القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أجواء ترقب وحذر تخيم على عين الحلوة.. لقاءات واتفاق

أجواء ترقب وحذر تخيم على عين الحلوة.. لقاءات واتفاق
 

الأربعاء، 21 كانون الأول، 2011

خيمت أجواء الترقب المشوبة بالحذر على مخيم عين الحلوة بعد الاشتباك الذي وقع بين حركة "فتح" وما تبقى من "جند الشام" و"فتح الاسلام" في اعقاب اغتيال مرافق قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" في لبنان العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" رمزي او ستيه الملقب "عامر الفستق" على يد مجهول في سوق الخضار.. وانصبت جهود القوى الفلسطينية في تثبيت وقف اطلاق النار الذي بدا هشا وقابلا للاهتزاز عند اي حدث أمني جديد.

بدت الحركة في عين الحلوة متثاقلة بعد ليل من اطلاق الرصاص وانفجار القنابل التي توزعت في مختلف انحاء المخيم استكمالا لتوتير الاجواء وتركزت قرب سوق الخضار ـ حي الطيرة حيث دارت الاشتباكات التي ادت الى سقوط خمسة جرحى، فخلت الشوارع من الازحام واقفلت مدارس وكالة "الاونروا" ومؤسساتها الطبية والاجتماعية والخدماتية كما معظم المحال التجارية، في وقت تفقد فيه ابناء المخيم الاضرار التي اصابت عددا من السيارات والمنازل وسط دعوات الى حقن الدماء والاحتكام الى لغة الحوار وفق ما قال الحاج محمد حجير الذي أضاف "بتنا نخشى من الإقتتال في أي لحظة لم يعد هناك ضوابط في ظل فوضى السلاح".

مشهد عين الحلوة بدا يترنح بين جهود التهدئة والتفجير مجددا، القوى الفلسطينية الوطنية منها والاسلامية التي تلاقت في اجتماعات متتالية اتفقت في الموقف السياسي على ضرورة وأد الفتنة وعدم الانجرار الى اي اقتتال، ولكن على ارض الواقع بقي المسلحون مستنفرين داخل المقرات والمكاتب والسلاح مشرعا وسط ظهور علني حينا وبعيدا عن الانظار حينا اخر ما ينذر بشكل واضح بان التوتر مازال قائما في ظل غياب الحلول الناجعة التي وصفها المراقبون بانها "حقن من المهدئات" وقد خرقها نهارا رشق من الرصاص تبين ان احد المسلح اطلقه احتجاجا على اعتراض بعض ابناء المخيم على الحالة التي وصلوا اليها منالخو والقلق.

اجتماع واتفاق

وعلمت "صدى البلد"، ان فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" عقدت اجتماعا طارئا برئاسة أمين سر الساحة اللواء فتحي أبو العردات في مخيم المية وميه تداولت فيه بخطورة الوضع الأمني، قبل ان يتوجه المشاركون الى عين الحلوة حيث عقدوا لقاء مع "القوى الاسلامية" في قاعة مسجد "النور" شارك فيه أمير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، مسؤول "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخ ابو طارق السعدي والناطق الرسمي الشيخ ابو الشريف، القائد المقر العام لحركة فتح اللواء منير المقدح، بمشاركة ممثلين عن "تحالف القوى الفلسطيني" و"انصار الله" حيث تم الاتفاق على وأد الفتنة وادانة اعمال الاغتيال وكل اشكال التوتر الامني التي تضر بالمخيم واصرار كافة الاطراف على كشف الفاعلين ومحاسبتهم وعدم السماح لاي جهة كانت بالعبث بأمن المخيم والجوار والحرص على استمرار اللقاءات وافشال اي مخطط يهدف الى الاقتتال الدخلي وتحديدا بين "القوى الاسلامية" وحركة "فتح".

وأبلغ عضو المكتب السياسي لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف "صدى البلد" ان الاجتماع كان ايجابيا وهناك حرص مشترك على تفويت الفرصة على المتربصين بأمن المخيم والجوار، مشيرا الى اصرار كافة القوى على رفض الانجرار الى اي اقتتال داخلي من شأنه ان يغرق سفينة عين الحلوة التي يعيش فيها الجميع".

بينما اكد العميد "اللينو" ان هناك وجوه جديدة لم تظهر من قبل في المخيم وهي التي تقف وراء الاحداث، موضحا ان هناك "استماتة لجر القوات العسكرية إلى متاهات واقتتال"، مطمئنا في ذات الوقت "لن نتخذ أي قرار بتنفيذ عمل عسكري حتى الآن"، بينما اعتبر الشيخ خطاب أن الاغتيالات مشبوهه وتهدف بوضوح إلى توتير الأوضاع لإبقاء المخيم في الواجهة، مؤكدا إلى أن الهدف منها "جر حركة فتح والقوى الإسلامية إلى الاقتتال"..

وفيما شدد قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان اللواء منير المقدح أن "أمن المخيم خط احمر وهو فوق كل اعتبار، مشددا إلى أن المستفيد الأول من سقوط الدم الفلسطيني هو العدو الإسرائيلي، قال الشيخ عقل ان القوى الاسلامية وحركة فتح تتواصلان من اجل ضبط الوضع الامني وتطويق ذيول الحوادث الامنية وعدم القوع في اي فتنة، مشيرا انه لم يتم اتهام اي فرد او جهة او ما كان يعرف باسم جند الشام سابقا او فتح الاسلام بالوقوف وراء الاحداث.

ودعا رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد إلى وضع حد نهائي لتقاتل الفصائل الفلسطينية الذي تحول إلى مسلسل عبثي لا ينتج عنه إلا الأذى والموت والخراب، قائلا لم يعد مقنعاً لأحد إلقاء كامل المسؤولية على الأيدي الخارجية والطابور الخامس، فبعض الفصائل في المخيم تتحمل على الأقل جانباً من المسؤولية وما كان للأيدي الخارجية والطابور الخامس أن ينجحوا في تفجير الوضع لولا وجود تجاوب وتربة خصبة داخل المخيم.

وأبدى مجلس الامن الفرعي الذي انعقد في سراي صيدا الحكومي برئاسة محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر بحضور القادة الأمنيين والعسكريين الحرص على استتباب الأمن داخل مخيم عين الحلوة حفاظا على سلامة اللاجئين الفلسطينيين القاطنين داخله وعلى المنطقة المجاورة للمخيم.

البلد | محمد دهشة