احتواء إشكال
في مخيم البداوي

الأربعاء، 28
أيار، 2014
تجاوز مخيم
البداوي قطوعا امنيا على خلفية الإشكال الذي كان وقع بين مجموعة من الشبان خلال
تحضيرات منظمة "الصاعقة" لاقامة مهرجان لمناسبة عيد المقاومة والتحرير
ودعما للرئيس السوري بشار الأسد وللجيش السوري.
وقد نجحت
المساعي في لملمة تداعيات هذا الإشكال، من دون إغفال الجهات الفلسطينية المعنية
خطورة لجوء البعض الى هذا النوع في التعبير عن رؤيتهم السياسية والعقائدية
المختلفة حيال الصراع في سوريا.
ويمكن القول ان
مخيم البداوي، الذي استطاع بحكم تركيبته الاجتماعية والتنسيق الدائم بين مكوناته
السياسية والحزبية، ان يتجاوز العديد من المنعطفات التي كانت واجهته على خلفية
الانقسام الفلسطيني الداخلي، سعى منذ اندلاع شرارة المواجهات في سوريا إلى تحصين
ساحته الداخلية وخلق أرضية تعاون لمنع تطاير شظايا هذه الحرب الى بيئته المتنوعة
سياسيا، خصوصا بعد توافد آلاف النازحين من مخيمات سوريا.
وعلى الرغم من
كل الإجراءات التي كانت اتخذت سابقا في المخيم، ان كان على الصعيد الأمني من خلال
رفع مستوى التنسيق والإجراءات الاحترازية، أو من خلال إبقاء الاجتماعات مفتوحة بين
الفصائل لمعالجة اي إشكال او تطور، إلا أن ذلك لم يمنع من حصول بعض الخروق الصغيرة
والتي كانت تعالج في وقتها، خصوصا بعد مسارعة الفصائل إلى رفع الغطاء عن مرتكبيها.
لكن الإشكال
الذي كان حصل قبل أيام بعد اعتراض مجموعة من الشبان سيارة تابعة لمنظمة
"الصاعقة" كانت تدعو بمكبّرات الصوت للمشاركة في المهرجان، وقيامهم
بتحطيم صورتين للرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـ"حزب الله"
السيد حسن نصر الله كانتا مرفوعتين على السيارة وما أعقب ذلك من إطلاق رصاص في
الهواء، اعتبر سابقة خطيرة، واستدعى التعامل معه بأهمية قصوى من قبل جميع الفصائل التي
وضعته في خانة الإشكال الفردي، إلا أنها في الوقت نفسه وضعت نفسها في حالة تأهب
لما قد يكون أسوأ من ذلك.
لكن هذا
الاشكال كانت له فوائد بالنسبة لابناء المخيم، خصوصا بعد اقامة المهرجان ومشاركة
جميع الفصائل فيه، ان كان من خلال حضور ممثليها او من خلال الاجراءات الامنية التي
اتخذت في المخيم وحول القاعة، وهو ما اعتبره البعض انه الرد الفعلي على كل من
يحاول النيل من وحدة ابناء المخيم او زرع الشقاق بينهم وادخالهم في صراعات
اقليمية.
وحضر المهرجان
الذي حمل شعار "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، ممثلون عن الفصائل
الفلسطينية والاحزاب اللبنانية، وحشد غفير من ابناء مخيمي البداوي والبارد والجوار
اللبناني.
وألقيت في
المهرجان كلمات لكل من المندوب السياسي لـ"الحزب السوري القومي
الاجتماعي" زهير الحكم باسم الاحزاب الوطنية اللبنانية، وعفيف نسيم عن
"التيار الوطني الحر"، ومسؤول "فتح ـ الانتفاضة" في الشمال
خليل ديب (ابو ياسر) باسم الفصائل الفلسطينية، وعبد الرحمن الراشد باسم "حزب
البعث" و"الصاعقة". وحيّت الكلمات المقاومة في عيدها مشدّدة على
بقاء فلسطين قضية الأمة.
المصدر: عمر ابراهيم – السفير