معاناة شعبها، وإلى متى ستبقى هذه المواضيع هي فقط للإستهلاك الإعلامي، دون حل أو محاولة ايجاد حل لهذه القضايا الإنسانية البحتة والتي أؤكد أن كافة السياسين لا يختلفون عليها، ولكن دائماً الإجابة تكون بأن الحل على الطريق، ولكن الطريق على ما أعتقد مسدود، ربما، ويزداد انسداداً إذا كان الأمر متعلق بأناس فقراء لا حول لهم ولا قوة وجُلّ ما يحلمون به هو العيش بكرامة فقط.

المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين