«السموع».. حياة يكدر صفوها الاستيطان

الثلاثاء، 01 أيلول، 2015
إلى الجنوب من مدينة الخليل
جنوب الضفة الغربية تقع منازل بلدة السموع؛ تلك البلدة الهادئة التي لم يعكر صفوها
إلا استيطان واحتلال حوّل حياة أهاليها إلى ظلم يعقبه ظلم، حيث تعيش جملة من الظروف
القاسية التي يتربع الاحتلال على رأسها بيده التهويدية.
وينتهج الاحتلال هذا الأمر
مع البلدات المحيطة بالخليل لتتحول كلها من أراض خضراء زراعية إلى أراض قاحلة تتمنى
رؤية قطرات المياه ووصولها إليها.
استيطان سرطاني
يقول ماجد البدارين من بلدية
السموع لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن مساحة البلدة كانت تتجاوز 130 ألف
دونم،ولكن في الحرب التي شنت عام 1948 وإبان النكبة سرق الاحتلال أكثر من 90 ألف دونم
من أراضيها ليتبقى للأهالي 35 ألف دونم فقط.
ويوضح البدارين بأن عدد
سكان البلدة يبلغ تقريبا 25 ألف نسمة، وهي تقع على منطقة جبلية مرتفعة، ولكنها تقع
على أبواب الصحراء ما أدى إلى تضاؤل مساحة الأراضي الزراعية بسبب حصول السموع على أقل
نسبة من معدل مياه الأمطار السنوي، وهذا يعود إلى موقعها الجغرافي والظروف البيئية
المحيطة بها.
ويضيف: "تعاني البلدة
كثيرا على يد الاحتلال الذي صادر عشرات آلاف الدونمات من أراضيها، حيث أقام أربع مستوطنات
على كل زاوية من زواياها وهي "شمعة" و"عتنائيل" و"سوسيا"
و"زيف"، والتي التهمت جميعها عشرات آلاف الدونمات من أراضي السموع".
ولم يكتف الاحتلال بهذا
القدر من التهام الأراضي؛ بل قام بإنشاء الجدار العنصري في المنطقة الجنوبية من البلدة،
وأقام امتدادا للشارع الالتفافي المسمى 60 والذي صادر أكثر من عشرة آلاف دونم وحده.
ويشير البدارين إلى أن هناك
مناطق تابعة للسموع منها خربتا غوين وسيميا لا تصلها الخدمات الرئيسة مثل شبكة الكهرباء،
ويقوم الاحتلال بهدم منازلها ومهاجمة كل مقدراتها الحيوية من أجل ترحيل أهلها ومصادرة
أراضيهم، فيما تتوسع المستوطنات باستمرار على حساب أراضي الأهالي حيث سيطرت على جبل
آخر من جبال السموع خلال السنوات الأربع الماضية.
وتصنف أكثر من ثلث الأراضي
في البلدة ضمن منطقة "ج" الخاضعة لسيطرة الاحتلال وفقا لاتفاقية أوسلو الموقعة
مع السلطة ما يهدد منازلها بالهدم بين الحين والآخر، بينما عانى الأهالي لأكثر من عشر
سنوات من إغلاق مدخلها الرئيس خلال انتفاضة الأقصى، واضطروا لسلوك طرق ترابية وعرة
قبل أن يعاد فتح المدخل عام 2011.
أزمة مياه خانقة
ويشكو أهالي بلدة السموع
من أزمة مياه خانقة يتعرضون لها تسبب القلق والقهر الدائمين لهم، كما أنهم يفتقرون
لمتنفّس لهم على أراضي البلدة.
ويقول المواطن أحمد السلامين
أحد أهالي البلدة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن أزمة المياه التي تعاني
منها البلدة سببها الرئيس الاحتلال، حيث إنها كانت تستمد المياه من بئر ارتوازي ضخم
على أراضيها إلا أن الاحتلال سرق نصفه لصالح مستوطنة "شمعة" المقامة على
أراضي السموع.
ويوضح السلامين بأن المنزل
الواحد ينتظر قرابة الأشهر الثلاثة أو الأربعة حتى يحصل على حصة المياه الواحدة، وهي
فترة طويلة للغاية بالنسبة لحصول العائلة على المياه، مما يضطره لشراء المياه بمبلغ
عال نسبيا يصل إلى 65 شيكل مقابل الأكواب الثلاثة.
ويرى المواطن بأن أزمة المياه
تؤرق أهالي السموع وتزيد من معاناتهم كونهم لا يحصلون على أدنى مقومات الحياة، لافتا
إلى أن الاحتلال يمنع الأهالي حتى من التفكير بسحب كمية أكبر من المياه داخل البئر
الارتوازي.
ويختتم السلامين قائلا:
"نحن كذلك نعاني من عدم وجود متنفس للأهالي مثل متنزه أو حديقة عامة للأطفال أو
ملعب كبير رغم عدد السكان الكبير، وهو الأمر الذي تتحمل مسؤوليته الجهات الرسمية، فنحن
نعيش تحت الاحتلال والاستيطان ويجب أن تلتفت لمعاناتنا".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام