إضراب عن الطعام ووقفات احتجاجية.. طالبو لجوء فلسطينيين
في بلجيكا يرفضون "تهميشهم"

الجمعة، 25 تشرين الأول، 2019
تحت عنوان "حراك اللاجئين من أجل الحقوق والعدالة"،
طالبو لجوء فلسطينيون في بلجيكا ينظمون وقفات احتجاجية أمام مراكز الإيواء التي يعيشون
فيها. ورفض هؤلاء استلام الوجبات الغذائية احتجاجاً على "تهميش السلطات البلجيكية
لهم”.
أطلقت مجموعة من طالبي اللجوء الفلسطينيين في بلجيكا
حراكاً أسموه "حراك اللاجئين من أجل الحقوق والعدالة”. ونظم القائمون على الحراك
وقفتين احتجاجيتين، الاثنين واليوم الأربعاء، أمام مراكز الإيواء التابعة للدولة والتي
يعيشون فيها طوال فترة انتظار الرد على طلبات لجوئهم. كما وسيرفض المحتجون استلام وجبات
الطعام التي توزعها هذه المراكز، في إشارة لرفضهم لـ"تهميش الحكومة البلجيكية
ودائرة اللجوء لهم ولحقوقهم" على حد تعبيرهم.
وبدأ هذا الحراك بعد إطلاق صفحة فيسبوك بعنوان
"حراك اللاجئين من أجل الحقوق والعدالة / بلجيكا" في 27 تشرين الأول/أكتوبر
الجاري. وتضم هذه الصفحة طالبي لجوء فلسطينيين في بلجيكا، إضافة للاجئين ممن أنهوا
إجراءات حصولهم على اللجوء ولكنهم يدعمون زملاءهم الذين تشاركوا معهم مراكز الإيواء
لفترات طويلة.
ويقول عبد الله عواد، وهو طالب لجوء من قطاع غزة
يقيم في مركز أونس في مدينة لييج منذ عام ونصف، إن مهمة تجميع كل المراكز تحت موقف
واحد لم تكن سهلة أبداً، فهذه المراكز موزعة في كل أنحاء المملكة البلجيكية واقتصر
التواصل بينهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
"قمنا بالتواصل مع كل المراكز التي يعيش
فيها فلسطينيون، وقررنا أن يختار كل مركز ممثلين اثنين له على أن يكونا مسؤولين عن
اتخاذ القرارات باسم المركز وإيصال الرسائل بين مركزهم وباقي المراكز. كما وقمنا بإنشاء
محادثة مشتركة على واتساب تضم كل المشرفين على المراكز لتسهيل النقاشات واتخاذ القرارات”.
وأشار عواد إلى أن هذا الحراك "مستقل ولا يتبع
لأي مؤسسة رسمية أو غير رسمية"، وأضاف "لقد تعبنا في هذا الوضع الآخذ بالتعقيد،
كل ما نريده هو أن تتم معاملتنا كطالبي اللجوء الآخرين”.
وقد أعلن القائمون على الحراك يوم الاثنين الماضي،
أنهم سيبدؤون "إضراباً جزئياً عن الطعام"، ويتمثل هذا الإضراب بالتجمع أمام
مراكز الإيواء في موعد توزيع الوجبات الغذائية، وهما وجبتان يومياً، ورفض استلامها.
وذكر القائمون على الحراك، على صفحتهم على الفيسبوك،
أن طالب اللجوء الفلسطيني يعاني من تهميش فيما يتعلق بإجراءات طلب لجوئه، وغالباً ما
يتم رفض طلبه بعد تسويف وتأجيل. وعلق عواد "أسباب رفض طلباتنا غير مقنعة، ناهيك
عن ظروف الحياة الصعبة في هذه المخيمات وتوقف منح البيوت المجتمعية لطالبي اللجوء الفلسطينيين”.
وكانت قد أشارت مصادر لمهاجر نيوز إلى وجود مؤشرات
على نية السلطات البلجيكية تقليص عدد اللاجئين الفلسطينيين في المملكة.
من جانبه، أكد محمد صياح، وهو طالب لجوء فلسطيني قادم من مخيم عين الحلوة
للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أن قرارات السلطات البلجيكية "التعسفية تطال كل
الفلسطينيين، حتى أولئك القادمين من خارج فلسطين”.
وأضاف "من الواضح أن هذه السياسات تستهدف كل
الفلسطينيين. حتى أن أسباب رفض طلبات اللجوء التي نستلمها هي ذاتها للفلسطيني القادم
من مخيمات الشتات وللفلسطيني القادم من قطاع غزة على سبيل المثال”.
ووفقاً لكل طالبي اللجوء الذين تواصلوا مع مهاجر
نيوز، فإن السبب الرئيسي لرفض طلبات لجوئهم هو أنهم لاجئون فلسطينيون، أي أنهم تحت
حماية الأونروا ، وهو ما يرفضه المهاجرون الفلسطينيون. وعلق صياح "الأونروا تقدم
مساعدات خدماتية كالتعليم والصحة، ولا تقدم لنا أي حماية، لذلك نستنكر استخدامها كحجة
لرفض طلبات لجوئنا”.
ويخطط المحتجون لتنظيم وقفتهم القادمة إما أمام
دائرة اللجوء والهجرة أو أمام البرلمان الأوروبي خلال عقد دورته القادمة في بروكسل.
وقال علي منصور، وهو لاجئ فلسطيني في بلجيكا يساعد أصدقاءه في حملتهم، إنهم سيستمرون
في رفض استلام الوجبات الغذائية في المراكز، كما و"سيصعدون احتجاجاتهم وسينقلونها
إلى العاصمة بروكسل”.