أميرة محمود شتيوي من ضحايا قرار الأونروا الأخير

الإثنين، 16 أيلول، 2013
ظهرت مفاعيل وارتدادات قرارات الأونروا الأخيرة بتقليص خدمات خطة الطوارئ
الخاصة بمخيم نهر البارد منذ اليوم الأول لتنفيذها, فكان أول الضحايا المعلنين هم
مرضى الكلى الذين هددهم الموت المحتم لولا ان لطف الله بهم ووافقت الأونروا أخيراً
على التمديد لعلاجهم ستة اشهر أخرى.
ولكن ارتدادات هذا القرار ستطال في كل يوم يمضي شريحة أخرى من أبناء مخيم
نهر البارد, على مختلف الصعد, فمن عقود الإيجار, تسري التوقعات ان تبدأ الأزمة
خلال الأسبوع الأول من الشهر العاشر (أكتوبر) عندما لا يجد المستأجر ما يسد به حق
المؤجر الذي ينتظر الإيجار, فتبدأ أزمة جديدة بعنوان جديد, والرابط بين جميع
الأزمات قرارات ديسيمور.
أميرة محمود شتيوي, طفلة بعمر الورد, هي ضحية أخرى من ضحايا قرارات
ديسيمور, ضحية على مسيرة الضحايا الكثيرة المرتقبة خلال الساعات والأيام والأسابيع
القادمة.
أميرة محمود شتيوي, ومنذ عمر الثمانية أشهر وهي تعاني من نقص المناعة
وتعالج على حساب الأونروا, فكل عشرين يوماً تحتاج لإبر بقيمة ألف دولار أمريكي ما
يعادل مليوناً ونصف المليون ليرة لبنانية. الآن وبنتيجة قرار الأونروا الأخير,
يتوجب على والدها وهو عامل بسيط, ان يدفع ما يقارب مليوناً ومئتي ألف ليرة لبنانية
كل 20 يوم, حيث تغطي الأونروا الـ 300 ألف الباقية.
أميرة, وخلال اليومين الماضيين, انتكست حالتها الصحية بشدة نتيجة عدم
تلقيها العلاج بسبب عسر حالة الوالد, والذي من المفترض ان تتلقاه قبل ثمانية أيام
من اليوم, حيث أرسل أهلها أوراقها الى بيروت علها تجد من يرحمها من عباد الله في
مكتب الأونروا هناك, والى الآن لا جواب يشفي أهلها ويخفف من معاناتها.
وكما أميرة اليوم, هناك عشرات ان لم يكن مئات من أبناء هذا المخيم
المنكوب, والذي لا يزال منكوباً طالما أهله لم يعودوا الى منازلهم التي دمرتها
حربٌ لا ناقة لهم فيها ولا جمل,كل يوم سيكون هناك أميرة, وربما ما هو أخطر من حالة
أميرة, فهل تكون مرجعياتنا على مستوى التحدي هذه المرة وترفع الصوت عالياً مع
الأهالي لتحقيق مطالبهم الى حين عودتهم الى مخيمهم؟!
موقع عاصمة الشتات