القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أمسية شعرية على أرض معبر رفح المغلق

أمسية شعرية على أرض معبر رفح المغلق


الإثنين، 16 آذار، 2015

تحولت أمسية شعرية لأمراء الشعر الذين منعهم الحصار من السفر، مساء اليوم الأحد، إلى تظاهرة ثقافية علا فيها صوت القصيد ونظم الكلمات ليجسد مظلمة غزة تحت الحصار وعتب أهلها على مصر رغم علاقة الدم والجغرافيا والتاريخ التي تربطها بأرض فلسطين.

وبدأت الفعالية التي حملت اسم "أمراء رغم الحصار" وأقيمت على أرض معبر رفح الحدودي المغلق في رسالة لا تخفى دلائلها على المرارة لمنع سفراء الشعر فارس عبد العال، وآلاء القطراوي، وسمية وادي من الالتحاق ببرنامج أمير الشعراء في أبو ظبي لتمثيل فلسطين، بكلمة رئيس رابط الكتاب والأدباء المنظمة للأمسية الدكتور عطا الله أبو السبح، عتب فيها على مصر إغلاق المعبر.

وقال أبو السبح: "نحن على أرض المعبر المنفذ الوحيد لغزة على العالم، المغلق بقرار دولة عربية لحصار غزة نحتفي بأمراء الشعر الذين منعوا من السفر (.. ) نحتفل بأمرائنا رغم الحصار، أمراء الشعر الذين ما كان ينبغي أن يمنعوا من الالتحاق بقافلة المبدعين العرب".

وأضاف "رسالتي لمصر التي أقف على حدودها .. أذكر مبدعيها وشعراءها ومثقفيها الذين وقفوا دائماً وأبداً مع فلسطين، ولا تزال كلماتهم ترن في سمع الزمان تقول أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا".

"كيف يهون عليك منع هؤلاء المبدعين من الالتحاق بقافلة المبدعين". يتساءل أبو السبح.

"نحب مصر"

وعبر عن استغرابه من إغلاق المعبر أمام عشرات الآلاف الذين تلقوا العلم على أيدي أساتذة مصر، مذكراً بتاريخ العلاقات المشترك والتضحيات المشتركة والدماء المشتركة في سبيل القضية الفلسطينية.

وقال: "نحب مصر وشربنا من نيلها وترعرعنا في حب تاريخها ونعلم أن علماءها في كل العلوم لهم أيادٍ بيضاء"، واصفاً هذه الفترة بأنها "استثنائية لا يمكن أن تكتب في تاريخ مصر".

ورأى أن ما يجري "لا يرضي روح (عباس) العقاد أو طه حسين أو علماء الأزهر وشعراء مصر الذين كتبوا لفلسطين والقدس".

وشدد على أن الاشتباك المصري الحقيقي ينبغي أن يكون ليس مع غزة، إنما مع هذا المحتل الغاصب الصهيوني، مناشداً مثقفي مصر بـ"مسح هذه النقطة السوداء التي تتمثل في منع الفلسطيني من المرور".

وقال: "غزة لم تمارس جريمة إنما حددت البوصلة نحو المجرم الذي يحتل القدس ويافا والرملة ويبني مفاعلات نووية ويهدد كل الأمة العربية".

أشتات الحلم الضائع

وبكلمات قوية عكست الإرادة التي جمعت أشتات الحلم الضائع عند المعبر المغلق، ألقت الشاعرة سمية وادي كلمة الشعراء أشارت فيها على أن هذه الأمسية تعقد بالتزامن مع بدء أولى حلقات برنامج مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي.

وقالت: "توجعنا الحقيقة المرة .. بعد أن كان حلم كل شاعر (المشاركة) أضحى وجعاً لكل شاعر"، لافتة إلى أنه في هذا التوقيت تبدأ أولى حلقات أمير الشعراء "التي يشارك فيها شعراء من جميع العالم إلا فلسطين ".

وتوجهت إلى شعراء غزة بقولها "إنكم الشمعة التي تصدر نورها رغماً عن الأسوار .. من منع أقدامنا من المرور يمنع نفسه من عبق العزة والكرامة المملوءة به صدورنا ويسجل لنفسه موقف خزي يرثي له التاريخ".

وأضافت "نحن قد اعتدنا أن نخرج فوق الأرض وتحتها لنبقى أحرارا ونصنع حرية فلسطين فإن الكلمة جندي لهذا الوطن يصنع أنفاقا وممرات تجتاز حد الحصار لتروي نفسها كما تريد لنفسها أن تكون".

وتابعت "لعلنا نعزي أنفسنا بأن الخير فيما اختاره الله أما ظلم غزة فقد اختاره الصمت العربي والتكالب على شعبنا المكلوم"، مشددة على أن القصيدة "لن تقف عند باب المعبر".

وقالت: "سنخلق لها (القصيدة) أجنحة من الغضب لتحكي لهذا العالم وجع غزة... ويبقى شعراء غزة أجدر أن يرووا بقصائدهم البطولة والكارثة".

وتابعت: "سنصبر؛ انكسر أجمل ما فينا وهو الحلم وبقي أجمل ما فينا وهو الإرادة".

وشاركت سمية والشعراء الممنوعون وغيرهم من الشعراء في إلقاء قصائد شعرية قوية ومؤثرة حظيت بتصفيق وإعجاب الجمهور النخبوي من المثقفين والمهتمين.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام