القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إنجاز الجيش يتردّد إرتياحاً في عين الحلوة... والإسلاميون يطمئنون

إنجاز الجيش يتردّد إرتياحاً في عين الحلوة... والإسلاميون يطمئنون


الإثنين، 26 أيلول، 2016

تركت عملية الكومندوس التي نفذتها مخابرات الجيش اللبناني في مخيم عين الحلوة ارتياحاً وترحيباً في الوسطين اللبناني والفلسطيني على حدٍّ سواء نظراً لخطورة مشروع أمير «داعش» الإرهابي عماد ياسين، خصوصاً أنه كان يحمل كرة نار لو انها انفجرت لكانت حوّلت نهار لبنان وليله ظلاماً أسود.الصيد الثمين لمخابرات الجيش أرخى بظلاله على مخيم عين الحلوة وكان محلّ متابعة من الاهالي والقيادات الفلسطينية التي هنّأت الجيش على «فقئه دملة» في جسد المخيم وإراحته من هذا الارهابي.

وعاد الهدوء الى الشوارع وانسحب المسلحون التكفيريون من منطقة الطوارئ وغابوا عن الانظار ودخلوا الى مواقع تحصّنوا بها ومنهم هيثم الشعبي ومحمد الشعبي وبلال بدر واسامة الشهابي وابو بكر حجير وغيرهم. فيما شدّد الجيش من إجراءاته الامنية في محيط المخيم ونفذ دوريات مؤللة في صيدا، حيث سجلت زحمة سير على مدخل صيدا الشمالي بسبب الإجراءات الامنية عند حاجز الاولي.

وأكّدت معلومات امنية لـ»الجمهورية» أنّ اجتماعاً سياسياً أمنياً لبنانياً فلسطينياً عقد في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، بين مدير فرع مخابرات الجيش العميد الركن خضر حمود ووفد من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجنة الامنية العليا، للبحث في الأوضاع الامنية في مخيم عين الحلوة بعد عملية الجيش في حي الطوارئ والاشتباكات الاخيرة التي وقعت في الشارع الفوقاني على خلفية اغتيال الفلسطيني سيمون طه.

وعلمت «الجمهورية» أنّ «القوى الفلسطينية وضعت حمود في أجواء الاجتماعات التي عقدت في بيروت وعين الحلوة، خصوصاً لجهة العمل على ضبط الوضع ميدانياً في حي الطوارئ، منعاً لدخول طابور خامس على خط التوتير وإيقاع الفتنة، وإبلاغه الموقف الفلسطيني الرسمي بأن لا مصلحة لأحد بالتصادم مع الجيش، بل الحرص على افضل العلاقات والتنسيق المشترك لسحب فتيل الاحتقان واستيعاب الامور كافة».

وفي السياق، زار وفد من المبادرة الشعبية الفلسطينية منطقة الطوارئ والتقى أمير «عصبة الانصار الاسلامية» الشيخ ابو عبيدة مصطفى الذي طمأن إلى أنّ «التعاطي مع أي حدث هو من منطلق شرعي حرصاً وخوفاً على أهلنا الذين لا ذنب لهم ولا ملجأ إلّا هذا المخيم الذي نرتبط به كعنوان سياسي وشرعي لقضيتنا، وإنّ الهدف الأكبر والشرعي هو حقن دماء المسلمين والحفاظ على أعراضهم».

كما التقى الوفد مسؤول الطوارئ في «عين الحلوة» الارهابي هيثم الشعبي الذي أكد «أننا في منطقة الطوارئ المدخل الشمالي للمخيم لا نقبل أن تمرّ مشاريع الفتنة والدمار لمخيّمنا عبرنا، ونحن إن شاء الله سنكون صمّام أمان لمخيّمنا مهما تعرّضنا للمحن وسنعضّ على جراحنا من أجل أطفال ونساء المخيم الذين هم أعراضنا وما يسوؤهم يسوؤنا».

أما وفد المبادرة فأبلغ «عصبة الأنصار» و«شباب الطوارئ»، «أننا جاهزون في أي لحظة وأي وقت عند أي حدث للتعاون من أجل مصلحة أهلنا ومخيمنا».

وأكد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب لـ«الجمهورية»، انّ «الهدوء يخيّم على مخيم عين الحلوة والحركة شبه طبيعية، ومن نزحوا نتيجة الأحداث عادوا».

وقال: «عقدنا اجتماعات متواصلة للبحث في الأحداث الأخيرة، واليوم (أمس) ستجتمع اللجنة الأمنية العليا لتقويم الوضع داخل المخيم وللبحث في ما يتطلب العمل به من أجل تهدئة الوضع الأمني»، مشيراً إلى أنّ «القوى الفلسطينية تعمل مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، خصوصاً مع مخابرات الجيش في الجنوب، ليس لتطوير الوضع الأمني بل لتهدئته».

وشدد أبو عرب على أنّ «مخيم عين الحلوة ليس جزيرة أمنية لأنه يضمّ 80 ألف نسمة وسنحافظ عليه بكل إمكاناتنا»، مشيراً إلى أنّ «الدولة اللبنانية بكلّ أجهزتها لا تريد أن يتطور الوضع إلى معارك شرسة، ولن نسمح بالعبث في الساحة اللبنانية ولن نكون شوكة في خاصرة الشعب اللبناني ولن نكون شعباً مجرماً أو قاتلاً».

من جهته، إلتقى وفد من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين القوى الاسلامية في المخيم وقائد القوة الامنية في لبنان اللواء منير المقدح وقائد الامن الوطني في صيدا العميد ابو اشرف العرموشي.

وأوضح الوفد، في بيان، أنّ المجتمعين بحثوا «في التطورات الامنية وسبل تجاوزها لما لها من انعكاسات سلبية على المخيم والجوار»، مشددين على «افضل العلاقات بين المخيم والجوار وفتح آفاق إيجابية في ملف إنهاء قضية المطلوبين». وأكدوا «ضرورة تفويت الفرصة على كل محاولات العبث بأمن المخيمات واستدراجه الى صراعات جانبية لا تخدم قضية شعبنا وفي مقدمتها تعزيز العلاقة بين المخيم والجوار».

وشدد أمين سر القوى الاسلامية الشيخ جمال خطاب على «بذل الجهود لتفويت الفرصة على كل من يحاول جرّ المخيم الى صراعات جانبية لا يستفيد منها سوى الاحتلال الاسرائيلي».

امّا المقدح فرأى «انّ ما حصل يتطلّب إعادة توحيد الجهود لتعزيز الوضع الأمني، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة».

المصدر: الجمهورية