«أنصار الله» تتمدّد نحو مخيمات صور

الثلاثاء، 24 شباط، 2015
افتتحت حركة «أنصار الله» مكاتب لها في مخيمات
البص والبرج الشمالي ثم الرشيدية أخيراً. خريطة انتشارها توسعت لتشمل مخيمات شاتيلا
وبرج البراجنة في بيروت والمية ومية وعين الحلوة في صيدا ومخيمات صور حالياً. لكن يبقى
عرينها الأقوى مخيم المية ومية حيث أحكمت نفوذها عليه في نيسان الفائت عندما هاجمت
جماعة قائد «كتائب العودة» الفتحاوي أحمد رشيد، فقتلته مع عدد من إخوته وأنصاره وقتلت
معه نواة حركة تردد أنها مرتبطة بالقيادي المطرود من فتح محمد دحلان.
عاد المية ومية معقلاً لرئيس الحركة الشيخ
جمال سليمان الذي رتّب صفوفه مجدداً بعد تجاذبات داخلية كادت تشق صفوف حركته بين جناح
يدعو إلى تأييد «الثورة» السورية وفك الارتباط مع حزب الله بسبب قتاله في سوريا، وآخر
يتمسك بالعلاقة مع الحزب الذي يدعم الحركة سياسياً ومادياً. حينها، ركّز الجناح المتمرد
ضغوطه على سليمان، مستفيداً من مقتل ابن شقيقه في سوريا أثناء قتاله في صفوف الجماعات
المسلحة. ضغوط قيل إنها اضطرته إلى إصدار بيان يعلن فيه «فك الارتباط» مع الحزب. ولكن
لم تمر أسابيع حتى بدأ يتبرّأ من بيانه ويعود إلى أحضان الحزب.
على المستوى الداخلي الفلسطيني، تميزت الحركة
باستقلالية بين الفصائل الفلسطينية. استقلالية دفعتها إلى الانسحاب من القوة الأمنية
المشتركة في عين الحلوة «لأن قيادتها لا تشاور الأعضاء في قراراتها وتوجهاتها». الاستقلالية
ذاتها دفعتها إلى التمدد نحو مخيمات صور المحسوبة تاريخياً على فتح التي طرد سليمان
منها عام 1990 بعد أن كان قائد كتيبة شهداء عين الحلوة. لكن ما هو هدف افتتاح مكاتب
جديدة في وقت تشكو فيه فتح من ضيق الحال وتمدد الأجواء المتطرفة؟ في اتصال مع «الأخبار»،
أوضح نائب رئيس الحركة محمود حمد أن سقف افتتاح المكاتب «لا يعدو تلبية حاجات المخيمات
الماسة إلى خدمات اجتماعية وإنسانية وأمنية في ظل غياب الفصائل وضعف تقديماتها». حمد
وصف المكاتب بأنها «شبه اجتماعية وليست عسكرية». مع ذلك، أشار إلى أنه مهما توسعت أنشطة
الحركة «تبقى البوصلة فلسطين».
مصادر متابعة لفتت إلى أن لدى الحركة «خطة
لتفعيل الحضور والنشاط في المخيمات». والمكاتب جذبت عدداً من الشبان الذين اقتربوا
من الحركة مستفيدين من خدماتها وأموالها. على صعيد مخيمات صور، دخلت الحركة على خط
المنافسة على الاستقطاب والجذب مع الجماعات المتطرفة من جهة ومع العميد المنشق عن فتح
محمود عيسى «اللينو» من جهة أخرى.
المصدر: الأخبار