القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

اشباح في المخيم ويخرجون من باطن الارض..تفاحة يهوه..?

اشباح في المخيم ويخرجون من باطن الارض..تفاحة يهوه ..?
 

الجمعة، 23 كانون الأول، 2011

ندخل الى عين الحلوة: مخيم على شاكلة القضية (الدولة ) الفلسطينية !

ينصحك احد الاصدقاء، اصدقاء الداخل، ضاحكاً، بأن تترك رأسك امانة لدى حاجز الجيش اللبناني في الخارج لان ثمة من يترصدك، ويتربص برأسك تحديداً، لانك اكثرت من الحديث عن تورا بورا المقدسة، وقد اضحت ارضاً للوحي، ولانك توظف الله في الكتابة السياسية، وهي كتابة مارقة. يتهمونك بالزندقة السياسية و الدينية على السواء...

من هم؟ اشباح في المخيم و يخرجون من باطن الارض. رغم ذلك، احتفظ برأسي وأدخل، لتواجه حقيقة ميدانية، ويتم تداولها بين الناس و هي ان المرجعية هنا تدعى... المجهول!

حيال القلق، تستعيد معادلة الثنائي ييغال آلون وآرييل شارون: هل تقوم الدولة الفلسطينية على انقاض المملكة الاردنية ام على انقاض الجمهورية اللبنانية؟ عوزي لاندو يقول بدولة فوق انقاض المملكة والجمهورية معاً لانهما لزوم ما لايلزم. وكنا قد قرأنا ان على باراك اوباما ان يدفع ثمناً باهظاً للوبي اليهودي كي يبقى لولاية ثانية في البيت الابيض، فهل حقاً ما همس به استاذ جامعي فلسطيني في اذن محمود عباس عندما كان في نيويورك، من ان الخوف لم يعد محصوراً في ترحيل فلسطينيي عام 1948، فالخطط الجديدة (وقد يكون هذا هو الثمن الذي يضاف الى اثمان اخرى تقاضاها اللوبي بالتقسيط) تلحظ ترحيل عرب القدس الذين عليهم ان يحملوا حجارة كنيسة القيامة والمسجد الاقصى على ظهورهم ويخلوا المكان لاعادة بناء الهيكل فيحل فيه يهوه ثانية ويحكم الشرق الاوسط من هناك....

ايضاً، وايضاً، ترحيل سكان الضفة الغربية، اي «يهودا» و«السامرة»، بالتعبير الكنعاني، فالمستوطنات تزحف، وما يحكى عن دولة فلسطينية تحوّل من زمان الى كوميديا ديبلوماسية، ودون ان يأبه لابنيامين نتنياهو ولا افيغدور ليبرمان بتنديد ناعوم تشومسكي بـ«هذه الكوميديا الالهية»، حتى ولو استعار المصطلح من «صديقي العزيز دانتي»!

اي فلسطينيين هنا، في مخيم عين الحلوة، حين تغدو فلسطين يوماً بعد يوم، اثراً بعد عين، فهل يتذكّر من يتذكر ما كتبه الفيلسوف الفرنسي جان جينيه عقب زيارته لمخيمي صبرا و شاتيلا عقب المجازر الشهيرة في المخيمين عام 1982؟

تخيّل حديثاً، وها ان عيد الميلاد يقترب، جرى في السماء. وهنا النص: «يا ابتِ اتوسل اليك ان اولد ثانية، واذهب الى المكان الذي ذهبت اليه لان ثمة من اعاد تهريب الخطيئة الاصلية الى هناك». الجواب «لكنني اخشى عليك ان تبقى على الصليب اذ لا امل في القيامة.....»

لا شيء يشير الى ان ثمة املاً في القيامة. تذهب الجرأة بتشومسكي، وهو الفيلسوف الاميركي اليهودي، حد احلال «تفاحة يهوه» محل «تفاحة آدم». لو كانت هناك قيامة لظهرت ملامحها، على الاقل، في مخيم عين الحلوة...

لا تحتاج الى وقت كثير لتعرف ان ثمة اشياء واشياء تحدث تحت ارض المخيّم، وان ثمة من يغض الطرف عما يحدث، وان حركة «فتح» التي كانت، ذات يوم، العمود الفقري للثورة (ويالها من ثورة!)، ترهلت، وتفككت، وانها باتت تشبه بقايا الصور الملصقة على الجدران. من الرأس هنا، محمود عبد الحميد عيسى (اللينو) ام منير المقدح ام صبحي ابو عرب ام من ومن ومن؟

لا احد كان ابرع من ياسر عرفات في اختراع المناصب لارضاء قادة «العشائر» في الحركة. إياها معادلة اللعب او التلاعب بمراكز القوى . لكن محمود عباس لا يمكن ان يكون ببراعة ياسر عرفات ولا بحنكته ولا بقدرته على حل اي مشكلة باجتراح مشكلة اخرى. وما يخيف الان هو انه وسط بيروقراطية الفوضى هناك كميات هائلة من السلاح لا يتحدث عنها اي طرف لبناني، ولكل خلفياته في هذا المجال، ويمكن ان يتحول المخيم في لحظة ما الى كرة من اللهب لا يمكن الا ان تستقر في مدينة صيدا...

اجل صيدا، بعدما بدأت تسمع فيها عن قنوات اتصال وتشابك (ايديولوجي واستراتيجي)، بين من يعملون تحت الارض في المدينة ومن يعملون تحت الارض في المخيم، فالسيناريو المحتمل يقول ان من يمسك ببوابة الجنوب هو من يتحكم بالجنوب فهل صحيح ان من وضع هذا السيناريو انما ربط التنفيذ بالحدث السوري؟ التنفيذ: اعلان الامارة الاسلامية في المخيم و....ضواحيه.

حتى داخل عين الحلوة يتناهى اليك هذا الكلام. كيف يُغتال مرافقان لـ«اللينو» في اسبوع واحد من «جند الشام» الذين قالت «فتح» انهم انتهوا من زمان، وهددهم «اللينو» إياه بالمحق فإذا بهم يمحقون من يبغي محقهم ولا تعليق سوى ان ما يحدث يرمي الى التأثير على مصالحة «فتح» و«حماس».

في عين الحلوة ما هو اعمق واخطر. من يضع اصبعه على الزناد لا يفعل ذلك مجانا. هل يدري القادة اللبنانيون ما يجري حولهم وفي عقر دارهم؟