"إلى متى يجوعون في مخيم اليرموك ونحن نشهد؟".. وقفة
تضامنية لنشطاء أمام "الإسكوا"

الخميس، 16 كانون
الثاني، 2014
تحت
عنوان: "إلى متى يجوعون في اليرموك... ونحن نشهد؟!"، نظم عدد من
المواطنين والمواطنات من لبنان وفلسطين وسوريا وقفة تضامنية في حديقة جبران خليل
جبران ـ الإسكوا أمس، للمطالبة بفك الحصار عن مخيم اليرموك، في دمشق وما يتعرض له
من قصف وحشي وحصار ظالم من قبل النظام الأسدي، ما أدى الى وفاة عدد من الأطفال
نتيجة الجوع المدقع الذي يعاني منه المخيم منذ أيام.
وشارك
في الوقفة نشطاء من المجتمع المدني وإعلاميين يدعمون الثورة السورية، كما شارك
أمين سر "الحزب التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، ومنسق عام قطاع الشباب في
تيار "المستقبل" وسام شبلي، عضو المكتب السياسي في "الجماعة
الإسلامية" ربيع دندشلي، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية.
وحمل
المشاركون خلال الوقفة الأعلام الفلسطينية وأعلام الثورة السورية، ولافتات كتب
عليها أسماء بعض المدن والأحياء السورية المحاصرة: "القابون- حمص- الحجر الأسود.."،
كما أسماء بعض الشهداء، وشعارات: "شهداء الجوع في اليرموك... لا عزاء ولا
كفن، ومن يجوع شعبه فهو خائن"، وصرخات لبعض المشاركين: "عن اليرموك فكوا
الحصار، ومن شاتيلا الى اليرموك شعب واحد ما بيموت"، إضافة إلى إضاءة شموع.
وتلت
عضو لجنة متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هيفاء الأطراش بياناً باسم
المشاركين، لفتت فيه الى أنه "من حصار الى حصار ومن موت الى موت، هذا واقعنا
وهذا ماضينا ولكن أين مستقبلنا، "إسرائيل" تحاصرنا وتهجرنا، كذلك يفعل
بعض العرب معنا، من غزة الى رام الله الى مخيمات لبنان، واليوم مخيم اليرموك في
سوريا، موت فوق موت، مرة بالقصف ومرة بالحصار، والآن بالجوع، نموت بلقمة العيش،
هذا حالنا، وهذه قضيتنا، والعالم يقف متفرجاً".
ولفتت
الأطرش الى أن "لا منظمات دولية، ولا جمعيات ومنظمات عربية ولا جامعتها ولا
أي دولة فيها قالت ولو جملة واحدة، في ما يحصل لأهلنا في اليرموك. تعددت الأشكال
والمعاناة واحدة، فيما القاتل يلبس كل يوم ثوباً مختلفاً، هذا هويته معروفة، حاقد
علينا منذ زمن، هذا هويته عربية، يمارس حقده علينا منذ أكثر من عامين، حقد يختصر
أعوام المعاناة في الشتات خارج فلسطين".
واعتبرت
الأطرش أن "شارون مات، وهناك من يكمل مسيرته الدموية، أطفالنا ونساؤنا
وشيوخنا، يموتون جوعاً بتهمة إرهاب لم يعرفه شعبنا منذ النكبة، يموتون بتهمة إرهاب
أطلقها علينا العدو الإسرائيلي، وأتى آخر يلبسنا ثوب الإرهاب كما فعل
الإسرائيليون، ويقتلنا باسم حربه على من يريدون الحياة"، ولفتت الى أن
"ما يأتي اليوم من اليرموك لم يأتِ من أي مكان في العالم، كل هؤلاء الأطفال
والنساء والشيوخ الذين يغادرون الحياة، يستحقون أكثر من موقف، أكثر من إدانة،
يستحقون أن يتحرك المجتمع الدولي، ونحن أمام صرح من صروحه، من أجل إنقاذ ما تبقى
من حياة في مخيم الموت".
وشددت
الأطرش على أن "هؤلاء المدنيين العزل يستحقون أن تتحرك الأمم المتحدة وجامعة
الدول العربية لإنقاذهم، ويستحق هؤلاء أن تتحرك الإسكوا الآن، لإنقاذهم من إبادة
تحصل بحقهم، ويستحق هؤلاء من الصليب الأحمر وكل المنظمات الإنسانية أن يعلنوا عن
قافلة مساعدات للمخيم تنطلق الآن لتصل في ساعات لأولئك الذين يبحثون بين القمامة،
عن أي شيء يبقيهم على قيد الحياة، أيعقل كل هذا الذل والعالم يصمت، ويتخاذل".
وتساءلت
الأطرش: "ما علاقة الأطفال بالحرب الدائرة في سوريا، ما علاقة النساء والشيوخ
والمدنيين؟"، لافتة الى أن "المشاركين أتو ليطالبوا المجتمع الدولي بكل
منظماته بالتحرك فوراً لإنقاذ أهالي اليرموك، وإما أن ينفك الحصار وتصل المساعدات
اليوم قبل الغد، وإلا يكون الجميع متواطئ على إبادة أهالي المخيم، بأبشع
الأساليب".
بدوره،
رأى أمين سر الحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر في حديث
لـ"المستقبل"، أن "هذه هي مأساة جديدة للشعب الفلسطيني وكأن
المعاناة أصبحت ملازمة لهذا الشعب، ويبدو أنه لا يكفيهم الأثمان الذي دفعها الشعب
الفلسطيني نتيجة سياسات بعض الأنظمة تجاهه، ويبدو أن هذه المعاناة مستمرة مع هذا
الشعب ويدفع ثمن نتيجة سياسات التسلط والقتل والإجرام التي تعتمدها بعض الأنظمة
والتي لا تفرق بين السوري والفلسطيني"، معتبراً أن "هذه المأساة لها
رمزيتها اليوم في هذا المخيم وشاهدها الرأي العام على شاشات التلفزة وفي الإعلام،
وهذه الوقفة التضامنية الإنسانية مع هذا الشعب، على أمل أن يتحمل الجميع كشعوب
وكقوى ساسية حية في الوطن العربي وكأنظمة أيضاً عليها أن تقتنع أن حرية الشعوب
وكرامة الشعوب هي الأساس لاستمرار الأنظمة".
من
جهته، اعتبر منسق عام قطاع الشباب في تيار "المستقبل" وسام شبلي في حديث
لـ"المستقبل"، أن "مخيم اليرموك هو جزء من قضية يعاني منها الشعب
السوري والفلسطيني منذ سنوات، وهذه القضية في كل مرة تتجدد، فبدأت مع الحصار
الإسرائيلي للمخيمات الفلسطينية واليوم تتجدد من أنظمة حاولت مراراً وتكرراً
استغلال هذه القضية من أجل مصالحها وبقائها واستمرارية بطشها وقمعها"، لافتاً
الى أنه "للأسف الممارسات التي يقوم بها النظام السوري بقيادة بشار الأسد
أصعب وأكثر بطشاً وقتلاً ووحشية وإجراماً من الممارسات التي قام بها شارون، ومن
غير المسموح لمن يرفع لواء القضية الفلسطينية ولواء الممانعة والمقاومة أن يمعن
قتلاً وتخريباً ودماراً بالشعب الفلسطيني".
بدورها،
رأت الناشطة نوال مدللي، في حديث لـ"المستقبل"، أن "المشاركين
اليوم لا يريدون أن يشهدوا على ما يحصل في مخيم اليرموك، وجاؤوا اليوم لإيصال
الصوت الى المجتمع الدولي وللمنظمات الإنسانية من أجل فك الحصار وإيقاف الموت، فما
علاقة الاطفال والنساء والشيوخ وما ذنبهم في الحرب الدائرة هناك، والحصار الذي
يجري اليوم في اليرموك لم نشهد له مثيلاً".
المصدر:
المستقبل