السبت، 07 كانون الثاني، 2012

كمئات الشبان من ابناء المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان الذين يعانون ضيق ذات اليد وقلة فرص العمل، قرر الشاب احمد شحادة سالم ( 26 سنة)، وهو وحيد والديه من الذكور ولديه شقيقتين، ان يهاجر الى اوروبا بحثاً عن فرصة في حياة كريمة وعمل يعتاش منه ويساعد من خلاله والديه المسنين وشقيقتيه...

حزم امتعته وغادر بواسطة احد السماسرة الذي يعملون في مجال تسفير الاشخاص، فغادر الى سوريا ومنها الى تركيا براً وصولاً الى الحدود التركية اليونانية حيث كان يفترض ان يعبر نهراً بعرض عشرين متراً بواسطة مركب صغير ليصبح في اليونان وتفتح بعدها امامه ابواب اوروبا على مصراعيها....

استقل القارب، وهو لا يجيد السباحة، ومعه اربعة مهاجرين افارقة يقال انهم من الجنسية الصومالية او الاثيوبية، وبدأوا بعبور النهر...

عند هذا النهر يرتفع سد مائي تقوم السلطات المختصة بفتح مجراه مرة كل 15 دقيقة لتصريف الماء المتراكم بغزارة في فصل الشتاء، وكان يفرتض بالسمسار المسؤول عن عملية التسفير ان يحتسب المدة بشكل صحيح قبل ان يسمح للمهاجرين ومعهم احمد بعبور النهر، لكنه اخطأ وكان خطأه فادحاً، فلحظة وصول القارب الى منتصف النهر ضربه الماء الغزير المتدفق من السد فأطاحه وسقط كل من فيه داخل الماء....

عند هذه اللحظة انقطعت اخبار احمد وغاب عن الانظار ولم يتم حسم مصيره بحيث لم يتم العثور على جثته....

آخر اتصال لاحمد مع ذويه في لبنان كان ليلة 24/12/2011 اي قبل يومين من محاولة عبور النهر، وبعدها انقطعت اتصالاته، فقام ابن خالته محمد سالم بالاتصال بالسمسار المسؤول عن التسفير فقال له ان احمد قد غرق وان شاهد جثته ولكنه لم يتمكن مع معاونيه من انتشالها لرداءة الطقس، وانهم ما زالوا يحاولون العثور عليها...

حتى الآن لم يحسم امر وفاة احمد، رغم ان الظروف المحيطة تجعل من هذا الاحتمال هو الارجح، الا ان الامل برحمة رب العالمين لم ينقطع ولاسيما في قلب والديه وشقيقتيه الذين يعيشون حالياً ظروفاً مأساوية مفجعة...

عائلة محمد تناشد الجميع عبر موقع يا صور ولاسيما المقيمين في تركيا او اليونان، وكل من يعرف عن مصير احمد اي شيئ ان يسارع الى الاتصال بإبن خالته محمد سالم على الرقم التالي: 208512/71 وله الاجر والثواب العظيمين عند الله سبحانه وتعالى...

المصدر: موقع ياصور