أيتام فلسطينيون لاجئون في لبنان ينظمون
عرسا تراثيا
.jpg)
الثلاثاء، 29 آذار، 2016
نظمت مؤسسة الغوث الإنساني للتنمية (مؤسسة
لبنانية فلسطينية خيرية)، بالتعاون مع هيئة الإغاثة وحقوق الإنسان والحريات التركية
(İHH)، عرسا فلسطينيا تراثيًا
بمشاركة العشرات من الأطفال الفلسطينيين الأيتام اللاجئين، في العاصمة اللبنانية بيروت،
تأكيدًا على التمسك بفلسطين وحق العودة .
وشارك في العرس الذي أقيم لمناسبة أسبوع
اليتيم العالمي، العشرات من الأطفال الفلسطينيين الأيتام، والذين تكفلهم هيئة الإغاثة
التركية، بحضور القنصل التركي في لبنان، مظفر دويان، ومدير مكتب وكالة التعاون والتنسيق
التركية (تيكا) في بيروت، إبراهيم أربير، والقنصل الفلسطيني في لبنان، رمزي منصور ،
وحشد من الشخصيات واللاجئين الفلسطينيين.
وتوزع الأطفال الذين أتوا من المخيمات الفلسطينية
المنشرة في مختلف المناطق اللبنانية، على عدة فرق راقصة، بألبستهم التقليدية، مؤدين
أجمل الرقصات والدبكة الشعبية، على وقع أغان باللهجة الفلسطينية.
وبدأ الحفل الذي يجسد تقاليد العرس الفلسطيني،
بتجهيز العروس بلباسها الأبيض وحجابها المزخرف، على وقع رقص الفتيات و الزلغوطة الفلسطينية.
وبعد تجهيز العروس، بدأ الفتية بزيهم التقليدي،
تجهيز العريس بحلق شعره وإلباسه الكوفية العربية، بالتزامن مع رقصات فنية مميزة أداها
الأطفال الأيتام، وانتهى العرس، بالتقاء العروسين، على وقع أنغام الزلغوطة ، وتهاني
الحاضرين.
وفي الختام، جسد عدد من الأطفال، النكبة
الفلسطينية التي وقعت عام 1948 بطرد الفلسطينيين من أراضيهم، حيث حمل الأيتام مجسمًا
للمسجد الأقصى، إلى جانب أمتعتهم وأغراضهم وهم يغادرون أرض فلسطين، على أمل العدوة
إليها قريبًا.
مدير مؤسسة الغوث الإنساني للتنمية، محمد
معروف، لفت في كلمة له قبيل بدء العرس، أن هذا النشاط أتى ليؤكد على تمسكنا بتراثنا
الفلسطيني، وعلى أحقية عودتنا إلى أرضنا ووطننا فلسطين ، مشيرًا أن العرس الفلسطيني
يجسد فلسطين بكل أطيافها ومكوناتها وصمود أهالها .
وتابع معروف نحن لم ولن ننسى أرض وتقاليد
وعادات أجدادنا، ومهما طال الغياب، إلا أن البوصلة تبقى فلسطين والقدس ، مقدمًا الشكر
لتركيا رئاسة وحكومة وشعبا على دعمها الدائم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية
والمحلية .
وخص معروف هيئة الإغاثة وحقوق الإنسان والحريات
التركية بـ الشكر الجزيل على وقوفها الدائم الى جانب شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشتات
وفي الداخل الفلسطيني، بل ومع كل محروم ومظلوم على وجه الأرض .
من جانبه، قال مصطفى كسكين، رئيس وفد هيئة
الإغاثة التركية، إن الهيئة تكفل أكثر من ألف يتيم فلسطيني في لبنان، من الناحية التعليمية
والحياتية اليومية ، مشددًا على الاستمرار بالوقوف الى جانب هؤلاء الأطفال ماديًا ومعنويًا
.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان
عام 1948 مع النكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من
66 عاماً، يتواجدون في 12 مخيماً منتشرًا في أكثر من منطقة لبنانية، فيما قدرت الأمم
المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفًا.