القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

76 ألف دولار يُنقذون حياة فتاة، فهل من مجيب؟!!

76 ألف دولار يُنقذون حياة فتاة، فهل من مجيب؟!!


الثلاثاء، 20 آب، 2013

لم تكن تدرك زهية فريد النونو، إبنة الخمسة عشر ربيعًا، من سكان منطقة الرحاب في بيروت، أن نزهة قصيرة في سيارة والدها ستحرمها من التنقل بحرية تامة، وستجعلها أسيرة سرير المشفى، تنتظر المعيل لتسديد تكلفة الإقامة فيه الذي فاق الثلاثين مليونًا، جاهلة سياسة الهروب التي تبتدعها المؤسسات والجمعيات، وسياسة التنصل التي تتفنن فيها الأونروا والضمان الصحي الفلسطيني، بحسب والد الفتاة.

وكالة القدس للأنباء، اطلعت على خلفية حادث السير الذي حصل، وزارت زهية ووالديها في مشفى "الرسول الأعظم" في بيروت.

لا مجيب:

أما الوالدة فتقول لمراسل وكالة القدس للأنباء: "تعرضت ابنتي لحادث سير أليم في الثامن من تموز المنصرم، وأدخلناها إلى مشفى الرسول الأعظم لمعالجتها بجيوب فارغة، لم أترك باباً إلا طرقته، ولم يجبنا أحد".

تهرب من المسؤولية:

وتضيف الوالدة – وبحرقة – لمراسلنا: "كلما دخلت مركزًا أو جمعية، ألقى منهم الرفض وبشدة، أحدهم يتحجج بضعف الموازنة، وآخر جل اهتمامه التركيز على النازحين السوريين، وآخر لا يعترف بهذه الحالات، وآخر يبتدع فن التهرب والدوران".

ربما تخرجها المنظمة من البراد:

ويضيف فريد لمراسلنا: "جمعت الأوراق والفواتير وذهبت بها إلى الضمان الصحي الفلسطيني، وعرضت عليهم المشكلة والحادث المأساوي، أخبروني أنهم لا يستطيعون المساعدة أبدًا وأنا أتحمل مسؤولية الحادث، وكأن المشكلة هي بمن يتحمل المسؤولية وليست بالحادث نفسه!! أخبرت مسؤول الصندوق أنها إذا بقيت على هذه الحال ربما تموت، فما كان منه إلا أن أجاب – وبكل استهزاء – عندما تموت ربما تتدخل منظمة التحرير لإخراجها من براد المشفى!!!!!!".

إرفع دعوى على نفسك:

ويقول الوالد – والغصة تسكن أنفاسه - : "ذهبت إلى الأونروا لأطلب مساعدتهم، فطلبوا مني محضرًا بالحادث، أخبرتهم أن الحادث كان أحادي الجانب، أي أنني اصطدمت بأطراف الطريق الحديدية التابعة للبلدية وعامود كهرباء، فما كان منهم إلا أن أجابو بسخرية: إرفع دعوى قضائية على نفسك وأحضر لنا محضراً بالحادث لننظر في الأمر!!! أرسلت إلى الجمعيات الأوروبية دون أن أجد منهم مجيبًا إلا جمعية رعاية الطفل الألمانية، التي تبرعت بمبلغ سبعة آلاف وخمسمئة دولار أميركي (7500$)، كمبلغ تأمين في مشفى الملا في طرابلس لإحدى العمليات الأربع المطلوبة والتي تقدر تكلفة الواحدة منها بأربعة عشر ألف دولار أميركي (14000$) أي بمبلغ ستة وخمسين ألف دولار أميركي (56000$). لكننا لا نستطيع إجراء العملية إلا بعد إخراجها من المشفى الذي فاقت تكاليفه الثلاثين مليونًا، وأنا لم اترك في منزلي أداةً كهربائية إلا بعتها، وللأسف لم أجمع أكثر من مليون فقط!!"

نداء:

واقع مرير، ومستقبل أشد مرارة، فقر يستبيح المرضى، ومؤسسات خُلِقَتْ من أجلهم أصبحت كأنها قاعة اجتماعات، ومراكز يفترض أن تلبي حاجاتهم صارت مقاهي للطعام والشراب، أونروا كانت الشاهد الوحيد على معاناتهم، والراعي الأساسي لحقوقهم، أضحت مجرد وكالة لا تسمن ولا تغني من جوع. الجميع أوصد الأبواب في وجه الطفولة، وكل من حولها قتلوا الأمل الأخير بعلاجها، ويبقى السؤال: هل ستترك الفتاة – حقا – لمصيرها المجهول؟ أم أن للفلسطينيين – فصائل ومؤسسات- رأيًا آخر يعيد الأمل والابتسامة إلى وجه الطفولة؟

المصدر: القدس للأنباء