دعوا إلى عدم الاستسلام للضغوطات التي تشغل الفلسطينيين عن قضاياهم
أهالي وطلاب "عين الحلوة": نحن غير معنيين بقرار كوردوني بشأن
"وعد بلفور"
الثلاثاء،
31 تشرين الأول، 2017
أثار قرار مدير عام "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا"
في لبنان، كلاوديو كوردوني، بمنع إقامة فعاليات الذكرى
المئوية لإعلان بلفور في مدارس الوكالة بزعم أنها نشاط سياسي، استفزازاً للطلاب الفلسطينيين
ولأهالي المخيمات. ورداً على ذلك، بدأت الدعوات
إلى اعتبار يوم الخميس القادم 2 تشرين الثاني / نوفمبر، يوماً فلسطينياً من خلال
"توجه الطلاب إلى المدارس وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية ويحملون الأعلام الفلسطينية،
للتأكيد على أنه لا يمكن لأحد نزع الهوية الفلسطينية مهما طال الزمن.
وبعد قرار مدير عام "الأونروا"، سادت حالة من الغضب في الشارع
الفلسطيني، وخصوصاً في مخيم عين الحلوة، حيث استنكر أهالي المخيم هذا القرار.
ودعت الفصائل الفلسطينية في لبنان الطلاب إلى التوجه إلى المدارس، يوم
الخميس القادم، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ويضعون الكوفية، التي هي رمز وطني وإعلان
تمسك بالثورة.
فكيف تلقى العاملون في الوكالة والطلاب وأهاليهم قرار المدير العام؟ وما الذي ينوون فعله يوم الخميس القادم، الذي يوافق
الذكرى المئوية للإعلان المشؤوم؟
في هذا السياق، قال الأستاذ ج.ح. إن "إحياء ذكرى وعد بلفور هي مسألة
وطنية فلسطينية وواجب علينا"، مؤكداً أن "قرار مديرالأونروا في لبنان، بمنع
فعاليات هذه الذكرى المشؤومة مرفوض"، مشدداً أنه "على الجميع عدم الالتزام
بقراره"، قائلاً: "هذه قضيتنا.. وهذا الوعد سبب مأساتنا وتهجيرنا من أرضنا،
فمن حق أبنائنا طلاب المدارس إقامة الفعاليات والندوات والتعرف على وفد بلفور أكثر".
أما الطالب (محمد ط.) فقال: "نحن نحترم قرارات "الأونروا"..
لكن عندما يتعلق الأمر بقضيتنا، عذراً.. نحن غير معنيين بهذا القرار، فنحن من حقنا
في هذا اليوم أن نقيم الفعاليات وأن نتعرف على وعد بلفور أكثر، وعلى الأساتذة تخصيص
حصة لمناقشة هذا الأمر، وعلى الجميع أن يعلم أن بريطانيا بهذا الوعد المشؤوم أعطت الحق
للصهاينة بإقامة كيانهم على أرضنا الفلسطينية الشريفة".
وأضاف: "أنا شخصياً ملتزم بالدعوة وسأذهب بالكوفية، وسأوزع أوراق
على الطلاب تتضمن تاريخ وعد بلفور للتذكير به والتعرف عليه أكثر".
أما الشاب (م.ص.) فقال إن "وعد بلفور جوهر القضية الفلسطينية فهو
سبب المأساة التهجير الذي نعاني منه نحن الآن"، متسائلاً: "كيف يمكن للأونروا
اتخاذ قرار كهذا؟ إن لم نتحدث عن مأساتنا فما
هو اهتمامنا وعن ماذا سنتحدث؟"، داعياً "الأونروا" إلى التراجع عن هذا
القرار بأسرع وقت ممكن.
أما الطالبة (إ.أ.) فاعتبرت أن قرار "الأونروا" متطرف، وأنه
يتعارض مع حرية الرأي والتعبير، موضحة "من حقنا ومن حق الشعب الفلسطيني في هذا
اليوم إقامة الفعاليات وإحياء النشاطات الوطنية، والدفاع عن وطنه وأرضه المسلوبة منه"،
داعية جميع الطلاب إلى عدم الالتزام بهذا القرار التي اعتبرته ظالماً للشعب الفلسطيني،
كما دعت إلى إقامة النشاطات والدفاع بكل قوة وجرأة عن الوطن دون خوف من أحد، ترك الشعب
الفلسطيني يجتهد في هذا الدفاع.
يرى الأهالي والطلاب، بل وحتى العاملون في "وكالة الأونروا"،
أن قرار المدير العام يتعارض مع أبجديات حقوق الإنسان المرتبطة بالحق في التعبير، فضلاً
عن الحقوق الجماعية للشعب الفلسطيني في التمسك بقضيته والحفاظ على هويته. وسكان مخيم عين الحلوة، كما أهالي باقي المخيمات
في لبنان، وخارجه، يعتبرون أن قرار المدير العام للأونروا بمنع إحياء هذه الأنشطة دليل
على أن القضايا الوطنية ليست على أجندة الوكالة، داعين إلى عدم الاستسلام للضغوطات
التي من شأنها إشغال الفلسطينيين عن قضاياهم، في محاولة لمحو هويتهم الوطنية وشطب قضيتهم
المركزية.
المصدر: وكالة القدس للأنباء