10 دقائق لتسليم الفاعل في
مخيم البداوي

الثلاثاء، 28 أيار، 2013
تتهافت الافتراءات الكاذبة على المخيمات الفلسطينية
في لبنان بين الحين والآخر، ويتهم الساسة اللبنانيون وإعلامهم الفلسطينيين بأنهم جماعات
إرهابية فوق القانون، وأن المخيمات الفلسطينية هي بؤر أمنية وغابة للمطلوبين والقتلة
والمجرمين، لكن ما حصل في الأيام الأخيرة في مخيم البداوي كان خير دليل على كذب أولئك
الذين يسعون لتشويه صورة الفلسطينيين في لبنان.
المخيم ليس جنة، وبالتالي فإن أهالي المخيم وشبابه
ليسوا منزهين عن الخطأ، فالكمال لله والخطأ من صفات الإنسان لكن ما تقوم به اللجنة
الأمنية في المخيم كان الرسالة الصافعة لكل المتربصين بالمخيمات وأهلها.
فمنذ عام 1964 لم تدخل السلطات اللبنانية المخيمات
الفلسطينية، واكتفت باستلام المذنبين عن طريق اللجنة الأمنية الموجودة في كل مخيم،
وهذا شبيه بكل المناطق والقرى اللبنانية، فعند تسليم أي مذنب يجتمع المختار مع كافة
الأطراف السياسية وبعض المرجعيات بعد اتفاق سياسي قد يتطلب أيام وأسابيع، لكن في المخيمات
قد يبدو الأمر أسهل من ذلك بكثير، لأن الفلسطينيين في لبنان متفقون أن لا سلطة فوق
سلطة الدولة والمخيمات لن تكون مأوى للعابثين بالأمن والقانون، وهذا ما حصل ليلة أمس
في مخيم البداوي، فبعد إشكال فردي حصل مساء أمس بين عائلتين في مخيم البداوي شمال لبنان،
أقدم المدعو شادي غسان عودي على إلقاء قنبلة في الشارع العام بالقرب من بناية أبو نعيم،
مما أدى إلى إصابة 5 أشخاص نقلوا على مستشفى صفد وسط المخيم.
لكن المدة التي احتاجتها اللجنة الأمنية كانت الأغرب..
فعشر دقائق كانت كافية لقيام اللجنة الأمنية بمهامها وضبط الوضع وتوقيف المذنبين، وتسليمهم
لمخابرات الجيش اللبناني على المدخل الشمالي للمخيم.
هذا هو المخيم، وهذا هو حال الفلسطينيين في لبنان
الذين اتفقوا فيما بينهم أنْ لا سلطة لأحد فوق سلطة القانون اللبناني، وأن جميع الفلسطينيين
في لبنان هم مع القانون اللبناني وسيادته، ولن يكونوا في يوم من الأيام فوقه .
المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين