
الأربعاء، 22
تموز، 2020
أثارت تصريحات رئيس
"التيار الوطني الحر” في لبنان، جبران باسيل، والتي اعتبر فيها أن "وجود اللاجئين الفلسطينيين
والسوريين يؤثر على تحقيق بلاده لمبدأ الحياد”، استياء العديدين، خاصة من الأوساط الفلسطينية.
أوضح الكاتب الصحفي،
أحمد أصفهاني، أن شعار الحياد مطروح دائما في لبنان منذ عقود، وتعود تلك النغمة عندما
تمر البلاد بأزمات.
وأكد أن العنصرية
في لبنان لا تقتصر على هذا الشخص أو عدد من القيادات، بل هناك من يُمكن تسميته "عنصرية
كامنة” في المواقف السياسية لدى الطوائف، ويريدون الآن أن يشددوا على موضوع التواجد
الفلسطيني، رغم أن كل القيادات السياسية اللبنانية اتخذت مواقف سلبية من الفلسطينيين.
وأضاف أصفهاني، خلال
لقاء لفضائية "الغد”، أن الفلسطينيين يعانون داخل لبنان، إذ تم منعهم من العمل أو من
النباء وغيرها من الحقوق، لذا تأتي هذه التصريحات حالياً من أجل دعم موقف سياسي في
الصراعات، مشيراً إلى أن الأضعف في لبنان هم الفلسطينيون والسوريون لذا يدفعون الثمن.
وتابع أن العقلية
السياسية لدى القيادات اللبنانية هي توجيه السهام صوب قوى أخرى من الفلسطينيين والسوريين
بدلا من معالجة الوضع السياسي والاقتصادي المتردي، مؤكداً أن الأزمة هي سياسية طائفية
في لبنان تشترك فيها كل القوى.
ورأى أن باسيل بتصريحاته
ضد الفلسطينيين يريد أن يقدم أوراق اعتماده لمنصب رئاسية الجمهورية، إذ تحاول المارونية
السياسية أن تلعب بورقة الطائفية من أجل الوصول إلى منصب الرئاسة، وأن العلاقة مع
"حزب الله” هي علاقة آنية، مشدداً على أن مواقف باسيل متطرفة للغاية.
وجاءت تصريحات باسيل
بعد لقاء جمعه بالبطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، والتي قال فيها: "مبدأ حياد
لبنان يمكن أن ينجح إذا اعترفت الدول المجاورة به وطبقته من خلال إخراج عناصر الخارج
المتفجرة في الداخل”.
وأضاف: "المحصلة
نحن مع الحياد الذي يحفظ للبنان وحدته وجميع عناصر قوته، ويحميه من أطماع "إسرائيل”
واعتداءاتها، ويحفظه من مخاطر الإرهاب”.
واعتبر باسيل، أنه
لتطبيق الحياد يجب أولا، تطبيق التوافق الداخلي الذي يتطلب حوارا وطنيا، وثانيا، تأمين
مظلة دولية ورعاية خارجية، وثالثا، اعتراف الدول المجاورة بحياد لبنان من خلال إخراج
العناصر الخارجية منه وسحب عناصر التفجير وعلى رأسها احتلال "إسرائيل” للأرض والإرهاب
المنظم من الخارج وترسيم الحدود وإعادة النازحين السوريين وعودة اللاجئين الفلسطينيين.