
برج الشمالي – لاجئ نت|| الجمعة، 27 حزيران،
2025
يعيش أهالي
مخيم برج الشمالي أزمة مياه خانقة تتفاقم يومًا بعد يوم، بسبب الإهمال المستمر
وسوء التنسيق من قبل فريق توزيع المياه التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين (الأونروا). يشكو السكان من غياب شبه كامل للشفافية والتواصل، مما
يحول حياتهم اليومية إلى صراع دائم لتأمين أساسيات البقاء.
غياب التنسيق
يزيد العطش
يُلاحظ
الأهالي غيابًا فاضحًا للتنسيق والتبليغ في حال حدوث أي تغيير في جدول فتح المياه
أو وقوع أعطال مفاجئة في المحطات. "فريق توزيع المياه لا يقوم بإبلاغ الموقع
المعني، ولا حتى الأهالي مباشرة"، تقول إحدى المقيمات في المخيم. وتضيف:
"نستيقظ أحيانًا لنجد أن المياه لم تصل، دون أي سابق إنذار. كيف لنا أن نستعد
أو نتخذ التدابير اللازمة لتخزين المياه إذا لم نعلم متى ستنقطع أو تعود؟"
هذا النقص في
التواصل يُشكل عبئًا هائلاً على كاهل العائلات، خاصةً مع استمرار أزمة المياه
العامة التي تضرب لبنان، وتُلقي بظلالها على المخيمات الفلسطينية التي تعتمد بشكل
كبير على خدمات الأونروا المتدهورة. فالعديد من الأسر لا تملك القدرة على شراء
المياه من المصادر البديلة، مما يهدد صحتهم ونظافتهم العامة.
آثار الإهمال
تتجاوز العطش
تداعيات هذا
الإهمال تتجاوز مجرد الشعور بالعطش. فالتقلبات غير المعلنة في توفر المياه تؤثر
على الحياة اليومية بكافة تفاصيلها، من النظافة الشخصية وغسيل الملابس والأواني،
إلى تحضير الطعام. كما أن عدم القدرة على التخزين الكافي يجعل الأسر عرضة لأي
انقطاع مفاجئ، مما يزيد من الضغط النفسي والاقتصادي عليهم.
دعوات للتحرك
وإعادة تقييم سياسات الوكالة
تُجدد هذه
المشكلة الدعوات الموجهة للأونروا بضرورة إعادة تقييم آليات عملها، خاصة فيما
يتعلق بالخدمات الأساسية التي تُقدمها للاجئين. يطالب الأهالي بوضع جدول زمني ثابت
وشفاف لتوزيع المياه، وتفعيل آليات التواصل الفوري في حال حدوث أي طارئ. كما تُشدد
الأصوات من داخل المخيم على أهمية المساءلة والضغط على الوكالة لتحمل مسؤولياتها
تجاه اللاجئين، الذين يعيشون ظروفًا معيشية قاسية تزيدها هذه المشاكل تعقيدًا.