القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أمن عين الحلوة في غاية الخطورة

أمن عين الحلوة في غاية الخطورة


السبت، 03 تشرينالثاني، 2012

عاد الوضع الأمني في عين الحلوة إلى الواجهة من جديد، في أعقاب محاولة اغتيال الكادر العسكري في "حركة فتح" عماد السعدي مساء أمس الأول، المقرب من قائد "الكفاح المسلح" السابق محمود عيسى الملقب بـ "اللينو". وهو حاليا ضابط في "الأمن الوطني الفلسطيني"، الذي يرأسه اللواء صبحي أبو عرب. وقد شهد المخيم ليل أمس الأول ويوم أمس توترا محدودا، وظهورا مسلحا، بقي تحت السيطرة، خاصة من قبل عائلة السعدي، و"حركة فتح" في المخيم، مع شيء من الحذر والترقب.

وكان الوضع الصحي للسعدي، الذي نقل إلى "مركز لبيب الطبي" في صيدا، محور اهتمام بالغ من مختلف القيادات الأمنية والسياسية الفلسطينية، بعدما أوضحت الإدارة الطبية لـ "مركز لبيب الطبي" أن "الوضع الصحي للسعدي خطر جدا، وإصابته في الرأس بليغة للغاية. وهو في غرفة العناية المركزة. ويخضع للتنفس الاصطناعي. ودماغه مصاب بشكل مباشر". وقد وضع الجش اللبناني نقطة حراسة مشددة عند غرفة السعدي في "مركز لبيب الطبي".

ويوجد تخوف شديد في عين الحلوة من اضطراب الوضع الأمني في حال أعلنت وفاة السعدي في أي لحظة بين "فتح" من جهة، والإسلاميين من جهة ثانية، لا سيما وأن مصادر "فتح" تتهم جند الشام بإطلاق النار، على السعدي بقصد اغتياله.

وحذرت المصادر من التداعيات الأمنية إثر إعلان عن وفاته خاصة أن عائلة السعدي تعتبر من العشائر الكبيرة في مخيم عين الحلوة. وقد دخل على خط تهدئة الوضع مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور. وأجرى سلسلة من الاتصالات شملت قيادة "عصبة الأنصار"، والقوى الإسلامية في المخيم، وقيادة "فتح"، وقيادة الأمن الوطني الفلسطيني. وعلم أن شحرور شدد خلال اتصالاته على أن الأمن في المنطقة وفي عين الحلوة خط أحمر، ممنوع تجاوزه. وأن الاستقرار هو المطلوب في المنطقة، وعدم اللعب بأمنها من أي كان، مطالبا بتسليم مطلق النار إلى الجيش والقضاء اللبنانيين.

وتداركا لأي تداعيات، تسارعت وتيرة اللقاءات في المخيم. وكان أبرزها بين "عصبة الأنصار" وعائلة السعدي، بهدف لجم ردة الفعل وعدم الانجرار إلى أي اشتباك داخلي. في المقابل، شدد قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" أبو عرب، خلال لقاءاته مع الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية في المخيم على أن "الوضع الأمني في المخيم غير مريح، لافتاً إلى التوصل إلى معرفة الهوية الكاملة لمطلق النار على السعدي"، مشيراً إلى أنه "ينتمي الى جند الشام". وطالب جميع القيادات في المخيم "بالسعي إلى اعتقاله لتسليمه إلى السلطة اللبنانية للتحقيق معه، لأن الوضع خطر جداً في المخيم"، منبها من تداعيات عدم تسليمه على الوضع برمته في عين الحلوة.

وكان لقاء موسع قد عقد قبيل حادثة إطلاق النار على السعدي، تناول عناوين "اختلال واهتزاز الامن في لبنان" و"الخلاف بين 8 و14 اذار" و"الوضع في سوريا" و"البندقية المأجورة في مخيم عين الحلوة التي تحاول زج الشعب الفلسطيني في أتون الخلافات اللبنانية وما يجري في سوريا"، إضافة الى "الجوانب الشرعية والفقهية الاسلامية التي تحدد وجهة استخدام السلاح وهي فلسطين فقط". وجمع اللقاء أبو عرب وأمير "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب، ومسؤول "عصبة الأنصار الاسلامية" الشيخ ابو طارق السعدي والناطق الرسمي باسم "العصبة" الشيخ أبو شريف وأعضاء من قيادتي "عصبة الأنصار" و"الحركة الإسلامية المجاهدة" وذلك في مقر "الأمن الوطني الفلسطيني" في المخيم. وقال مصدر فلسطيني مواكب ان "اللقاء الفلسطيني الموسع أتى بعد يوم واحد على لقاء "عصبة الأنصار" و"حزب الله" في صيدا بحضور ممثلين عن "أنصار الله" والذي أكد ضرورة بذل الجهود لتفويت الفرص على كل المحاولات الداعية إلى تأجيج الصراع المذهبي وإذكاء الانقسامات داخل المجتمع والدعوة بشكل حثيث إلى الوحدة الاسلامية التي تعتبر أفضل وأقوى رد على الاعتداءات المتكررة لإسرائيل على مقدساتنا وأرضنا"، إضافة الى "تأييده المطلق للمقاومة مع توجيهه التحية الى السيد حسن نصر الله ولمجاهدي المقاومة".

وأشار المصدر الى أن لقاء عين الحلوة، تناول في شق منه الجانب الشرعي والفقهي لاستخدام السلاح، وقال الناطق الاعلامي باسم "العصبة" ان البندقية التي نحملها "ليست سياسية فقط بل شرعية والشرع الحنيف يطالبنا بأن تكون هذه البندقية وجهتها فلسطين".

المصدر: محمد صالح - السفير