أبو عمر كان ينتظر رمضان بفارغ الصبر

السبت،
11 تموز، 2015
أحمد
هلال أو أبو عمر، بائع أشربة في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا (جنوب
لبنان). يخبر كيف كان ينتظر شهر رمضان بفارغ الصبر، "حتى أحسّن مبيعاتي، ولو بشكل
طفيف. لكن الأحداث الأمنية في المخيّم تؤثّر سلباً على كل أبنائه، وكذلك على عجلة الحركة
الشرائية والاقتصادية". يضيف أن أهل المخيّم "يعيشون في الأساس كل يوم بيومه.
فكيف إن كان الشهر شهر صيام؟ المصاريف تزداد مقارنة ببقية الأشهر الأخرى. وتأتي الأحداث
الأمنية لتحدث شللاً كبيراً في الأسواق وتجمّد الأعمال، وبالتالي حركة البيع والشراء".
أبو
عمر يعمل في هذا المجال منذ عشرين عاماً. يقول: "أصنع الأشربة على أنواعها، وأقف
بها على عربة أمام محلي في المخيم. في شهر رمضان يزداد الطلب عليها، فأعمد إلى تصنيع
كمية أكبر. لكن القناني تتكدّس في البراد وأعجز عن بيعها نتيجة الأوضاع الأمنية".
هو يبيع الجلاب والتمر هندي والسوس، ويساعده أحد أولاده في ذلك. ولأبي عمر ثلاثة أولاد،
الأول يعمل كهربائياً والثاني ميكانيكياً، أما الثالث فما زال يتابع تعليمه في المدرسة.
ويوضح: "أنا أبذل جهدي لأعلم الثالث".
عن
الشراب المفضل لدى الناس في رمضان، يقول إن "الأكثر مبيعاً في العادة هو التمر
هندي". ويتحدّث عن تصنيعه، شارحاً: "أولاً أضع التمر الجاف على قطعة قماش
وأبلله بالمياه. ومن ثمّ أضيف إليه الكربونة، وأعرّضه لأشعة الشمس. بعد ذلك، أضعه في
كيس وأنتظر ليقطر". أما الجلاب الذي يستهلك أيضاً في رمضان، "فهو مستخرج
من دبس العنب. أقوم بتبخيره في الخزان".
ويتحسّر
أبو عمر على كل ما صنعه من أشربة. فالقناني كسدت. علماً أن سعر القنينة الواحدة ألفَا
ليرة لبنانية (1.33 دولار أميركي) فقط، في حين تباع قنينة الشراب في مدينة صيدا بثلاثة
آلاف وخمسمائة ليرة (2.33 دولار). ويشير إلى أن "الأحداث الأمنية الأخيرة منعت
سكان المناطق المجاورة من دخول المخيم لشراء بضاعتنا، علماً أن زبائن كثيرين يشترون
كميات من القناني لبيعها في صيدا".
إلى
ذلك، كان أبو عمر يبيع السحلب أيضاً. لكن هذه السنة "لم يمرّ علينا يوم واحد في
المخيم على خير. لذلك لم أصنع السحلب، خوفاً من عدم القدرة على تصريفه. ووضعي الاقتصادي
لا يحتمل الخسارة. رزقي كل يوم بيومه، ولا أستطيع المغامرة". كل ما يطلبه أبو
عمر اليوم هو "أن نعيش، ونعمل، ونربي أولادنا، ونكسب قوت يومنا". يضيف:
"يكفينا التضييق الخارجي على أرزاقنا وأرواحنا ولقمة عيشنا، لتضاف إلى ذلك أيضاً
الأحداث الأمنيّة في الداخل".
المصدر:
العربي الجديد