عملية
تل أبيب تٌثبت فشل "إسرائيل" أمنيًا
الرسالة
نت- محمد الشيخ
أجمع
محللون ومتخصصون في الشأن الإسرائيلي على أن عملية تل أبيب، أربكت حسابات الاحتلال
"الإسرائيلي"، وخلطت أوراقه خاصة أنها جاءت في وقت يعتقد فيه الاحتلال
أنه محكم السيطرة الأمينة داخل الكيان المحتل بمساعدة السلطة في الضفة المحتلة.
واتفق
المحللون على أن هذه العملية –بغض النظر عن منفذها سواء كان فلسطيني أو
"إسرائيلي"- ستغير من حسابات "إسرائيل" في ملف المفاوضات،
وسيجعلها تفرض على السلطة شروطًا أمنها والحفاظ على كيانها.
المحلل
السياسي هاني البسوس، يرى أن العملية سواء كانت عمل فلسطيني فردي أو فصائلي أو
وبنسبة ضعيفة أن تكون حالة داخلية "إسرائيلية"، "لكنها بجميع
الأحوال تدل على إمكانية الوصول أيا كان إلى عمق الكيان، وفشله أمنيًا".
ويقول
البسوس لـ"الرسالة نت": "المحاولة قد لا تكون ناجحة، ولكن هذا يدل
على أن هناك عمل متواصل من الفلسطينيين لإرباك "إسرائيل" في أي
لحظة".
ويضيف
"إن لم تنجح العملية اليوم فهذا لا يعني فشلها؛ لأنها قد تنجح مستقبلًا في
حال تكررت داخل الكيان".
الكاتب
والمحلل السياسي علي الريماوي يوافق البسوس رأيه، قائلًا:"الاحتلال يعيش
مشكلة كبيرة في السيطرة على الأوضاع الأمنية سواء في الضفة المحتلة أو داخل كيانه؛
بسبب سلوكه السياسي الذي يمارسه في الضفة، حيث يؤثر بشكل كبير على الفلسطينيين، ما
يدفعهم إلى التفكير بتنفيذ علميات فدائية ضده".
ويلفت
الريماوي خلال لقاء صحفي، إلى الاحتلال من شدة تخوفه من أي عمليات جديدة تهز
"كيانه" نشر الشرطة "الإسرائيلية" بالمناطق المحتلة كافة
لتفادي أي هجمات فلسطينية.
إثارة
الرأي العام
وعاد
البسوس ليشير إلى أنه بمجرد نشر الخبر في وسائل الاعلام حتى وإن لم تقع إصابات في
صفوف "الإسرائيليين"، فقد أحدث ذلك تخوفًا وقلقا في الرأي العام
"الإسرائيلي" الداخلي.
ويؤكد
المحلل السياسي أن ذلك يدل على الفشل الذريع للأمن "الإسرائيلي"؛ لأنه
لم يستطع حماية نفسه ولا مواطنيه، من أي أعمال عنف "كما يدعي".
ويرى أن
هذه العملية تأتي قبيل عقد اتفاقات سلام بين السلطة والاحتلال، ما يجعل
"إسرائيل" تطالب السلطة باجراءات أمنية مشددة لمنع مثل هذه العمليات في
المستقبل، متوقعًا عدم مقدرة أي منها على إيقاف العمليات لأنها طريقة يصعب السيطرة
عليها.
ويعزو
البسوس سبب عدم مقدرة السلطة أو "إسرائيل" على وقف العمليات في عمق
الكيان، لأن هناك فلسطنيين من الداخل بالإضافة إلى العمال الذين يدخلون
"إسرائيل"، كما أن الاحتلال لم يشتبه بأحد في هذه العملية ولم يقبض على
شخص منفذ.
بدوره،
يعتبر الريماوي أن ممارسات الاحتلال تجاه المواطنين في الضفة المحتلة، هو ما دفع
البعض للانفجار واللجوء للعمليات الفدائية.
ويضيف
"القمع الإسرائيلي للفلسطينيين يسير بوتيرة متسارعة على الأرض، وهذا كله يحدث
ثورة في النفس الفلسطينية".
"مسرحية"
ويختلف
المختص في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة مع البسوس والريماوي، حيث يرى أن العملية
هي ترتيب مسبق من الجانب "الإسرائيلي" لارباك المشهد الخارجي تجاه ما
يحدث داخل الكيان.
وتوقع
البطة في حديثه لـ"الرسالة نت"، ألا تكون العملية للمقاومة بقدر ما هي
مدبرة من الاحتلال "الإسرائيلي" للمطالبة بما يريد في الجانب الأمني
بملف المفاوضات مع السلطة.
وحول سبب
اعتقاده بأن العملية مدبرة من الكيان، يقول البطة: "لن تكون علمية مقاومة على
اعتبار أن طريقة وضع الشحنة سخيفة حيث وضعت تحت كرسي، وتم اكتشافها بهذه البساطة،
فهذا لا يدل إلا على أنها مسرحية من الاحتلال، للتأثير على الرأي العالمي
والمحلي".
ووفق
البطة فإن الهدف من العملية تسجيل انجاز لجهاز الأمن "الإسرائيلي" وخاصة
الشرطة ولفت انتباه الرأي العام العالمي أو المحلي لتنفيذ ما طلبته
"إسرائيل" في المفاوضات، ومبالغته بالحفاظ على أمنه في أي اتفاق سلام.
وكانت
اذاعة الجيش "الاسرائيلي" قالت إن عبوة ناسفة انفجرت داخل حافلة في
منطقة "بيت يام" بتل أبيب المحتلة، أثناء تفكيك وحدات الهندسة لها.
وأفادت الإذاعة
إلى أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن العبوة وضعت من فلسطينيين، ولفتت إلى أن
أحد ضباط المتفجرات أصيب بجراح طفيفة أثناء تفكيك العبوة، مؤكدةً أنه تم احباط
تنفيذ عملية فدائية كانت ستؤدي لوقوع أضرار كبيرة.