اطلاق "المبادرة
الفلسطينية": رسالة مزدوجة للهواجس اللبنانية والفلسطينية

السبت، 29 آذار، 2014
أطلقت الفصائل والقوى الوطنية
والاسلامية الفلسطينية في لبنان "مبادرة" موحدة لحماية الوجود الفلسطيني
في لبنان وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية، وقد اختارت مخيم عين
الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني وكبرى مخيمات لبنان مكانا للاعلان عنها في مؤتمر
صحافي عقد في قاعة الشهيد اللواء زياد الأطرش نظرا لما له من دلالات رمزية وتداخل
سياسي وطني واسلامي.
ابلغت مصادر فلسطينية لـ "صدى
البلد"، ان المبادرة جاءت بمثابة "رسالة تطمين" مزدوجة للهواجس
اللبنانية والفلسطينية معا، الى الداخل الفلسطيني بانه غير متروك لمصير مجهول وسط
لهيب النار المشتعل في المنطقة وفي ظل الخلافات السياسية اللبنانية والاحداث
الامنية المتنقلة، والى الخارج اللبناني بان المخيمات لن تكون الا عامل امن
واستقرار للسلم الاهلي اللبناني وهي ترفض ان تكون منطلقا لاي عمليات تفجير او
مكانا آمنا لايواء المطلوبين وتسعى بجدية لإفشال كل أشكال الفتنة التي تستهدف
الإيقاع بين المسلمين والسعي الى وأدها ونبذ أي شكل من أشكال الفتنة المذهبية في
لبنان.
واشارت المصادر، ان فكرة اطلاق
المبادرة جاءت في اعقاب العمليات الانتحارية والتفجيرية التي شهدها لبنان وخاصة
التفجير المزدوج في السفارة الايرانية في بيروت واستهداف حاجز الجيش اللبناني في
منطقتي الاولي ومجدليون حيث تبين الحرص على الزج بالعنصر الفلسطيني في عمليات التنفيذ
والتعمد في ابقاء ادلة للكشف عن هوياتهم سريعا لايقاع الفتنة وتوتير العلاقات،
ناهيك عن قطع الطريق على اي محاولة لاستدراج المخيمات وغالبيتها في محيط شيعي
وخاصة الجنوب وبيروت والبقاع في الصراعات او اللجوء اليها فرارا من السلطات
اللبنانية او للتخطيط لاعمال امنية مخلة بالاستقرار اللبناني وفق اعترافات بعض
الموقوفين وابرزهم الفلسطيني نعيم عباس.
واكدت المصادر، ان اهمية المبادرة
تكمن في انها تتضمن 19 بنداً تتناول مختلف الجوانب السياسية والقانونية والأمنية
للوجود الفلسطيني في لبنان، وما هو مطلوب من القوى الفلسطينية ومن السلطات، على
امل ان تشكل الناظم للعلاقات في ما بين هذه القوى والأساس لحماية أمن واستقرار
المخيمات الفلسطينية في لبنان باعتبارها جزءاً من أمن واستقرار لبنان.
فيما تهدف المبادرة الفلسطينية
الموحدة الى "المحافظة على المخيمات الفلسطينية وتحييدها باعتبارها عنوان
قضية اللاجئين، العمل لمنع الفتنة المذهبية والحؤول دون وقوع اقتتال فلسطيني
لبناني أو فلسطيني فلسطيني، حماية الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال التمسك بحق
العودة ورفض مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل، دعم وحدة لبنان وأمنه
واستقراره وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية، دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد
العدو الصهيوني من أجل التحرير والعودة وتعزيز صموده من خلال حقوقه المدنية
والاجتماعية".
اعلان المبادرة
وتحدث في حفل اطلاق المبادرة كل من:
سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، أمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي
ابو العردات، باسم "فصائل منظمة التحرير الفلسطينية"، ممثل "حركة
الجهاد الاسلامي" أبو عماد الرفاعي وممثل حركة "حماس" في لبنان علي
بركة باسم "تحالف القوى الفلسطينية"، أمير "الحركة الاسلامية
المجاهدة" الشيخ جمال خطاب، ممثل "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخ
ابو شريف عقل باسم "القوى الاسلامية" ومسؤول منظمة "الصاعقة"
في عين الحلوة عبد مقدح "ابو بسام" باسم "لجنة المتابعة
الفلسطينية" وفي ما يلي بنود المبادرة الفلسطينية:
1- مواجهة كل أشكال الفتنة التي
تستهدف الإيقاع بين المسلمين والسعي الى وأدها ونبذ أي شكل من أشكال الفتنة
المذهبية في لبنان.
2- إدانة كافة عمليات التفجير التي
تستهدف الآمنين والأبرياء المدنيين على كامل الأراضي اللبنانية.
3- تتولى الفصائل والقوى الوطنية
والإسلامية ضبط الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية ما أمكن وخصوصاً في مخيم
عين الحلوة.
4- تعزيز أمن واستقرار المخيمات
والتجمعات الفلسطينية ونزع أي ذرائع أو أسباب تؤثر سلباً على ذلك.
5- وقف كل أشكال التحريض المذهبي
والطائفي والإعلامي.
6- رفع الغطاء عن كل من يثبت تورطه
بأعمال أمنية من داخل المخيمات الفلسطينية.
7- الحيلولة دون أن تكون المخيمات الفلسطينية
منطلقاً لأي أعمال من شأنها المساس بالأمن في لبنان.
8- رفض استقبال أو إيواء أي عناصر
متورطة بأعمال أمنية في المخيمات.
9- رفض كل أشكال الاغتيالات وإدانتها
وكشف مرتكبيها ومحاسبتهم، ورفض الثأر والانتقام والتبرؤ من مرتكبيها وتوفير
الحماية للمدنيين والأبرياء ما أمكن ذلك.
10- السعي لتسوية أوضاع المطلوبين
ومن يلزم من الأشخاص مع الجهات المعنية في الدولة اللبنانية.
11- تأمين الغطاء السياسي والقضائي
والأمني من الجهات الرسمية والحزبية اللبنانية لتنفيذ هذه المبادرة.
12- التأكيد على سياسة الحياد
الايجابي وعدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني ورفض زج الفلسطينيين في التجاذبات
والصراعات الداخلية اللبنانية.
13- التأكيد على أن الفلسطينيين هم
صلة وصل وجمع بين جميع الأفرقاء في لبنان ومساحة للتلاقي اللبناني الفلسطيني.
14- رفض كل أشكال الفرقة والانقسام
والخطاب المذهبي والطائفي.
15- التأكيد على دعم الفلسطينيين
وانحيازهم للأمن والسلم والاستقرار في لبنان.
16- تتعهد الجهات اللبنانية المعنية
بأن لا توفر جهداً لحماية الشعب الفلسطيني في لبنان وقضيته من أي استهداف وحماية
حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
17- تتعهد الجهات اللبنانية المعنية
بتخفيف الإجراءات على مداخل المخيمات والمعاملة الحسنة للمارة وبخاصة النساء.
18- التبرؤ من كل عمل يخالف الاتفاق
وبنوده.
19- اعتبار القيادة السياسية الموحدة
في لبنان هي المرجعية العليا والمسؤولة المباشرة سياسياً وأمنياً عن الإشراف على
هذه المبادرة وتنفيذها.
عودة اللينو
من جهة ثانية عاد قائد "الكفاح
المسلح الفلسطيني" السابق العميد محمود عبد الحميد عيسى اللينو" الى
لبنان اليوم بعد زيارة قادته الى الامارات العربية المتحدة لعدة ايام التقى خلالها
عضو اللجنة المركزية السابق لحركة "فتح" العقيد محمد دحلان وزوجته جليلة
بحضور القيادي "الفتحاوي" سمير مشهراوي.
وقد غص منزل العيمد
"اللينو" في مخيم عين الحلوة بالمهنئين، حيث اكد امامهم انه تكاثرت في
الاونة الاخيرة الكثير من التحليلات والتأويلات وتمادى البعض ليرسم طبيعة المرحلة
المقبلة وتداعياتها. واكد بقاءه على ارث الشهداء واننا ابناء حركة فتح هي عزتنا
وكرامتنا وبيتنا الرحب.
المصدر: البلد