القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 29 كانون الأول 2025

90 دقيقة في مخيم المية ومية توقع 7 قتلى و10 جرحى

90 دقيقة في مخيم المية ومية توقع 7 قتلى و10 جرحى


الثلاثاء، 08 نيسان، 2014

لم تكد تمضي بضعة ايام على توقيع القوى والفصائل الفلسطينية بكل فئاتها وتوجهاتها ميثاق مبادرة موحدة، ابرز ما فيه عدم اللجوء الى استخدام السلاح وتحريمه في معالجة اي خلاف او اشكال داخل المخيمات او خارجه، حتى اندلعت قرابة ظهر امس اشتباكات عنيفة داخل مخيم المية ومية جنوب شرق صيدا، استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة وقذائف الـ" ب 7"، استمرت نحو ساعة ونصف ساعة، وأسفرت عن سقوط 7 قتلى وعشرة جرحى.

الاشتباكات التي فأجات الجميع، اندلعت بين مجموعتين: الاولى بمثابة تنظيم قوي ومسلح جيدا يعرف باسم "انصار الله" ويتزعمه جمال سليمان المدعوم ماديا ومعنويا وعسكريا من "حزب الله" منذ اكثر من عقدين، والأخرى تعرف باسم "كتيبة العودة" ويترأسها فلسطيني سوري يدعى احمد عدوان وملقب بـ"أحمد رشيد"، فرض نفسه على واقع المخيم سابقاً، من خلال وقوفه مع النظام السوري، وأخيراً من خلال تأييده عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" المفصول محمد دحلان. وتباينت الروايات حيال اسباب الاشتباك وخلفياته، لكن غالبيتها اجمعت على حصول اشكالات في الآونة الأخيرة بين المجموعتين في صراعهما على النفوذ والسيطرة على هذا المخيم الصغير بمساحته، والذي يضم اكثر من عشرة آلاف لاجئ.

وأشار مصدر في "انصار الله" الى ان عدداً من عناصر احمد رشيد كانوا يقيمون مكمناً لجمال سليمان، واطلقوا النار على سيارته "الرانج روفر" بعد خروجه من المنزل، لكنه لم يكن فيها، لأن الموكب كان وهمياً، علما ان سليمان كان يعتزم التوجه الى المطار لاستقبال عدد من معاونيه العائدين من العمرة، الأمر الذي استدعى ردا عاجلاً على احمد رشيد ومهاجمة مكاتبه في المخيم والسيطرة عليها، بعد اشتباك ادى الى مقتل رشيد وشقيقه رشيد رشيد وعدد من المرافقين.

وتحدثت مصادر رسمية عن سقوط سبعة قتلى وعشرة جرحى. وعرف من القتلى، إضافة الى رشيد وشقيقه، مرافقاه حسن مشعل ومحمد قطيش ومحمد السوري، وشادي سليمان إبن شقيق جمال وصهره، واحد المسعفين الفلسطيني طارق السعدي من عين الحلوة. فيما عرف من الجرحى: محمد زيدان ومصطفى نحال ويوسف عدوان. ونقل القتلى والمصابون الى مستشفى الهمشري ومركز لبيب الطبي ومستشفى حمود الجامعي.

ومنذ اندلاع الاشتباكات، اتخذ الجيش على حواجزه ونقاطه الثابتة المؤدية الى مخيم المية ومية ومحيطه، اجراءات امنية مشددة، ومنع دخول اي كان باستثناء سيارات الاسعاف، إضافة الى وفد من "لجنة المتابعة الفلسطينية" التي ساهمت قيادة المنطقة العسكرية في التواصل معها، من اجل دخول المخيم واجراء المقتضى لجهة وقف النار فورا والعمل لاعادة الوضع الى طبيعته، علما ان اطلاق النار توقف بعد ساعة ونصف ساعة.

يذكر أن جمال سليمان انتمى الى حركة "فتح" منذ نشأته، وصمد داخل مخيم عين الحلوة إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وكان واحدا من المدافعين عنه قبل سقوطه وتدميره. انشق عن الحركة أواخر الثمانينات واسس "كتيبة شهداء عين الحلوة" وسيطر على منطقة جبل الحليب عند الطرف الجنوبي الشرقي للمخيم، وكانت مواقعه تتعرض لغارات اسرائيلية بشكل دائم. وبعد معركة "فتح" ضد "فتح - المجلس الثوري" وسيطرتها على مراكز "المجلس الثوري" في عين الحلوة، خرج سليمان من المخيم واسس تنظيماً اطلق عليه اسم "انصار الله"، ووجد تأييدا ودعما من "حزب الله" والمخابرات السورية. وقبل نحو عام، صدر عن التنظيم بيان اعلن فيه استقلاليته عن "حزب الله"، لكن بعد اشهر تراجع عن موقفه وعاود علاقته بالحزب.

اما في سجل احمد رشيد، فلا وجود لمعلومات موثقة او وافرة عنه، وهناك احاديث متداولة أنه رجل صلب، تاجر بكل انواع الاسلحة وكان يفرض على البعض توفير مساعدات مادية له لتوزيعها على انصاره، وفرض نفسه سابقا من خلال وقوفه مع النظام السوري قبل نحو سنتين من خلال تأييده للقيادي الفلسطيني محمد دحلان. وكان لافتاً، وربما طبيعيا ان احدا من الاطراف داخل المخيم لم يتدخل في الاشتباك الذي حصل بين الطرفين، غير ان سكان المخيم الذين شعروا بالرعب والخوف اقدموا بعد وقف النار، على اشعال الاطارات تعبيراً عن غضبهم.

ويعتبر مخيم المية ومية من الاماكن الهادئة، ونادرا ما يحصل فيه اشتباك او حتى خلافات، على عكس ما شهده طوال سنوات مخيم عين الحلوة من اقتتال واشتباكات، علما ان المسافة بينهما قريبة جدا، وتفصل بينهما مراكز الجيش اللبناني وحواجزه.

وصدرت مواقف تندّد بالحادث عن "تحالف القوى الفلسطينية" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين". وتلقى ممثل حركة "حماس" علي بركة اتصالاً من رئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية، يدعو فيه الى ضبط النفس وتوحيد الصف.

المصدر: احمد منتش- النهار