القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أبو مازن أصدر قراراً رئاسياً بتأسيس الهيئة الخيرية الفلسطينية للتكافل الأسري

أبو مازن أصدر قراراً رئاسياً بتأسيس الهيئة الخيرية الفلسطينية للتكافل الأسري
 

الأربعاء، 19 أيلول، 2012

تزداد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يوماً بعد آخر، في ظل حرمانهم من الحقوق الاجتماعية والإنسانية والمدنية وازدياد البطالة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، وارتفاع الأسعار والغلاء..

وجاء تأسيس «الهيئة الخيرية الفلسطينية للتكافل الأسري» بلسم لهذه المعاناة، إضافة إلى التقديمات التي تقدمها «منظمة التحرير الفلسطينية» على مختلف الأصعدة الاجتماعية والطبية والتعليمية..

والهيئة التي تأسست بمبادرة من رجال أعمال فلسطينيين حضروا من الخارج، وتفقّدوا المخيمات الفلسطينية في لبنان، وشاهدوا بأم العين حالات البؤس والفقر، وقرروا تقديم دعم لأبناء شعبهم، تأكيداً على أنهم شعب واحد في الوطن والشتات، فدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه المبادرة لتتحوّل إلى حقيقة مشرقة، في إطار مسيرة الثورة الفلسطينية، ودعماً لمبدأ رفض التوطين، والتمسك بحق العودة...

«لـواء صيدا والجنوب» زار مخيم عين الحلوة والتقى رئيسة «الهيئة الخيرية الفلسطينية للتكافل الأسري» ورئيسة «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية» في لبنان آمنة جبريل، وبعض العائلات الفلسطينية الفقيرة التي استفادت من تقديمات الهيئة..

بلسمة الجراح

قالت جبريل: إن تأسيس «الهيئة الخيرية الفلسطينية للتكافل الأسري» تحوّلت من فكرة إلى حقيقة، مع زيارة رجال الأعمال الفلسطينيين من مؤسسي الهيئة لمخيمات لبنان، واللقاء بالعديد من الحالات الاجتماعية الصعبة، وبمبادرة وبدعم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس « أبو مازن» تم تأسيس الهيئة بمرسوم رئاسي، حيث كلفت بإدارة أجندة الهيئة في مخيمات لبنان، وبدأت الهيئة مهامها بتشكيل لجان عمل مشتركة من «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية» و«اللجان الشعبية» و«مؤسسة الشؤون الاجتماعية لرعاية عوائل الشهداء والجرحى» في «منظمة التحرير الفلسطينية»، ومنها: الكشف الاجتماعي، الإحصاء والمسح الميداني.

وأضاف: ترعى الهيئة الحالات الفلسطينية الفقيرة وفق جملة من المعايير أبرزها: معايير العائلة الفقيرة التي فقدت معيلها وباتت بدونه، أو مدخولها الشهري لا يكفي حاجاتها، وممن يُعاني معيلها من أمراض مستعصية لا تمكنه من مزاولة العمل وتعيش على الصدقات، مثل حالات العسر الشديد: أرامل، أيتام وثكالى...

وأشادت جبريل «بتجاوب رجال الأعمال وموظفي «السلطة الوطنية الفلسطينية» والعائلات الفلسطينية الميسورة بالوطن والشتات، بتبني الحالات الفقيرة، حيث تُحقق الهيئة بذلك بُعدين: إغاثي إنساني وسياسي، فمن جهة تعمّق صلات التواصل بين الفلسطينيين بالوطن والشتات، ومن جهة أخرى تعزز صمود أهل المخيمات في لبنان ونضالهم في سبيل حقوقهم الوطنية وفي مقدمتها حقهم بالعودة».

استمارة مساعدة

مسؤولة الملف الاجتماعي في «اتحاد المرأة» ثريا راجح، أشارت إلى «حق الكفيل باختيار ماهية الحالة التي يريد أن يكفلها، وأحيانا يكفل عائلة من الحالات الاجتماعية تعجز عن توفير التعليم الجامعي للطالب، استناداً لاستمارة الحالة، وربما يتيم».

وأضافت: عادة ما يتعرّض العمل لبعض الثغرات والعقبات، فقلما وجد عمل ناجح 100%، فالناس يقصدون مكاتب الاتحاد باعتبارهم ذوي حالات اجتماعية من أجل الحصول على المساعدة، ما يستدعي منا في الهيئة التحلي بالمسؤولية والعمل بشفافية، فتقوم لجان المسح بالكشف على الحالات داخل بيوتهم، وتعتمد أسلوب «الاستمارة» بالوضع الصحي، الاجتماعي، الاقتصادي والمدخول الشهري، فيتم التعاطي معها على مبدأ «الحالة الملحة والأشـد إلحاحاً»، وبما يُراعي الثوابت المعتمدة، وأبرزها:

- عدم تقاضي صاحب الحالة مرتباً شهرياً: لعمله بمؤسسة ما، أو مفرغاً ضمن أطر «منظمة التحرير الفلسطينية»، راتب من «مؤسسة الشؤون الاجتماعية لأسر الشهداء»، وبعد زيادة مخصصات عوائل الشهداء العسكريين، تم وقف صرف المساعدات لما يزيد عن مائة حالة، واستثنيت الحالات المصنفة بخانة «الوفيات - شهيد مدني».

- استثناء الحالات الاجتماعية «الأرامل والثكالى» ممن لديهم أبناء من فئة الشباب.

- التأكد من استمرار أخذ المريض للأدوية وفقاً لتقارير طبية سنوية، وإن حصل وتحسن حال المريض فيتم وقف المساعدة، وكذلك في حال الوفاة، على أن يدرس الوضع العائلي للبت ما بين استمرار المساعدة أو نقلها لصالح حالة أخرى.

عضو المجلس الإداري لـ «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية» ومسؤولة الاتحاد في منطقة صيدا كنانة رحمة، ثمّنت «دور الهيئة وأهمية المساعدة الدورية التي تقدمها بقيمة 100$ بقدر ما نحمله من مدلولات ومعان إنسانية رفيعة». وقالت: إن أجندة الهيئة تتكامل ومهام «جمعية الرعاية والتنمية الأسرية» التي أسستها حـركة «فتح» في العام 1999 في ظل ظروف صعبة جداً في وقت ندرت فيه جمعيات اغاثة في مخيم عين الحلوة، ونحرص على رصد إرادتنا من «منظمة التحرير، «فتـح» وفاعلي الخير، رسوم برنامج القروض وزكاة الأموال.

وأضافت: إننا نقوم بتقديم المساعدات المادية ـ العينية للمهمشين من فقراء المخيمات، ومنها على سبيل المثال: «كسوة الحالات الصعبة من الأطفال الفقراء بالأعياد والمناسبات، دفع الرسـوم لرياض الأطفال، توفير الكتب، الزي المدرسي، الحذاء للحالات الصعبة منهم، مساعدة مرضى الأعصاب بشراء الأدوية، وعلى مدار 5 سنوات من عمل الجمعية، مساندة كبار السن الذين لا معيل لهم، مساعدة النساء بتجهيز المولود لذوي الحاجة، إضافة إلى تقديم القروض للفقراء بالعديد من المجالات، مثل: ترميم البيوت، تدعيم المشاريع الإنتاجية الصغيرة القائمة، تمكين الطلبة الجامعيين من إكمال دراستهم، والتحاق الطلبة بالمعاهـد الدراسية - المهنية، في وقت نثمّن فيه عمل «صندوق الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمساعدة الطلبة الجامعيين» في لبنان، إلى جانب تقديمات «مؤسسة الضمان الصحي الفلسطيني»، وليس آخرها تشكيل الرئيس «أبو مازن» «الهيئة الخيرية الفلسطينية للتكافل الأسري».

عائلة عاجزة

حكمت عثمان أسرتها (مؤلفة من أربعة أفراد، نزحت إثر نكبة مخيم نهر البارد واستأجرت في مخيم عين الحلوة بمبلغ 100 دولار شهرياَ، تُعاني الأمرّين خاصة بعد أن أصيب معيل العائلة أبنها رامي (22 عاماً) بحادث عمل في إحدى الشركات من 3 سنوات، وبات مشلولاَ، قالت: لقد أصبحنا نعيش على مساعدات فاعلي الخير، بعدما كان رامي يُؤمّن احتياجات العائلة دون أن نسأل أحداً، فسـوء الأوضاع الاقتصادية لم تعد تمكننا من توفير علاج «رامي» وشـراء أدويته ومنها بشكل خاص أدوية الأعصاب.

وأضافت: اليوم بتنا نتلقى مساعدة من «الهيئة الخيرية للتكافل»، فرغم ذلك فإن رامي أحياناً يستغني عن العلاج لعدم توفر الأموال اللازمة ومصاريف الانتقال الى مقرات العلاج خارج صيدا.

كفالة وتعليم

نادية عبده (ربة أسرة في العقد الرابع من العمر) قالت: لقد تحملت المسؤولية باكراً ولا سيما إن عائلتي تتكوّن من 5 أفراد، وقد توفي زوجي منذ 4 سنوات، ورغم ذلك أدرجت التعليم بسلم أولوياتي، فتعليم أبنائي لا يتقدم عليه شيء، فابنتي البكر باتت طالبة جامعية والثانية في «معهد سبلين»، أما الباقون فيتابعون دراساتهم، وقد حصلت على كفالة لأحد أبنائي من قبل «مؤسسة الأعمال الخيرية»، ووجدت بمساعدة «صندوق الرئيس الفلسطيني للطلبة الجامعيين» من جهة، ومن المكتب الطلابي لحركة «فتح» من جهة أخرى، مصدراً للإعانة بتعليمهم. وأضافت: أشكر كل من ساعدني بتعليم أبنائي وأخص الاتحاد ومساعدة «الهيئة الخيرية للتكافل»، وأطالب باعتماد زوجي في «مؤسسة الشؤون الاجتماعية للشهداء والجرحى» ضمن خانة الشهداء العسكريين بدلاً من خانة الوفيات، لأن زوجي توفي وهو على رأس عمله في حركة «فتح».

مرارة وحزن

نايفـة علي فارس «أم محمـد»، تقطن في منزل يتألف من غرفة يتيمة ومطبخ بحدود المتر ونصف المتر مربع وأقل، وحال المنزل يرثى لها، إذ تتقاسم السكن مع ابنتها وولدين بالعقد الثاني، مصابين بمرض الأعصاب وحاجتهما للعلاج والدواء كثيرة ومستمرة.

وقالت بمرارة وحزن عميق: زوجي رب الأسرة كان مقعداً منذ 10 سنوات، وقد توفي مؤخراً، ولم يعد لي من مدخول سوى مساعدة «الهيئة الخيرية الفلسطينية للتكافل الأسري» باعتباري حالة اجتماعية خاصة.

وختمت «أم محمـد»: إن هذه المساعدة تسد جزءاً من احتياجاتي، ومن دونها لكان الوضع صعب جداً، والحمد لله إن الله سبحانه وتعالى لا ينسى أحداً.

المصدر: ثريا حسن زعيتر - اللواء