إبراهيم والقوى الفلسطينية: أمن
المخيمات والنازحون

الأربعاء، 21 أيار، 2014
أمام تواصل الأحداث الأمنية
المتلاحقة في مخيم عين الحلوة مع ما يراكمه من اسباب اضافية لتوترات وحوادث اخرى
فيه، بات موضوع تشكيل القوة الأمنية المنتظرة للجم فتيل التدهور الأمني وتثبيت
الاستقرار في هذا المخيم اكثر من حاجة ملحة، بل لعله بحسب اوساط فلسطينية مراقبة -
بات الخيار الوحيد امام القوى والفصائل الفلسطينية لتجنيب اهالي المخيم تجرع كأس
الأمن المرة التي يتخوفون منها. خاصة اذا خرجت الحوادث الأمنية في المرة القادمة
عن السيطرة وأدخلت المخيم واهله في دوامة تفجير واسع قد يعرف كيف واين يبدأ، ولكن
لا يعرف كيف واين ومتى ينتهي، خاصة اذا ما وضع بالحسبان ان اي تفجير امني كبير
للوضع في عين الحلوة سيرتب - ودائماً وفق هذه الأوساط - تداعيات امنية كبيرة على
المخيم وصيدا ومنطقتها، وسيرتب أيضاً معاناة جديدة لأكثر من مائة الف لاجئ ونازح
يعيشون فيه، ويضعهم على سكة نزوح جديد هذه المرة من المخيم نفسه.
خطورة الوضع في عين الحلوة الى جانب
ملف النازحين الفلسطينيين من سوريا حضرا بندين وحيدين على طاولة الاجتماع الذي عقد
الثلاثاء بين اللجنة المركزية المنبثقة عن القيادة السياسية الموحدة للقوى
والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية في لبنان، ومدير عام الأمن العام اللواء
عباس ابراهيم في مكتبه في المديرية. وقد حضر عن فصائل منظمة التحرير: فتحي ابو
العردات (فتح)، صلاح اليوسف (جبهة التحرير الفلسطينية)، مروان عبد العال (الجبهة
الشعبية)، وغسان ايوب (حزب الشعب)، وعن «تحالف القوى الفلسطينية»: علي بركة
(حماس)، ابو عماد الرفاعي (الجهاد)، ابو عماد رامز مصطفى (القيادة العامة) وحسين
زيدان (الانتفاضة). كما حضر ماهر عويّد عن حركة «انصار الله»، فيما تغيب ممثلو
القوى الاسلامية «عصبة الأنصار والحركة الاسلامية المجاهدة « «لأسباب تقنية»، وفق
ما ذكرت اوسط الوفد الفلسطيني.
وعلمت «المستقبل» ان البحث خلال
الاجتماع تركز على مسارين: اوضاع المخيمات ولا سيما عين الحلوة، واوضاع النازحين
الفلسطينيين. وان اللواء ابراهيم سأل الوفد الفلسطيني عن سبب التأخير في ترجمة
المبادرة الفلسطينية وتشكيل القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة، وتطرق الى الوضع
الأمني في المخيم في ظل تصاعد وتيرة الحوادث الأمنية، مشدداً على ضرورة الاسراع
بتشكيل القوة الأمنية على الأرض لوقف نزيف الدم المتواصل فيه، ومعتبراً ان التأخير
في هذه الخطوة لا يخدم المخيم. وعلم في السياق نفسه، ان الحديث عن الموضوع الأمني في
عين الحلوة شغل الحيز الأكبر من الاجتماع، وجرى خلاله التعمق في بعض التفاصيل
المتصلة بموضوع القوة الأمنية.
وفي ما يتعلق بموضوع النازحين
الفلسطينيين، ابلغ ابراهيم الوفد توجه السلطات اللبنانية للتمديد للمخالفين منهم
لثلاثة اشهر لمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر - وفق ما ذكرت مصادر
الوفد - على ان يسارعوا الى تسوية اوضاعهم وحسم خيارهم اما بالمغادرة نهائياً او
التجديد لمن يبقى تلقائياً. وان المديرية العامة للأمن العام تتعاطى مع هذا الملف
بمنظور انساني بحت.
وبالعودة الى الوضع في عين الحلوة،
كشفت مصادر فلسطينية مواكبة للحراك السياسي والأمني الفلسطيني على خط تشكيل القوة
الأمنية المشتركة وتفعيل دورها، ان العائق الوحيد الذي لا يزال يعترض إتمام هذه
الخطوة ونشر القوة الأمنية هي عدم القدرة حتى الآن على تأمين الميزانية اللازمة
لذلك بسبب عدم توافر الامكانيات. وان جميع القوى الفلسطينية والاسلامية قبل
الوطنية تتبنى تشكيل مثل هذه القوة وتتحمس لها وتعدها اولوية في المرحلة الراهنة
لأن الوضع لم يعد يحتمل ترك احياء المخيم رهينة الأمن المفقود.
المصدر: المستقبل