افتتاح المخيم الشبابي اللبناني الفلسطيني السابع
تواصل في دير المخلص
.jpg)
السبت، 17 آب، 2013
أسفت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب
بهية الحريري للتفجيرات التي تطال لبنان وخاصة التفجير الأخير في الضاحية الجنوبية
وقالت : نتمنى لهذا البلد المتألم دائما الأمن والسلام لأنه كفاه معاناة، ولن يتغير
لبنان بحضنه للقضايا العربية وفي طليعتها قضية فلسطين، ولن يتنازل لبنان عن عشقه للحرية
ولا عن تعلقه بدولته ولا عن هذا التنوع الضارب في الأعماق وفي الجذور.
كلام الحريري جاء خلال رعايتها بمشاركة سفير
فلسطين في لبنان اشرف دبور افتتاح المخيم الشبابي اللبناني الفلسطيني السابع
"تـــواصــل" الذي تنظمه مؤسسة الحريري بالتعاون مع جمعية الشباب الفلسطيني
- لاجىء وحلقة التنمية والحوار في دير المخلص في جون ( الشوف ) وتشارك فيه وفود شبابية من مختلف المناطق والطوائف
اللبنانية ومن داخل الأراضي الفلسطينية ومن المخيمات الفلسطينية في لبنان ، حيث قررت
ادارة المخيم الغاء كافة الفقرات والأنشطة الفنية فيه استنكارا لمتفجرة الرويس وتضامنا
مع اهالي الشهداء والجرحى.
حضر افتتاح المخيم : ممثل الرئيس فؤاد السنيورة
طارق بعاصيري، ممثل المطران ايلي حداد الأب سليمان وهبي، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس
محمد السعودي عضو المجلس البلدي عرب كلش، امين سر حركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات،
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، مسؤول حزب الشعب الفلسطيني
غسان ايوب، امين سر حركة فتح في منطقة صيدا ماهر شبايطة، المستشار الثقافي في السفارة الفلسطينية في بيروت
ماهر مشيعل، ممثل حركة الجهاد الاسلامي عمار حوران، العقيد محمد الداية ( المرافق الشخصي
السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات )، السفير
عبد المولى الصلح، وممثل اللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية ابو وائل كليب،
ورجلا الأعمال عماد الأسدي وشقيقه محمود ورئيس جمعية Walk With US الناشط المدني مايكل حداد، ووفود شبابية من
"جامعة القدس، رام الله، غزة، نابلس وجنين" في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن الأردن، بالاضافة الى وفد من المشاركين من النازحين
السوريين في صيدا ومن المؤسسات والجمعيات المشاركة " جمعية المبرات، وثانوية الشهيد
محمد سعد التابعة لمؤسسات امل التربوية، حلقة التنمية والحوار، جمعية المؤاساة، كشافة
لبنان المستقبل، قطاع الشباب في تيار المستقبل - منسقية صيدا، مدرسة الحاج بهاء الدين
الحريري، اللجنة الشبابية اللبنانية الفلسطينية.بالاشافة الى طلاب صيدا والجوار الذين
احرزوا المراتب الأولى على صعيد لبنان في الشهادات الرسمية.
وكان في استقبالهم ممثلو الجهات المنظمة: الأب
عبدو رعد ( دير المخلص )، اميل اسكندر ( حلقة التنمية والحوار )، عمر النداف ( جمعية
الشباب الفلسطيني - لاجىء ) ومدير المخيم نبيل بواب (مؤسسة الحريري ).
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني كانت
كلمة ترحيب من مدير المخيم نبيل بواب الذي اعلن انطلاق فعالياته للسنة السابعة على
التوالي، وقال: نرحب بكم، فرغم كل التحديات اصرت السيدة بهية الحريري على اقامة فعاليات
المخيم، نرحب بالوفود القادمة من داخل فلسطين الحبيبة.
ثم تحدث مدير دير المخلص الأب عبدو رعد فقال
: الكلام كالدواء، القليل منه يفيد والكثير منه يضر، لذا بكلام قليل يسعدني ان ارحب
بكم،ولا سيما بصاحبي الرعاية اللذين عملا ويعملان دوما على انجاح هذا التلاقي الانساني
الذي يعبق به هذا المكان التاريخي المقدس الذي حمل في تاريخه التلاقي والانسانية وحمل
التواصل الذي نرفعه اليوم شعارا لهذا المخيم. كما وحمل ايضا الآلام والنكبات والحريق
والموت والدمار، ولكن كل مرة كان يعود ويزهر كالوردة ويشرق كالشمس، يعود عندما يلتقي
الناس. اثمر هذا التلاقي هذا المكان، وكل مرة يكون هناك انفصال وبعد بين الناس يكون
هناك خراب ودمار وموت، وكل مرة يكون هناك تلاقي وتواصل وحب وتعاون وتضامن يكون هناك
حياة وانتعاش ومؤسسات وحرية وانسان، يكون هناك انسان. يسعدني جدا ان استقبلكم باسم
الرهبانية الباسيلية المخلصية ومدرسة دير المخلص هنا، استقبلكم وارحب بكم هنا على حركات
هذه الريش التي تلون لبنان وتلون الأرز وتلون كل مدننا وقرانا من القلب ومن الفكر وعلى
اصوات الأناشيد الوطنية التي تزرع فينا حب الوطن، ليكون وطنا محبوبا ايضا من الذين
يرون هذا الوطن، وارحب بكم على نغمات التصفيق الذي صفقتم انتم به عربون ما تحملون في
قلوبكم.انتمنى لهذا المخيم كل النجاح.ونامل ان كون مخيما مليئا بالفكر والانسانية والتواصل،
وان شاء الله بهذا الحضور في المخيم سيثمر بنعمة الله. وتحية اخيرة الى السيدة بهية
الحريري التي دائما رغم الصعوبات ما زالت تشق هذا الطريق الانساني، طريق الاعتدال والحب
بين الناس لأنه لا اوطان ولا انسان ولا شيء من دون هذه القيم التي نحملها معك سيدة
بهية كل يوم ليلا نهارا، ونأمل ان تصبح اوطاننا فعلا اوطانا تليق بالانسان وبكرامة
الانسان.
والقى رئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر
كلمة تطرق فيها الى ما يجري في عالمنا العربي واهمية هذا المخيم بالنسبة للبنان فقال:
اليوم ومع بروز حراك عربي جديد يتطلع الى التغيير على قاعدة احترام ارادة الشعوب، تبدو
ملامح هذا الحراك ضبابية ومسكونة بألف هاجس وخوف على المستقبل خشية أن تتحول هذه الظاهرة
كسابقاتها حطبا في مواقد المستفيدين والمنتفعين في الداخل والخارج. الا ان ما يوحي
ببعض الأمل وان ضاق بنا الأمل طويلا، ان حركة شبابية خرجت من قمقم الأسر لترسم معالم
هذا التحرك بالرغم من كل الشوائب والفطريات التي طغت على جوانب هذه الظاهرة. وما نراه
في مصر وتونس وغيرهما من الدول قد يكون احد هذه المؤشرات التي قد تفلح في خلق واقع
جديد لا تبدو علامات نجاحه واضحة المعالم حتى اليوم. ونحن في لبنان وبفضل عوامل متعددة
تتوفر في بنية هذا الوطن، أدركنا أهمية الدور الذي يمكن ان يضطلع به الشباب، فكان هذا
اللقاء اللبناني الفلسطيني واحدا من بين عشرات المبادرات التي قامت بها مؤسسات المجتمع
المدني بهدف بناء قاعدة شبابية واعية تؤمن بالتعددية والحوار وتسعى الى بناء دولة مدنية
على اساس المواطنة واحترام حقوق الانسان.
واضاف: ومنذ سبع سنوات وهذا اللقاء يتجدد في
كل سنة وميزة نجاحه انه لم يكن طفرة ولا شعارا ولا منصة لأية اغراض سياسية او مصلحة
آنية، انه لقاء الشباب من اجل لبنان ومن اجل فلسطين، وكل قطر عربي. انه مشروع القيم
الانسانية والمفاهيم الجديدة التي تؤسس للسلم لا للحرب، للعيش الواحد لا للفرقة والانعزال.
انه مشروع بناء الدولة لا على اساس طائفي او مذهبي او حزبي كما هي الحال في الكثير
من مجتمعاتنا العربية المصابة بمرض الصنمية والتعصب والعنف وعدم قبول الآخر.ونحن اليوم
نجدد ايماننا والتزامنا بدور هؤلاء الشباب وما يختزنون من طاقات وقدرات، مما يحتم علينا
الثبات في مواصلة هذا العمل بالتعاون مع مؤسسة الحريري التي بادرت الى اطلاق هذه الفكرة
منذ العام 2007 ومع جمعية لاجىء الفلسطينية في اطار بناء قدرات الشباب الفكرية والوطنية
وتحصين العيش الواحد والسلم الأهلي لكي نفرغ من حروبنا العبثية ونزاعاتنا الداخلية،
ونتفرغ لقضايانا الوطنية وفي طليعتها قضية فلسطين التي ليست حصرا قضية الفلسطينيين
بل هي قضية كل عربي وكل انسان نبيل في هذا العالم يتطلع الى احترام حقوق الانسان الوطنية
والانسانية.
وتحدث مدير جمعية " لاجىء" عمر النداف
فقال: نلتقي اليوم في هذا الصرح الديني والتربوي العظيم، شبابا وشابات لبنانيين وفلسطينيين
لنفتتح المخيم الصيفي الشبابي المشترك اللبناني الفلسطيني السابع (تواصل)، هذا المخيم
الذي نسعى من خلاله لتعزيز العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني عبر الفئة
التي يعول عليها رسم مستقبل ناصع تسوده الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة
والتقدم الاقتصادي، وهي فئة الشباب وذلك عبر اساليب راقية حضارية خالية من شوائب الماضي
المشوه خصوصا لجهة العلاقة بين الفلسطينيين واللبنانيين ولنؤكد على عمق العلاقة ووحدة
المصير بين الشعبين بكسر الجليد وافشال كافة المحاولات التي استهدفت هذه العلاقة الأخوية
المترابطة المتينة بينهما. لقد اكتسبنا على مدار السنوات الست الماضية التي نظمنا فيها
هذه الفعالية الشبابية تجارب مهمة ساهمت بتطوير اساليب عملنا وافكارنا في وقت كان العمل
يحتاج الى شجاعة وجرأة بسبب الظروف السياسية والتعقيدات التي مر بها لبنان والمخيمات
الفلسطينية خصوصا سلسلة الأحداث بدءا من احداث مخيم نهر البارد مرورا بصيدا ووصولا
الى الأحداث الأمنية التي تنقلت في العديد من المناطق اللبنانية، وحاول البعض ظلما
وعدوانا الصاقها بالفلسطينيين وما كان لها من انعكاسات سلبية على اسلوب التعايش المشترك
اللبناني الفلسطيني. واستطعنا بالهمة والارادة والعزيمة والاصرار خصوصا لدى فئة الشباب
ان نتجاوز كل الحواجز الصعبة ونتجه نحو تطوير العلاقة وتحسينها بهدف الوصول الى افضل
صيغ للتعايش المشترك. مبنية على الحقوق والواجبات بما يضمن للفلسطينيين حياة كريمة
تحت سيادة واحترام القانون اللبناني وحفظ امن واستقرار لبنان.
واضاف: اننا في الوقت الذي نتطلع فيه الى دعم
كافة الكتل النيابية والمؤسسات الأهلية وقوى لبنانية وفلسطينية للضغط على البرلمان
اللبناني لتشريع الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان نؤكد بان احد اهداف
هذا النشاط الشبابي هو الوصول الى تحقيق هذه المطالب الانسانية من خلال استخدام العقل
والمنطق والحوار المشترك لممارسة الضغط بفئة الشباب الذين يثبتون بكل المراحل انهم
الأقدر على تأسيس القواعد المتينة الصلبة المرتكزة للقوانين والمفاهيم الحضارية في
صناعة المستقبل. ان الشعب الفلسطيني متمسك بهويته الوطنية وانتمائه لكل حبة تراب من
ارض فلسطين ولن يقبل الفلسطيني بغير القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة مهما كانت
المغريات، فليس للهواجس والمخاوف التي يستند عليها من يعارض الحقوق المدنية والانسانية
للفلسطينيين اي مبرر، كما ان اعطاء الفلسطينيين في لبنان حق العمل والتملك لا يتعارض
مع توافق اللبنانيين على رفض التوطين خصوصا وان الشعب الفلسطيني على اختلاف فئاته واطيافه
السياسية الوطنية والاسلامية مجمع على رفض التوطين والتهجير ومتمسك بحق العودة وفق
القرار الدولي 194. وفي الختام لا يسعني الا ان اوجه التحية الى معالي النائب السيدة
بهية الحريري على عملها الدؤوب والمستمر من اجل قضايا شعبنا الفلسطيني وفي مقدمها الحقوق
المدنية والاجتماعية والانسانية وحرصها الدائم على تطوير العلاقة اللبنانية الفلسطينية
وجهودها وتقديماتها التي تساهم في التحفيف من معاناة اهلنا في المخيمات.. وتحية الى
كل من ساهم ودعم وشاركنا هذا العمل الشبابي الحضاري. يدا بيد لتحقيق مستقبل خال من
الاحتلال والظلم والاستغلال والاستبداد، مستقبل تسوده الديمقراطية والحرية والعدالة
الاجتماعية والمساواة.
وعرض الناشط مايك حداد تجربته الشخصية في مجال
الاعاقة من خلال فيلم وثائقي عن ذوي الاحتياجات الخاصة وقال: جئت اليوم معكم وخاصة
مع الأشخاص في هذا المخيم العربي الفريد من نوعه، اريد ان اعبر من خلال هذا الوثائقي
عن قوة الانسان وعزيمته وعزيمة الانسان اللبناني والعربي وماذ يمكن ان يقوم به. واحد
من 250 الف شخص في لبنان يعانون اعاقة جسدية. واليوم وبعد 26 سنة مثابرة اعيش الحلم
بان اكون لبنانيا فعالا في المجتمع. حلم يشاركني به 7% من الشعب اللبناني.. وهذا اليوم
هو الخطوة الأولى لتشجيع المجتمع لإعادة دمج الأشخاص ذوي الحتياجات الخاصة في الحياة
التنموية الطبيعية، ونحن في هذه المرحلة من تاريخ الوطن علينا مسؤولية ان نعيد بناء
لبنان الذي نحلم به ونريد ان يولد اولادنا فيه.
والقى السفير اشرف دبور كلمة قال فيها: بداية
نهنىء اخوتنا في الطوائف المسيحية بهذا اليوم المبارك عيد انتقال السيدة العذراء مريم،
ونهنىء شعبنا بخروج الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الى الحرية.
هذا الانجاز بأهميته ومعانيه يشكل الخطوة الأولى نحو الافراج عن جميع الأسرى جنرالات
الصبر، لأن السلام الحقيقي لا يمكن ان يتحقق بوجود آلاف الأسرى قابعين في زنازين الاحتلال
الاسرائيلي. من هنا من هذا المكان، مكان اللقاء في لحظة تتباعد فيها المسافات في وطننا
العربي، نؤكد لكم أننا كفلسطينيين صفا واحدا وباجماع على كافة المستويات القيادية والشعبية
والأهلية والشبابية، ونجدد العهد بأننا سنبقى الداعمين للسلم الأهلي في لبنان ولن نتدخل
بشؤونه الداخلية ولن نسمح بالمساس بالعلاقات الأخوية التي تجمعنا وسنكون دائما دعاة
المحبة مع تأكيدنا على حق عودتنا الى وطننا ورفض التوطين والتهجير وحق شعبنا بالعيش
الكريم. مدينة القدس عاصمتنا بمسجدها وكنائسها تتعرض لهجمة شرسة بهدف تهويدها وتأبيد
احتلالها عبر السياسات والممارسات الاسرائيلية التعسفية التي تسعى الى تفريغها من سكانها
والتضييق عليهم بكافة نواحي الحياة الى ان وصلت بعدم السماح للمصلين مسلمين ومسيحيين
بتأدية الشعائر الدينية ومخططات تزوير الحقائق والعمل على تغيير السمات الحقيقية للأماكن
والأزقة والشوارع والسعي لإيجاد البيئة الحاضنة للتأثير في الرأي العام الدولي لإقناعه
بأن الأماكن الدينية تقوم على انقاض آثار يهودية وهيكل مزعوم. وتعزيزا للمشروع الصهيوني
بيهودية الدولة شرعت سلطات الاحتلال باقرار وتنفيذ مشروع " برافرز " القاضي
بالاستيلاء على اكثر من 800 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب وتدمير اكثر من
36 قرية فلسطينية وتهجير وطرد اكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني، لضرب المكانة الوجودية
للشعب الفلسطيني وما حالة الصمت ازاء ما تقوم به اسرائيل الا تشجيعا لها على الاستمرار
بمخططاتها.
التحية للثابت على الثوابت الرئيس محمود عباس
حامل امانة شعبنا ورمز ثورتنا الشهيد ابو عمار، التحية لروح الشهيد رفيق الحريري والتحية
والشكر الى السيدة بهية الحريري على الرعاية الدائمة، عاشت الأخوة اللبنانية الفلسطينية،
والمجد كل المجد لشهداء لبنان وفلسطين والحرية للأسرى البواسل في سجون الاحتلال.
ثم تحدثت راعية المخيم النائب الحريري فاستهلت
كلمتها بالتوقف عند متفجرة الضاحية فقالت:في هذا الوطن المتألم دائما لا يسعني الا
ان اتقدم بكل اسف للتفجيرات التي تطال البلد وخاصة التفجير الأخير الذي حصل في الضاحية
الجنوبية..نتمنى لهذا البلد الأمن والسلام لأنه كفاه معاناة، ولن يتغير لبنان بحضنه
للقضايا العربية وفي طليعتها قضية فلسطين، ولن يتنازل لبنان عن عشقه للحرية، ولن يتنازل
لبنان عن تعلقه بدولته التي نتمنى ان تشبه طموحات الشباب ولن يتنازل لبنان عن هذا التنوع
الضارب في الأعماق وفي الجذور.
واضافت: أردنا أن نكون معكم في هذه المسيرة المميّزة
للشّباب اللبناني الفلسطيني.. وفي رحاب دير المخلص.. لنؤكّد على المبادىء والقيم التي
أسّست لهذا اللقاء اللبناني الفلسطيني ليكون نموذجاً للأخوّة اللبنانية الفلسطينية.. ولقد إستطاعت هذه المبادرة أن تكون إطاراً للحوار
المدني بين الشّباب الفلسطيني والشّباب اللبناني.. ونريد لهذا المخيم أن يبلور التّحديات
الحقيقية التي نواجهها واقتراح الحلول لمواجهتها، لأنّه وبعد سبع سنوات يجب ألاّ يكون
المخيم هو المناسبة الوحيدة للّقاء.. بل يجب أن يتحوّل إلى موضوعات تنموية على مدى
العام ليشارك الشّباب في تحمّل مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم.. وأعتقد بأنّ مستوى الهموم
والمخاطر التي تحيط بنا تجعلنا ننظر إلى هذا المخيم بالكثير من التّفاؤل والأمل للمستقبل
الذي نتمنّاه لوطننا لبنان.. ولأشقائنا الفلسطينيين.. الذين تحمّلوا ولعقود طويلة..
وجيلاً بعد جيل.. مرارة الإبتعاد القسري عن أرضهم ووطنهم.. وإنّنا نتطلّع بأملٍ كبير
إلى اليوم الذي يحقّقون فيه حلمهم بالعودة إلى أرضهم.. وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس
الشّريف.. إلاّ أنّ ذلك الأمل لا يعفينا من العمل الدائم على تعميق الأخوّة فيما بيننا..
والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية بكلّ أوجهها.. وإنّني أتوجّه بالشّكر
والتّقدير لدير المخلّص ممثّلاً بالأب عبدو رعد.. وللأخوة المنظّمين على صبرهم وثباتهم..
من أجل إستمرار هذا المخيم وتطويره بشكل دائم.. نتمنى لهذا المخيم النّجاح وتحقيق الأهداف
المرجوة منه.. على أمل أن يأخذ شكلاً تخصّصياً في كلّ عام.. وليكن عاما للتربية.. وعاما
للصحة.. وعاما للبيئة.. وإلى ما هنالك من عناوين وقضايا يجب أن نعمل عليها ونتعمّق
في صهرها.. ونفتح المجال لأهل الخبرة والإختصاص ليشاركوا في هذا المخيم.. وأتمنى للشباب
الفلسطيني أن يحقّق أحلامه التي توارثها ولا يزال متمسّكاً بها في وقت قريب بإذن الله..
كما أتمنى للشّباب اللبناني أن ينعموا في وطنهم الحبيب لبنان بالأمن والإستقرار.. عاشت
الأخوّة اللبنانية الفلسطينية..عاشت دولة فلسطين.. عاش لبنان..
وعلى هامش حفل الافتتاح قامت الفنانتان التشكيليتان
اللبنانية مريم ضحى والفلسطينية السورية لينا السلمان برسم لوحتين تجسدان القدس وارزة
لبنان تزدان اغصانها بمناطقه كافة.
هذا وتتضمن فاعليات المخيم التي تمتد حتى الحادي
والعشرين من الجاري ورش عمل تفاعلية ولقاءات حوارية وندوات فكرية وانشطة ثقافية وتراثية
وجولات سياحية وزيارات لفاعليات اهلية وروحية.