اغتيال
عنصر في "فتح" يوتر "عين الحلوة"

الإثنين،
02 كانون الأول، 2013
توتر
الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة بعد ظهر الأحد، على اثر اغتيال العنصر في حركة
فتح، محمد عبد الهادي عبد الحميد، الملقب بـ"السعدي"، من قبل مسلح مجهول
اطلق عليه النار اثناء وجوده في محل لتصليح الأدوات الكهربائية قرب مستشفى النداء
الانساني في المخيم ، فاصابه اصابة مباشرة. كما اصيب العنصر في الجبهة الشعبية عبد
اليوسف بجروح متوسطة. وقد نقل اليوسف الى مستشفى النداء الانساني، فيما نقل السعدي
الى مركز الراعي الطبي في صيدا حيث ما لبث ان فارق الحياة متأثرا بجراحه.
وذكرت
مصادر فلسطينية نقلا عن شهود عيان، ان المسلح الذي اطلق النار لم يكن مقنعا وانما
كان يرتدي قبعة يحجب بها جزءا من وجهه، وانه توارى عن الأنظار مباشرة بعد اطلاق
النار على "السعدي" واليوسف.
وعلى
الأثر سجلت حالة استنفار شديدة في صفوف مراكز وعناصر حركة فتح في المخيم، واغلقت
المحال التجارية أبوابها لا سيما في محيط مكان الحادث، وشلت حركة المرور نسبيا في
بعض الشوارع القريبة منه.فيما تكثفت الاتصالات على اكثر من مستوى وصعيد من اجل لجم
التوتر ومنع انفلات الوضع الأمني عن عقاله في المخيم خاصة وانه الحادث الأمني
الثاني الذي يشهده المخيم في غضون يومين متتاليين بعد الاشتباك الذي وقع بين عناصر
من فتح وآخرين من جند الشام على خلفية ما تردد عن نصب كمين للمسؤول في "جند
الشام" هيثم الشعبي ومجموعة تابعة اثناء انتقاله داخل المخيم. وعلى اثر
اغتيال السعدي، شهد مخيم عين الحلوة حوادث اطلاق نار فردية من قبل بعض افراد عائلة
واقارب القتيل استمرت بشكل متقطع حتى ساعات المساء، وأدى بعضها الى اصابة
الفلسطيني ابراهيم عبد الغني عن طريق الخطأ حيث نقل الى احدى مستشفيات المخيم
وافيد ان حالته مستقرة.
وقال
امين سر حركة فتح في مخيم عين الحلوة العميد ماهر شبايطة لـ"المستقبل"
ان الوضع في المخيم متوتر جدا لكنه ممسوك حتى الآن، وان هناك اجتماعا طارئا للجنة
المتابعة للقوى والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية لتدارس الوضع الأمني
المستجد.
واثر
الاجتماع، اصدرت لجنة المتابعة في منطقة صيدا بيانا جاء فيه:
-
تدين لجنة المتابعة عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها الأخ محمد عبد الحميد (السعدي)
وادت الى اصابة الأخ عبد محمد اليوسف بجراح. وتستنكر هذا العمل الجبان الذي يستهدف
الأبرياء وامن واستقرار مخيم عين الحلوة وكافة مخيمات شعبنا في لبنان.
-
تطالب لجنة المتابعة كافة القوى السياسية والفاعليات الاجتماعية الفلسطينية في
مخيم عين الحلوة وكافة ابناء المخيم الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية
والأخلاقية لوقف هذا المسلسل الاجرامي الخطير وذلك من خلال كشف الفاعلين ومحاسبتهم
والتصدي للفتن ومحاولات زرع الفرقة والاقتتال.
وبقي
الوضع في المخيم على حاله من التوتر اثر اغتيال السعدي حتى ساعة متقدمة من الليل،
حيث سجّل إطلاق رشقات نارية كثيفة وقذائف صاروخية وقنابل يدوية من قبل رفاق وبعض
أفراد عائلة القتيل السعدي الغاضبين استنكار لاغتياله، فيما لم تنجح الجهود التي
تقوم بها لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية في المخيم في سحب المسلحين من الشوارع.
وكان وفد من لجنة المتابعة زار عائلة القتيل السعدي في إطار المساعي الجارية للجم
التوتر في الخيم.
ووجهت
عائلة السعدي أصابع الاتهام بمقتل ابنها الى المسؤول في ما يسمى تنظيم "جند
الشام" بلال بدر ومجموعته وطالبت القوى الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها
بالاقتصاص منه ولوّحت العائلة بالثأر لمقتل ابنها اذا لم يتم وضع حد لبدر ومجموعته
خصوصاً وأن محمد السعدي هو الثالث من العائلة نفسها الذي يتم اغتياله في المخيم في
أقل من سنتين ووجّهت أصابع الاتهام حينها أيضاً الى بلال بدر ومجموعته.
وفي
معلومات لـ"المستقبل" أن الجريح عبد اليوسف الذي كان أصيب مع السعدي
لحظة اطلاق النار عليهما زوّد لجنة المتابعة بأوصاف مطلق النار وأن وجهه ليس
مألوفاً، وأن اللجنة تمكّنت أيضاً من معرفة المكان الذي أخفيت فيه الدراجة النارية
التي استخدمها مطلق النار على السعدي واليوسف.
وفي
السياق نفسه علمت "المستقبل" ان القوة الأمنية الفلسطينية في المخيم
تمكنت من إلقاء القبض على الشخص الذي أطلق النار على الفلسطيني ابراهيم عبد الغني
الذي أصيب في أعقاب اغتيال السعدي والتحقيق جارٍ معه.
المصدر:
المستقبل