اتصالات
لعقد لقاء بين «اللجنة العليا» والمشنوق
«عين
الحلوة» يتحرك باتجاه «الشباب المسلم» لتجنّب «كرة النار»

الإثنين،
19 كانون الثاني، 2015
تلقفت
القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في مخيم عين الحلوة «كرة» المعلومات الأمنية
الإعلامية عن ارتباط تفجيري جبل محسن بمطلوبين متوارين داخله، وعن وجود كل من
المطلوبين شادي المولوي وأسامة منصور في المخيم، بكثير من الهدوء والتريث المقرون
بشيء من الترقب لما يمكن أن تحمله الأيام والأسابيع المقبلة من تطورات على هذا
الصعيد، ولتجنب أن تتحول تلك المعلومات اذا ثبتت صحتها الى كرة نارية ملتهبة من
شأنها اذا تركت أن تحرق المخيم والجوار، فقررت هذه القوى التحرك باتجاهين: داخل
المخيم وخارجه، للتحقق من صحة ما يثار أو عدم صحته واعلان موقف المخيم الجامع في
ضوء ما ستتوصل اليه بهذا الخصوص.
لجنة
لتقصي الحقائق
أما
التحرك داخل المخيم، فستتولاه لجنة تقصي حقائق من القوى والفصائل الممثلة في
اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على المخيمات، والتي ستذهب ولأول مرة
مباشرة الى الجهات الرئيسية التي يشار اليها من قبل البعض عادة بإيواء مطلوبين أو
حمايتهم، ألا وهي بعض المجموعات الاسلامية المنضوية في اطار ما يسمى «الشباب
المسلم» في المخيم.
وعلمت
«المستقبل» في هذا السياق أن هذه اللجنة وهي سداسية وشكلت من ممثلين اثنين عن كل
من منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية ستلتقي عدداً من
مسؤولي مكونات «الشباب المسلم» كل على حدة وأبرزهم الشيخ أسامة الشهابي وبلال بدر
وهيثم الشعبي وتوفيق طه وغيرهم.
وبحسب
مصادر فلسطينية مطلعة فإن مهمة هذه اللجنة المصغرة التحقق من مسؤولي هذه المجموعات
عما يثار من أخبار ومعلومات عن ايوائهم لمطلوبين مرتبطين بأحداث خارج المخيم،
وابلاغهم بطبيعة الحال موقف المخيم بكل أطيافه وقواه وأهله الرافض لاستقبال أو
ايواء أي مطلوب، أو اية تصريحات تسيء الى أمن المخيم والجوار أو الى العلاقات
الفلسطينية - اللبنانية. وسيكون أمام هذه اللجنة المصغرة ومن ورائها اللجنة العليا
ودائماً وفق المصادر نفسها مهمة اثبات عدم وجود أي مطلوب داخل المخيم أو العكس
ليبنى على الشيء مقتضاه في أي موقف ستتخذه اللجنة بهذا الخصوص لاحقاً.
وكشفت
أوساط فلسطينية لـ «المستقبل» أن اتصالات بدأت تجري أيضاً من أجل تأمين لقاء بين
اللجنة الفلسطينية العليا ووزير الداخلية نهاد المشنوق للاطلاع منه على حقيقة ما
أعلنه مؤخراً من معلومات أمنية مرتبطة بمخيم عين الحلوة. ولم تستبعد الأوساط نفسها
أن يقوم وفد من اللجنة الفلسطينية العليا بالتحرك باتجاه فاعليات صيدا والمسؤولين
الأمنيين والعسكريين لشرح موقف المخيم ازاء التطورات الأخيرة.
في
المقابل، وفيما لم تسجل ميدانياً أية تطورات متصلة بالوضع في عين الحلوة، كشفت
مصادر مطلعة لـ«المستقبل» أن الوضع في عين الحلوة يحظى منذ أيام باهتمام أمني
لبناني غير مسبوق بعيداً عن الإعلام وعن الاجراءات الميدانية على مداخل المخيم
والتي حافظت على طابعها الاحترازي، وأن هذا الاهتمام يشمل رصد وجمع كل المعطيات
المتوافرة عن واقع المخيم السياسي والأمني وحتى الاجتماعي بكل ما يضم من ملفات.
وكانت
اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا أكدت اثر اجتماع طارئ لها في مقر القوة الأمنية
في المخيم أنها لم تتلق من الأجهزة الأمنية اللبنانية أية معلومات تفيد أن للمخيم
علاقة بما حدث من تفجيرات في جبل محسن أو أن يكون أحد ممن قام بهذه الأعمال
المدانة له صلة بالمخيم.
مواقف
اثر
الاجتماع، تحدث الناطق الرسمي باسم «عصبة الأنصار» الشيخ أبو الشريف فقال: «أكدنا
في هذا الاجتماع أننا حريصون كل الحرص على أفضل العلاقات مع أشقائنا اللبنانيين،
وأن كل الجهد يتخذ من أجل قضيتنا المركزية وهي قضية فلسطين. واستغربنا تداول مثل
هذه الأحداث الأمنية الخطيرة عبر وسائل الاعلام في الوقت الذي تم الاتفاق مع كل
المرجعيات السياسية والأمنية على التواصل مع الجهات المعنية من أجل متابعة مثل هذه
الملفات. نحن نؤكد أنه لن يأتي للبنان واللبنانيين من هذا المخيم ما يسوؤهم. نحن
نرفض بكل اللغات أن يخرج من هذا المخيم أي عمل أمني يضر بالجوار اللبناني، كما
أننا نرفض الهجمة الاعلامية والأمنية التي يتعرض لها مخيم عين الحلوة. وسنقوم
بمهامنا وواجبنا من أجل حفظ الأمن في عين الحلوة والجوار».
من جهته،
أوضح عضو اللجنة المركزية لـ «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عدنان أبو النايف
«أننا تدارسنا المعلومات الواردة حول اتهامات معينة للمخيم، وشكلنا لجنة للتحقق
منها وصحتها، وعلينا القيام بمسؤولياتنا تجاه شعبنا وحسن العلاقة مع الجوار
اللبناني».
اما عضو
المكتب السياسي لـ «جبهة التحرير الفلسطينية» صلاح اليوسف فقال: «نحن كفصائل
فلسطينية موحدة نعمل جاهدين لتحصين أمن المخيمات والجوار ولعدم الانجرار وراء أي
فتنة تحاك من أي طرف كان».
بيان
اللجنة
وفي
البيان الرسمي الصادر عن اللجنة، أكد المجتمعون أنهم لم يتلقوا من الأجهزة الأمنية
اللبنانية أية معلومات تفيد بأن للمخيم علاقة بما حدث من تفجيرات جبل محسن، أو أن
يكون أحد ممن قام بهذه الأعمال المدانة له صلة بمخيم عين الحلوة. واستغربت اللجنة
أن تكون هذه الاتهامات عبر وسائل الاعلام بدل أن يكون التواصل عبر القنوات
الرسمية.
وشدد
المجتمعون على «مواصلة الجهود لضمان وتعزيز الأمن والاستقرار في المخيم، وعلى أنه
لن يكون تحت أي ظرف عامل اخلال بأمن الجوار، وعلى التنسيق والتعاون مع المرجعيات
الأمنية والسياسية الرسمية». ودعوا «كل الجهات الرسمية السياسية والأمنية الى أن
تتعاطى مع المخيم من خلال التواصل مع المرجعيات الفلسطينية المعنية، وليس عبر
الاعلام لأن ذلك من شأنه أن يؤجج الوضع ويؤثر سلباً على العلاقة اللبنانية
الفلسطينية». وطالب المجتمعون بـ «تحسين أوضاع سجناء رومية وتطمين أهاليهم عبر
السماح بزيارتهم»، مشيرين الى «العمل على التواصل مع المعنيين لمعالجة أوضاعهم
الانسانية واطلاق الأبرياء منهم».
المصدر:
المستقبل ـ رأفت نعيم