القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أنقذوا أحمد

أنقذوا أحمد


الثلاثاء، 17 شباط، 2015

تتراجع مؤشرات الحياة على وجه الطفل الفلسطيني أحمد بردويل الراقد في مستشفى "الساحل" في الضاحية الجنوبية لبيروت. تزوّده الكمامة الطبيّة التي تغطي معظم وجهه ببعض الأدوية اللازمة للربو الذي يعانيه، وذلك بهدف إبقاء حالته مستقرّة قدر الإمكان. لكن وضعه الصحي حرج، وتزيد الأبخرة المنبعثة من الكمامة ضبابيّة المشهد حول وجهه الصغير. وأحمد البالغ من العمر أربع سنوات، يعاني من زيادة في معدّل الكهرباء في الدماغ، وهو بحاجة إلى عمليّة زرع بطارية بكلفة 30 ألف دولار أميركي، بحسب ما تفيد والدته.

لليوم الثامن على التوالي، تجلس أم أحمد إلى جانب ابنها الأكبر في الغرفة ذات الألوان الزاهية في الطبقة المخصصة للأطفال المرضى. وتخبر الوالدة من موقف السيارات المجاور للمستشفى بعدما اعتذرت الإدارة عن السماح لـ "العربي الجديد" بتصوير أحمد في غرفته، "اعتدت الإقامة هنا. فحالة أحمد تتدهور بشكل مستمر. ما نلبث أن نخرج به من المستشفى، حتى نعود بعد يوم أو اثنَين. وابني يعاني من الربو والتهاب في الرئتَين إلى جانب مشكلة الكهرباء في الدماغ".

من جهتها، تشير إحدى الممرضات، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن "أحمد مضطر إلى تناول عشرة أدوية بشكل دائم، لمواكبة حالته الصحيّة التي تزداد سوءاً. فقبل أيام قليلة، كان باستطاعتنا التحدث إليه، أما اليوم فهو في شبه غيبوبة. وبات التدخل الجراحي أكثر إلحاحاً لضبط نسبة الكهرباء في دماغه الصغير".

الجراحة هي الحلّ

لم تنجح عائلة بردويل في تأمين المال اللازم للعملية الجراحية. وتشير أم أحمد إلى أن "وكالة (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا تغطي 50% من فاتورة المستشفى. لكن عندما وصل الأمر إلى الجراحة، بدأت المماطلة".

تردّدت قصة أحمد في شوارع مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت حيث تقيم عائلته، فأطلق عدد من الشباب الناشطين حملة عبر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي تهدف إلى جمع التبرعات لأحمد.

ويخبر صبحي وهو أحد القيّمين على الحملة، أنهم راجعوا الأونروا "مراراً للاستفسار عن سبب عدم تغطية العملية. فتذرّعوا أولاً بانتهاء البرنامج المخصص لعلاج حالات كحالة أحمد، ليقولوا بعدها إن المجال بات مفتوحاً بعد إدراج اسم أحمد ضمن برنامج جديد. من ثم طلبوا منا فاتورة مفصّلة بقيمة البطارية التي ستزرع في رأس أحمد. لكن إجراءات المستشفى الإداريّة حالت دون الحصول عليها، فراجعنا الشركة المصنعة للجهاز وسلمنا الوثيقة للوكالة في انتظار الجواب".

وقد نجحت الحملة في جمع مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي من أهالي المخيم وأطفاله ومدارسه وجوامعه، وتنتظر دعم عدد من المؤسسات الأهلية المحلية والدولية بالمبلغ المتبقي.

يشير مسؤول منطقة بيروت في الأونروا محمد الخالد إلى "تفاعل الوكالة بشكل مباشر فور تلقيها طلب إجراء العملية، والمسؤولون فيها يدرسون الملف. وقد وعدنا عائلة البردويل خيراً، لا سيّما وأن اسم أحمد أدرج في برنامج كير الخاص بالعمليات الجراحية".

حملات إلكترونيّة

وحملة التبرع الخاصة بأحمد، ليست استثنائية. فالناشطون الفلسطينيون يطلقون حملات التبرع الإلكترونية كلما دعت الحاجة. والحالات الإنسانية التي تتطلب دعماً مادياً تكثر، في ظل تقصير الجهات الرسمية في تلبيتها كلها. فيعمد الناشطون إلى نشر صور للحالة وإفادات طبية تثبت حاجتها إلى المساعدة. وبعد تأمين المبلغ المطلوب، يعلنون عن انتهاء الحملة.

وتشكل تبرعات المغتربين الفلسطينيين جزءاً كبيراً من التبرعات، التي يشير مطلقو الحملات إلى زيادتها بشكل يومي في محاولة لتشجيع مزيد من المتبرعين على تقديم المساعدة.

معاناة عائليّة

لا تقتصر معاناة عائلة البردويل على ابنها البكر أحمد. فالابنتان التوأمان تعانيان أيضاً من حالات صحيّة حرجة، الأولى من مرض التلاسيميا، في حين تشارك الثانية شقيقها مشكلة الكهرباء في الدماغ. وبهدف تأمين العلاج لأمراض أطفالها الثلاثة، تضطر العائلة إلى استدانة المال لتغطية فروقات فواتير الاستشفاء التي تغطي جزءاً منها وكالة "الأونروا" وهيئات فلسطينيّة.

المصدر: العربي الجديد