أسامة سعد مستقبلاً عزام الأحمد: الشعب الفلسطيني في لبنان هو أمانة في أعناقنا
السبت، 17 آذار، 2012
استقبل رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد في مكتبه وفداً من حركة فتح ضم كلاً من: رئيس كتلة فتح النيابية عزام الأحمد، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، بحضور محمد ظاهر من قيادة التنظيم.
الأحمد اعتبر في تصريح له أن زيارته لسعد جاءت في إطار التنسيق الدائم والعلاقات النضالية التي تمتد لسنوات طويلة مع التنظيم الشعبي الناصري في لبنان، وفي إطار التنسيق المشترك في كافة القضايا التي تهم الأمة العربية وفلسطين ولبنان.
وقال:" هناك خصوصية لهذا التنسيق التاريخي في عاصمة الجنوب صيدا. الجنوب الذي كان ولا يزال مركزاً للمقاومة الفلسطينية منذ سنوات طويلة. والتنظيم الشعبي الناصري من أوائل من احتضن حركة فتح وقضايا الثورة الفلسطينية، وحافظ على روح المقاومة في مجابهة العدو الصهيوني. ونحن في هذه المرحلة في أقصى الحاجة إلى التنسيق وتبادل الرأي لمجابهة الأخطار المتواصلة والتي لا تزال مستمرة حتى الآن، من تهديد لأمن لبنان، وبقايا الاحتلال في أجزاء منه، وأيضاً محاولة المس بحياة المواطن الفلسطيني في مخيمات الجنوب، وتحديداً مخيم عين الحلوة الذي يعتبر من أكبر مخيمات الشتات. من هنا ضرورة الحفاظ على أمن المخيم وقطع الطريق على كل قوى خارجية تريد المس بأمن المخيمات وتوجيه العمل داخلها بغير وجهتها الصحيحة، وبما يمس العلاقات اللبنانية الفلسطينية الذي نحن حريصون على تمتينها. والإخوة في التنظيم الشعبي الناصري لعبوا ولا زالوا يلعبون دوراً مهماً في احتضان الفلسطينيين في لبنان باعتبارهم ضيوف على الشعب الشقيق إلى أن تتم عودتهم إلى وطنهم فلسطين".
وأطلع الأحمد سعد على التعنت الذي تمارسه إسرائيل، واستمرار عدوانها، وابتلاع الأراضي، ومحاولة تهويد القدس والتلكؤ للقرارات الشرعية. كما أطلعه على جهود المصالحة في الساحة الفلسطينية وانهاء الانقسام.
وجرى خلال اللقاء تبادل الرأي حول تنظيم البيت الفلسطيني في لبنان بما يخدم تعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية، باعتبار سعد على تماس مع المخيمات الفلسطينية في لبنان .
بدوره اعتبر سعد أن اللقاء كان فرصة لتبادل الآراء حول الأوضاع في الوطن العربي. وأكد سعد حرصه على تعزيز العروبة الجامعة التي نحتاج اليها، خصوصاً في هذه الايام مع استمرار الهجمة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وما يرتكبه العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وتهديده الدائم والمستمر للأمة العربية.
ودعا سعد الإخوة في حركة فتح إلى تجميع الطاقات وتوحيدها من أجل مواجهة التحديات الخطيرة التي تتعرض لها أمتنا العربية، وتتعرض لها فلسطين الحبيبة، وقال سعد:" الشعب الفلسطيني في لبنان هو أمانة في اعناقنا، ونحن ندعو دائماً إلى ترتيب العلاقات اللبنانية الفلسطينية على أسس نضالية وكفاحية، والابتعاد عن المعالجات الأمنية تجاه قضايا تتعلق بالعلاقات مع المخيمات الفلسطينية. كما ندعو إلى تعزيز الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والخدماتية للشعب الفلسطيني بما يمكنه من تصعيد نضاله وكفاحه من أجل استعادة حقوقه الوطنية، وعلى رأس هذه الحقوق حق العودة إلى فلسطين".
وطالب سعد الحكومة اللبنانية بالالتزام ببيانها الوزاري الذي تحدث عن إقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني والذي لم يتم حتى الآن. وأمل أن تستجيب الحكومة اللبنانية لهذا الأمر لأننا ندرك أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات هي أوضاع غير إنسانية. والشعب الفلسطيني الذي يتطلع دائماً نحو فلسطين وقضيته يستحق أن يعيش حياة كريمة وانسانية.
وردا على سؤال صحفي حول إمكانية دعوة القيادات الفلسطينية القيادات اللبنانية للوحدة والمصالحة، قال سعد:" نحن دائماً ندعو إلى خطاب وطني جامع. وندعو الجميع إلى تجميع القوى، وإلى توحيد الصف الوطني في مواجهة التحديات. لبنان يعاني الآن انقسامات حادة وهذه الانقسامات لها أبعاد طائفية ومذهبية ومناطقية مع الأسف. وهذا الأمر يبدد قوانا، ولا يخدم قضية مواجهة المخاطر والأطماع الصهيونية في أرض لبنان، وأيضاً يحجب عن لبنان فرص التقدم والازدهار والتنمية وكل ذلك نعاني منه. ولا يعني الخطاب الوطني الجامع إلغاء حق الاختلاف السياسي. المشكلة في موضوع الانقسامات التي لها أبعاد دينية تحديداً هي أنها تنقل الصراع ليتحول إلى صراع أهلي وهنا خطورة الوضع. هذا المشهد لا نراه على الساحة الفلسطينية. وهناك مشروع بات واضحاً ومعروفاً وهو أن الولايات المتحدة الأميركية ومعها قوى وأدوات لها في المنطقة تسعى إلى اثارة النزاعات المتعددة والمختلفة، وهي نزاعات طائفية ومذهبية وقبلية وقطرية. كل أشكال النزاعات مطروحة من قبل المشروع الأميركي، ومن المؤسف أن هناك قوى تنخرط عن وعي أو غير وعي في هذه النزاعات. لذلك خيارنا الأساسي نحن وكل الوطنيون في هذا الوطن العربي الكبير ومنهم اخوتنا في حركة فتح هو الدعوة إلى تجميع الطاقات وتجميع القوى في مواجهة هذه التحديات أكانت تحديات آتية من الخارج، أو تحديات داخلية تتعلق بفرص التنمية والتقدم والازدهار والوحدة والتماسك والأمن".
المصدر: محمد دهشة - القضية