عين
الحلوة.. لرفع الغطاء ومحاسبة كل مسيء
بقلم:
هيثم أبو الغزلان
شهد
مخيم عين الحلوة، في الفترة الأخيرة سلسلة من الحوادث الأمنية: اغتيالات، إطلاق
نار، وتعذيب لشخص حتى الموت، استهداف للقوة الأمنية، مقتل أشخاص أبرياء في عمليات
الاغتيالات، أو إصابتهم بجروح، وإغلاق طرقات المخيم، وتعطيل المدارس.. وهذا أدّى
إلى ترويعٍ للآمنين، وتخريب بيوت ومنازل أناس ليس لهم علاقة بما يجري، وتضرّر
السيارات، والحركة التجارية لأصحاب المحال الذين يعانون أصلاً ركوداً اقتصادياً،
هذا عدا عن الاكتظاظ السكاني، والمشاكل الإجتماعية المتنامية والمتزايدة، فتأتي
هذه الأحداث لتزيد "الطين بلة"، كما يُقال.
ورغم
أن الفصائل في المخيم واللجان الشعبية والفعاليات الفلسطينية والقوة الأمنية يسعون
إلى المعالجة على قدر الاستطاعة، إلا أن تكرار هذه الحوادث ينعكس سلباً على المخيم
وأهله، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول هذه الأحداث: من المستفيد منها؟ ولماذا
الآن؟! وهل من رسائل يُراد تمريرها عبر المخيم وأهله؟! ولماذا لا يُرفع الغطاء عن
كل مسيء ومخل بأمن المخيم وأهله؟! وهل يمكن أن يكون الحل بالتراضي، أم أن هناك
"أناس بسمنة، وأخرى بزيت"، كما يُردد بعض أهالي المخيم؟!! ولماذا تقوم
قيامة الإعلام، ويتم التعاطي مع كل حادثة
في المخيم عبر زيادة منسوب الإثارة الكلامية إلى منتهاه واللعب على وتر الكلمات
التي تدغدع مشاعر الناس وتستثير فيهم الحميّة والعصبية حيناً، أو الشحناء والبغضاء
حيناً أخرى؟!! ولماذا لا يتم التركيز على مشاكل أهل المخيم: الاكتظاظ السكاني،
وزيادة حالات الفقر، والعنوسة، والبطالة المتزايدة وغيرها من المشاكل، بدل تركيز
البعض على حل النزاعات العادية بـ "القتل والاغتيالات وترويع الآمنين وإشاعة
الفوضى"؟!..
إن
تجارب شعبنا السابقة وبعضها ما يزال ماثلاً أمام عيون الجميع تشير وبوضوح إلى
المخاطر العديدة التي تتهدد المخيمات الفلسطينية، وسيما عين الحلوة، وما تجربة نهر
البارد عنا ببعيدة!! لذلك، إن المطلوب اليوم، إزاء ما يحصل في المخيم، وقفة جادة
من الجميع (فصائل وفعاليات ولجان ومؤسسات وأهالي)، تضرب بيد من حديد على من تسول
له نفسه ضرب أمن الناس وترويعهم. فهل نحن فاعلون؟!!