71 عاما
على الذكرى.. عودة إلى المربع الأول والنكبة الفلسطينية أصبحت عربية
.jpg)
الإثنين، 13 أيار، 2019
بعد مرور 71 عاما
على نكبة فلسطين، وفي ظل ظروف عربية محيطة مضطربة، ووضع فلسطيني منقسم، تمر ذكراها
هذا العام على الشعب الفلسطيني الذي هجر من أرضه ووطنه عام 1948، وسط تساؤلات حول مآلاتها
التي كانت يوما ما قضية العرب.
يرى أستاذ الإعلام
في جامعة القدس أحمد رفيق عوض أن القضية الفلسطينية أصبحت اليوم في ذيل الاهتمامات
للأنظمة العربية، بعد تفكك كثير من الدول المحيطة. وأما على المستوى الفلسطيني الداخلي،
فمن الواضح جدا أن هناك جهودا أميركية إسرائيلية لإبقاء الشعب الفلسطيني مقسما.
تفكيك الفلسطينيين
يقول عوض في حديثه
للجزيرة نت إن أميركا وإسرائيل لا تتوقفان عن تفكيك الفلسطينيين، وإظهارهم على أنه
جماعات متفرقة في الضفة وغزة والقدس المحتلة والداخل والشتات، وبالتالي لا يحق لهم
إسقاط الاحتلال وإقامة دولتهم.
ويرجع أستاذ الإعلام
هذا التحليل إلى ما حدث على الأرض من محاولة لإسقاط صورة الشعب الفلسطيني الواحد، ومن
قرارات أميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومحاربة قضية اللاجئين بتقليص الدعم
المالي المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ويظن أن الشعب الفلسطيني
اليوم بعد مرور 71 عاما على النكبة ما زال في المربع الأول، وهو في مرحلة التفكك وعدم
التعريف وتغييبه عن كل القرارات، لأن الصراع اليوم صراع روايات لا صراع حدود، وهو ما
يثبت أن الفلسطينيين ما زالوا في ذروة نكبتهم.
شعب مقاتل
ولكن الإعلام الإسرائيلي
أورد إحصائية حديثة في الشهر الماضي تكشف أن هناك أكثر من مئتي عمل مقاوم على الأرض
في الضفة والقدس المحتلتين وحدهما، عدا عن التصعيد العسكري بين الفينة والأخرى في قطاع
غزة.
ورد على ذلك أستاذ
الإعلام بجامعة القدس قائلا إنه لا أحد من قادة بريطانيا ولا أميركا ولا "إسرائيل”
توقع أن يبقى الشعب الفلسطيني يقاتل كل هذه السنوات، وأن يسجل الحرب الأطول وداخل الأرض
المحتلة بـ53 يوما، ويتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
ويرى الكاتب والمحلل
السياسي مأمون شحادة أن "إسرائيل” تسعى لتوحيد نفسها بعد 71 عاما على النكبة، لأنها
مفككة من الداخل بجنسيات سكانها، وحتى في لغتها التي ما زالت غير مكتملة.
ويعتقد شحادة في
حديثه للجزيرة نت أن توحيد "إسرائيل” يكون فقط بتفكيك الفلسطينيين. وكما كانت سلطات
الاحتلال تخوف الإسرائيليين بالمحارق ومعاداة السامية لتجمعهم في الأرض المحتلة، فإنها
تريد اليوم توحيدهم عن طريق حروب وهمية هنا وهناك تحت حجج حماية الأرض المحمية أصلا
بالواقع العربي المنهزم.
ومشكلة الفلسطينيين
أن قادتهم يضعون القضية بيد الرباعية الدولية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي وروسيا) غير الموحدة على موقف واحد، ومنهم روسيا التي تسعى هي وبقية دول العالم
لإبقاء مصالحها مع إسرائيل، لا مع الفلسطينيين.
نكبة عربية
وأوجد شحادة مصطلحا
جديدا يسعى الاحتلال لإنشائه هو تحويل القضية إلى مسألة فلسطينية غير واضحة المعالم
بعودة اللاجئين والدولة المستقلة والمقدسات، حتى تقبل القسمة والطرح والضرب، وهذا واضح
من خلال توقعه ما سيحدث في السنوات الثلاث المقبلة من تطبيق الخطة المعروفة إسرائيليا
بخطة 2020، التي سيتم فيها توحيد القدس وطرد الفلسطينيين منها.
ويصف المحلل الفلسطيني
ما آلت إليه الأمور اليوم بأنها نكبة عربية لا فلسطينية فحسب، ففي موعد النكبة أعلن
الاحتلال والولايات المتحدة توحيد القدس، ووقتها سيتم الاحتفال باستقلال أميركا التي
أفرجت عن قاتل أحد العراقيين، تزامنا مع الإفراج عن قاتل الفلسطينية عائشة الرابي،
وتحولت النكبة إلى كل الدول العربية، وفي مقدمتها العراق وسوريا واليمن.
وبخصوص ما يجري من
تطبيع عربي، يقول شحادة إن هذا التطبيع كان يجري تحت الطاولة، والآن وبعد الانتهاء
من تصفية القضية الفلسطينية، لا داعي للاختباء، فكل شيء واضح وغير مستغرب، وخاصة علاقات
دول الخليج العربي بالكيان الصهيوني، التي رغم عدم احتضان عواصمها سفارات إسرائيلية،
فإنها تحتضن مكاتب تمثيلية أو تجارية.
المصدر: الجزيرة