زيارات مدير الوكالة لصيدا
بروتوكولية أم استطلاعية ؟
اعتصامات فلسطينية ضد تقليص
خدمات «الاونروا»

الثلاثاء،
28 تموز، 2015
علمت «المستقبل« ان مدير عام الأونروا
في لبنان ماتياس شمالي زار بعيدا من الأضواء، مدينة صيدا والتقى رئيس فرع مخابرات الجيش
اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود في مكتبه في ثكنة زغيب العسكرية بحضور مدير
مكتب الأونروا في المدينة ابراهيم الخطيب، وانه جرى خلال اللقاء عرض للأوضاع الحياتية
والانسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الجنوب الى جانب الوضع الأمني
فيها وانعكاسه على تلك الأوضاع .
ويعود شمالي مجددا الى صيدا يوم الخميس
ليلتقي عددا من فاعليات المدينة، من دون ان يُعرف ما اذا كان سيعرج في طريقه على مخيم
عين الحلوة خاصة في ظل الظروف الأمنية التي يعيشها حاليا.
وبحسب اوساط فلسطينية مطلعة، فان زيارات
شمالي الى صيدا وان كانت تعد «بروتوكولية» للتعارف، فهي تكتسب اهمية من حيث توقيتها
بالتزامن مع تفاقم الأزمة المالية التي تعانيها وكالة الأونروا والتي تنعكس بدورها
مزيدا من تقليص التقديمات والخدمات للاجئين والنازحين الفلسطينيين، وآخر مظاهر هذه
الأزمة ما تردد عن احتمال تأجيل العام الدراسي في مدارس الأونروا، وما يتم تحضيره من
تحركات رافضة لهذا التقليص ومطالبة الدول المانحة بتجديد دعمها للوكالة الدولية باعتبارها
الشاهد الحي الوحيد على قضية اللاجئين. وايضا تكتسب اهمية لتزامنها مع الأحداث الأمنية
التي يشهدها مخيم عين الحلوة وتأثر الحياة اليومية للاجئين كما عمل الوكالة، بالوضع
الأمني المتوتر الناجم عنها .
ووفق الأوساط نفسها، فان شمالي سيحاول
خلال هذه اللقاءات ان يطلع فاعليات المدينة، الحاضنة لأكبر تجمع للاجئين والنازحين
الفلسطينيين في لبنان يتركز في مخيم عين الحلوة، على واقع الأونروا وما تعانيه من صعوبات
في القيام بمهامها في ظل تضاؤل جرعات الدعم التي كانت تتلقاها من الدول المانحة وسيبحث
معهم كيفية التخفيف من وطأة هذا الواقع .
ويرى متابعون لحركة شمالي في اهتمامه
بزيارة صيدا تحديدا ولقاء فاعلياتها في هذه الفترة، محاولة لإستطلاع اراء ومواقف مختلف
الأفرقاء فيها سواء في ما يتعلق بأزمة الوكالة نفسها خاصة في ظل تصاعد وتيرة تحركات
اللاجئين المناهضة لها، او في ما يتعلق برؤيتهم لمآل الوضع الأمني المتوتر في مخيم
عين الحلوة وتأثر اوضاع اللاجئين كما عمل الوكالة به .
اعتصامات
شهدت المخيمات الفلسطينية في المناطق
اعتصامات ضد تقليص خدمات «الاونروا« عن اللاجئين الفلسطينيين. ففي طرابلس - «المستقبل«،
رفع أبناء مخيمي البارد والبداوي الصوت عاليا رفضا لسياسة وكالة الاونروا تقليص الخدمات
عن اللاجئين الفلسطينيين. وللغاية، تداعت الفصائل الى اعتصام نفذته امام مقر الامم
المتحدة في طرابلس رفع خلالها المشاركون الاعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بسياسة
الاونروا، لا سيما وان الحديث يتجه الى وقف خدمات التعليم أيضا.
ودعا مسؤول الجبهة الديمقراطية اركان
بدر ابناء الشعب الفلسطيني الى انتفاضة شعبية ضد تقليصات الاونروا ودعا قيادة السلطة
لدعوة وزراء خارجية الدول العربية لاجتماع طارئ للوقوف على اجراءات الاونروا التي تهدف
الى اذلال الشعب الفلسطيني وطمس قضية العودة .
أما القيادي في فتح الانتفاضة العميد
يوسف عودة فاكد ان مشروع الاونروا مرتبط بالمشروع السياسي بشطب حق العودة داعيا الى
تحرك شعبي لمواجهة المؤامرة الكبرى التي اعدتها الاونروا ضد اللاجئين.
وفي منطقة صور، نفذت اللجان الشعبية والاهلية
في المخيمات الفلسطينية اعتصاما امام مركز الاونروا، في منطقة جل البحر احتجاجا على
«استمرار الاونروا في سياستها التقلصية للخدمات سواء بدل الايواء والطعام للاجئين الفلسطينيين
من سوريا وصولا الى التهديد بتأجيل العام الدراسي او الغائه نهائيا في لبنان وصولا
الى تعليق الخدمات الصحية وغيرها».
وتقدم المعتصمين امين سر حركة فتح في
لبنان رفعت شناعة وممثلو اللجان الشعبية والاهلية ومدير مركز الاونروا في جل البحر
فوزي كساب، ورفعوا لافتات اكدت ان «قرارات الاونروا ظالمة وغير اخلاقية وان التعليم
والصحة خط احمر ومدارسنا ليست زرائب للحيوانات«، واخرى كتب عليها «اما الالتزام بتقديم
الخدمات او فتح الحدود امام الشعب الفلسطيني للعودة الى دياره».
واكد شناعة ان «اجراءات الاونروا ما هي
الا قناة لانهاء هذه المؤسسة الدولية بهدف توطين الشعب الفلسطيني«، مطالبا «المؤسسات
الدولية كافة بان تتحمل مسؤولياتها»، كما لفت الى «عدم وجود عجز في ميزانية الاونروا
بل هناك مؤامرة تحاك ضد الشعب الفلسطيني».
المصدر: المستقبل