
الإثنين، 06
كانون الثاني، 2025
تتواصل الاحتجاجات
في المخيمات الفلسطينية في لبنان ضد قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"
بتوقيف عدد من المعلمين دون أسباب واضحة، في وقت يطالب فيه المعلمون بتسريع التحقيقات
في الاتهامات التي وصفها الاتحاد بالمجهولة وغير العادلة.
في أكتوبر الماضي،
أصدرت "الأونروا" قراراً بتوقيف ثلاثة من معلميها وهم: ماهر طويه، إبراهيم
مرعي، وحسان السيد، دون أن تكشف عن الأسباب في بيان رسمي.
وفي بيان صادر
عن اتحاد المعلمين في لبنان، استنكر الاتحاد تسريب "الأونروا" للمعلومات
حول التوقيف، مؤكداً على "استقلالية أعضائه وقيادييه"، ومشددًا على أن لا
توجد أي شبهات حولهم، معتبرًا أن القرار تعسفي، ويخالف قوانين الأمم المتحدة.
وحول خلفيات قرار
إدارة "الأونروا" في لبنان، والتحركات التي جرت احتجاجاً على القرار، قال
متحدث باسم المعلمين الموقوفين في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين":
"لم تحدد إدارة الأونروا طبيعة المزاعم ضدنا، كما لم يتم توضيح سبب التوقيف. وعادةً،
عند اتخاذ مثل هذا الإجراء، يتم الإفصاح عن الأسباب. تم إعلامنا في 5 أكتوبر 2024 بهذا
القرار، ومنذ ذلك الحين لم نتلق أي استفسار أو مساءلة. المدارس استمرت في العمل بشكل
طبيعي."
وأضاف المتحدث:
"الأونروا تدعي أن سبب التوقيف هو"خرق مبدأ الحيادية"، وهو اتهام نعتبره
باطلاً، إذ أن التقرير الذي استندت إليه الأونروا هو تقرير "مزور أعده أشخاص مأجورون".
وأوضح المتحدث
أن الأونروا تستهدف المعلمين بسبب انتمائهم الوطني، قائلاً: "أوقفتني الأونروا
لأنني حولت مدرسة القدس إلى نموذجية، وأوقفتني لأن طلابها يرفعون شعار دعم غزة وفلسطين،
وأوقفتني لأنني أنشأت معرضًا للتراث الفلسطيني".
وفيما يتعلق بالاحتجاجات،
أشار المتحدث إلى أنه في البداية تم اللجوء إلى المسار القانوني والإداري، لكن بعد
أن فشلت هذه المحاولات، بدأ المعلمون في تنظيم فعاليات احتجاجية، شملت وقفات تضامنية
في خمس مدارس، إضافة إلى بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي. كما نظمت فعاليات تضامنية
في مختلف المخيمات.
وأشار المتحدث
إلى أن التحركات توسعت لتشمل مخيمات أخرى في شمال لبنان، وفي صيدا خاصة مخيم عين الحلوة،
حيث عقدت الروابط والهيئات اجتماعًا لدعم قضيتهم. كما كشف عن توصية برفع رسالة إلى
هيئة العمل الفلسطيني المشترك ولجنة الحوار الفلسطيني-اللبناني للمطالبة بحل سريع.
وأضاف: "نضالنا
مستمر، وما زال لدينا العديد من الخطوات التصعيدية في حال لم يتم تراجع الأونروا عن
قرارها". كما أشار إلى تنظيم وقفة احتجاجية في مخيم برج البراجنة تحت شعار
"إذا لم يعد الأستاذ حسان إلى المدرسة، فسنغلق المدرسة"، مؤكداً أن القرار
بات في يد الشارع الفلسطيني.
وأوضح المتحدث
أن الاحتجاجات ستستمر حتى يتم تحقيق مطالب المعلمين، مشددًا على أن "توقيفنا تعسفي
ويهدف إلى إسكاتنا كاتحاد معلمين بعد توقيف خمسة من أعضائه".
يذكر أن اتحاد
المعلمين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في لبنان
أعلن عن المقاطعة الإدارية الكاملة مع إدارة "الأونروا" المركزية في لبنان،
بالإضافة إلى إدارة التربية والتعليم في مكتب الوكالة، وإدارات المناطق جميعها، ومديري
التعليم في المناطق التربوية. وقد جاء هذا الإعلان في أبريل 2024 كخطوة تصعيدية احتجاجًا
على الإجراءات العقابية التي اتخذتها الوكالة آنذاك بحق رئيس اتحاد العاملين في الوكالة
ومدير ثانوية دير ياسين الشهيد فتح الشريف، والمعلم رائف أحمد الذي كان يشغل منصب نائب
الرئيس، بسبب تنظيمهم حملات تضامنية مع قطاع غزة.
وتضمن ذلك توقيف
الشريف لمدة ثلاثة أشهر دون راتب وإحالته للتحقيق، مما أثار موجة غضب واسعة في المخيمات
الفلسطينية في لبنان. ومع تطور القضية، تم التوصل إلى تسوية مع مفوض "الأونروا"
لحل القضية، مما ساهم في تهدئة الاحتجاجات.