القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

في ذكرى استشهاده السادسة والسبعين.. أنفاس عز الدين القسام عادت للحياة في "حجارة السجيل"

في ذكرى استشهاده السادسة والسبعين.. أنفاس عز الدين القسام عادت للحياة في "حجارة السجيل"

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام

على وقع الذكرى السنوية الأولى لانتصار المقاومة الفلسطينية على المحتل الصهيوني في حرب حجارة السجيل، وما تخللها وتبعها من إنجازات حققتها فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام، مرت أمس الثلاثاء الذكرى السنوية السادسة والسبعون لاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام.

الشيخ السوري، الذي حمل همّ القضية الفلسطينية، ودافع عنها بكل ما أوتي من قوة، ليس ذلك فحسب، بل قدّم روحه ثمنًا لذلك، حمل رايته رجالٌ فلسطينيون تأثروا بسيرته ومقاومته، ليضيفوا إلى التاريخ أمجادًا وبطولات لذات الاسم الذي اقتفوا أثر جهاده.

بين زمنين

وبعد ثلاثة أرباع القرن، وفي التاسع عشر من تشرين ثاني نوفمبر الماضي، وفي ذات اليوم الذي حمل ذكرى رحيل القسام كانت عشرات الصواريخ تدك القدس وعسقلان و"تل أبيب" وهي تحمل اسمه على عبواتها المتفجرة، لقد صدق الشيخ وعده ولم يسلم المحتل من نار القسام بعد سنين على استشهاده.

وفيما راح التاريخ يعيد نفسه، استرجع جنود العقيدة في غزة صرخة القسام يوم دوت في أحراش يعبد أن "موتوا شهداء"، وكأنه كان يومها يدرك أن من خلفه قضية لن تموت.

الشيخ القسام .. الثائر المخلص

وُلد الشيخ الشهيد عز الدين القسام في بلدة جبلة السورية بريف اللاذقية سنة 1882، حيث تلقى تعليمه الأولي فيها، ليرحل بعدها إلى القاهرة ويلتحق بالأزهر ويتتلمذ على يدي الشيخ محمد عبده ويعود إلى بلدته بشهادته، ليحل محل أبيه الذي كان يملك كُتّابا لتحفيظ القرآن الكريم.

بدأ الشهيد القسام نشاطاته الثورية بالتضامن مع الثورة الليبية، إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911، حيث قاد المظاهرات المنددة بالاحتلال الإيطالي لليبيا، ليتطور عمله بعد ذلك في تجنيد المتطوعين وجمع التبرعات لإسناد الثوار الليبيين، حتى سافر إلى ليبيا وقابل هناك الشهيد عمر المختار، ليتعاهدا على مقاومة الاحتلال الأجنبي.

ورفع الشهيد راية الجهاد في الساحل السوري، حينما اشتعلت الثورة في سوريا ضد الفرنسيين، وكانت تلك ثاني محطاته في مقاومة المحتلين، فكان في مقدمة من حملوا السلاح بثورة جبال صهيون.

وبعدما فشل الفرنسيون في ترويضه بعرضهم تسليمه القضاء والإفتاء في سوريا، وهو ما رفضه الشهيد، حكموا عليه بالإعدام خلال محكمة غيابية، ما أدى به إلى الهجرة نحو فلسطين، ليصل حيفا عام 1921، ولتلحق به أسرته.

ورغم ما أصاب القسام في سوريا، بدأ بعد أن استقر في حيفا، باستعادة نشاطه الجهادي والدعوي، حيث عمل مدرسًا وخطيبًا ومأذونًا.

تميز الشيخ القسام بقدرته على التنظيم والإدارة، حيث شكّل مجموعات متخصصة، كمجموعات الدعوة، والاتصالات السياسية، والعمل العسكري، والمعلومات والمخابرات، فيما كان لدى كل مجموعة اكتفاء ذاتي بما تحتاجه من أموال ونفقات.

ومع بدء قطف الثمر بتزايد عدد العمليات السرية التي شنتها مجموعات الشيخ الشهيد، من اغتيال للجنود الإنجليز، واستهداف معسكرات الجيش البريطاني، وتصفية العملاء، أعلن القسام عام 1935 الثورة على المحتل الإنجليزي، فخرج مع أحد عشر مجاهدًا إلى أحراش يعبد بجنين، لحث الفلسطينيين على الجهاد العلني.

وسارع الإنجليز إلى الانقضاض على القسام ورفاقه، فأرسلوا تعزيزات عسكرية إلى يعبد، وبعد أن رفض القسام ورجاله تسليم أنفسهم، دارت معركة لمدة ست ساعات، قتل المجاهدون على إثرها خمسة عشر جنديًّا بريطانيًّا، واستشهد القسام واثنان من رفاقه وهو يردد: "يا رفاقي موتوا شهداء".

وفاءُ رجال القسام

ربما لم تُعطَ الذكرى السنوية لاستشهاد القسام قدرها ومكانتها التي تستحق كل عام، إلا أن رجالًا شربوا من نبع القسام، فحملوا اسمه ورايته، نجدهم في كل يوم يحيون ذكرى شيخهم الثائر، بالإعداد والتجهيز والتطوير السري، وما ينتج عنه من انتصارات ونجاحات علنية.

وتبقى راية الجهاد التي رفعها القسام في ليبيا، مرورًا بسوريا، واستقرارًا بفلسطين، مرفوعة بعلوٍ وكبرياء، لتؤكد بقاء رجاله على ذات الشوكة.

وليس ببعيد عن ذكرى حرب حجارة السجيل، واستشهاد الشيخ عز الدين القسام، ينتظر المجاهدون بفارغ الصبر ذكرى انطلاقة حركة حماس .. لتجديد البيعة.