القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«الأمن الوقائي» يُسابق «الشبكات» .. وعين الحلوة

«الأمن الوقائي» يُسابق «الشبكات» .. وعين الحلوة


الأربعاء، 21 آب، 2013

بقي الهاجس الامني طاغيا على ما عداه، وسط سباق محموم بين الاجهزة الامنية ومخاطر السيارات المفخخة المفترضة، في وقت بدا ان الاجهزة انتقلت من الدفاع الى الهجوم، الامر الذي قد يربك حركة الشبكات الارهابية، لا سيما ان معظم أفرادها باتوا معروفين بالاسم والصورة، وهم يخضعون للرصد والملاحقة.

أما بالنسبة الى الخاصرة السياسية الرخوة، فلم يطرأ خلال الساعات الماضية ما يمكن ان يفضي الى تمتينها، مع بقاء مشروع التأليف الحكومي عالقا عند خطوط التماس الداخلية، في حين اقتصر اللقاء بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام على التشاور.

وفي جديد المعلومات المتعلقة بشبكة سيارة الناعمة، ان المتهمين الاساسيين اللذين وُزعت صورهما، محمد قاسم أ. وسعيد محمد ب.، يتواجدان في منطقة جرى تحديدها، وتخضع حاليا للمراقبة، بينما نفى مصدر أمني مطلع ان يكون قد تم إلقاء القبض على المطلوب محمد قاسم أ.

وتفيد المعلومات بأن المطلوب الآخر سعيد محمد ب. قد رُصد عبر إحدى كاميرات المراقبة وهو يسحب من السيارة المحمّلة بالمتفجرات غرضا، غير واضح المعالم، قبل مصادرة السيارة ومداهمة مكان وجودها.

وعلم ان فرع المعلومات ألقى القبض على شخص يدعى عيسى أ. بعدما تبين ان له صلة بمحمد قاسم أ.، في حين يستعد الفرع لتسليم الموقوف لديه فؤاد غ. الى الامن العام، باعتباره الممسك بملف شبكة الناعمة.

وقد أوقف الامن العام أمس شبكة تزوير لرخص زجاج داكن (فيميه)، باسم وزارة الداخلية، تضم ثلاثة أشخاص. وقال مصدر في الجهاز لـ«السفير» ان خطورة هذه الشبكة تكمن في ان بعض السيارات المستفيدة من التزوير قد تُستخدم للتفخيخ.

الى ذلك، ترأس قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس اجتماعا موسعا لاركان القيادة وقادة الاجهزة والوحدات الكبرى، قدم خلاله عرضا للوضع الامني بكل مفاصله وما اعتراه مؤخرا من أحداث، وصولا الى انفجار الرويس وما تلاه من نشاط للأجهزة.

وعلم ان قهوجي شدد على أولوية الاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدا بذل كل الجهد المطلوب للإمساك بالامن وحماية المواطنين. وشدد على ضرورة اليقظة للحد من الاختراقات الامنية، مشيرا الى ان الوحدات العسكرية مدعوة الى اتخاذ اقصى التدابير في أماكن انتشارها للحفاظ على الاستقرار.

ومن المقرر ان يلتقي قهوجي اليوم الضباط المتقاعدين، خلال احتفال يقام لهم في اليرزة، حيث سيلقي قائد الجيش كلمة وُصفت بالمهمة، ويمكن ان تشكل خريطة طريق لكيفية تعاطي الجيش مع تحديات المرحلة الراهنة، على قاعدة «الأمن أولا».

ملف المخطوفين

وبينما كانت الانظار مصوبة نحو شبكات التفجير والارهاب، ادعى القضاء فجأة على 13 شخصا من ذوي المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، بجرم تأليف عصابة مسلحة وخطف الطيارين التركيين، وأصدر مذكرات توقيف بحقهم.

وفي سياق متصل، علمت « السفير» بأن وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو كان قد ابلغ مسؤولا لبنانيا بارزا ان الطيارين التركيين خُطفا في منطقة تخضع لنفوذ «حزب الله» وسيطرته، فأكد له المسؤول ان لا علاقة للحزب بهذا الامر كليا.

لكن اللافت للانتباه ان أوغلو توجه الى محدثه اللبناني بالقول: بعد الذي حصل في بيروت من خطف، من يضمن ألا يلجأ أهل الطيارين المحتجزين الى اختطاف لبنانيين في تركيا بهدف ممارسة الضغط للإفراج عن ابنيهما؟!

عين الحلوة

أمنيا ايضا، استدعت مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب أمس ثلاثة رجال دين من المقربين جداً من الشيخ المتواري أحمد الأسير للتحقيق معهم، وهم عثمان حنينة وعلاء الصالح وعاصم محرم العارفي.

وأبلغت مصادر أمنية «السفير» بأنّ الثلاثة هم من أبرز مساعدي الأسير، وقد أخضعوا للتحقيق في ثكنة محمد زغيب في صيدا على خلفية إثارة النعرات المذهبية، والتدقيق في ما إذا كانوا قد شاركوا في الاشتباكات الأخيرة والاعتداء على الجيش اللبناني، علما بأن رجال الدين الثلاثة تعاقبوا على القاء خطب نارية في مسجد بلال بن رباح خلال الاعتصامات بعد تواري الأسير عن الأنظار.

ولاحقا، جرى الإفراج عن حنينة والصالح، بينما بقي العارفي موقوفا.

وعلمت «السفير» بأن مخابرات الجيش في الجنوب ابلغت المشايخ الثلاثة ان عودة ظاهرة أحمد الأسير ممنوعة، طالبة الابتعاد عن اللغة التحريضية والمذهبية.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر امنية لـ«السفير» ان الاسير موجود في مسجد عبد الله بن الزبير في مخيم عين الحلوة، وانه موضع رعاية من قيادي في تنظيم اسلامي فلسطيني هو هيثم الشُّعبي.

وأشارت المصادر الى ان الجيش عزز إجراءاته على مدخل المخيم، وقرر إخضاع كل سيارات الـ«بيك آب» التي تدخله للتفتيش الدقيق في «بورة» ملاصقة لأحد حواجز الجيش، بغية التأكد من عدم تهريبها أي متفجرات او صواريخ، وقد خُصص لها ممر واحد من أجل ضبط حركة دخولها وخروجها.

وفي المعلومات ان النائبة بهية الحريري تبلغت أمس من مراجع أمنية ضرورة التنبه الى ما يجري في مخيم عين الحلوة، وخصوصا في حي التعمير، وقيل لها ان هناك تنظيما فلسطينيا اسلاميا بارزا بات يتسبب بثغرة أمنية، يجب السعي الى إقفالها.

وعُلم ان لقاء كان مقررا بين مخابرات الجيش في الجنوب ووفد من حركة «حماس» برئاسة علي بركة قد ألغي، بسبب عدم تسليم الحركة أحد المطلوبين في مخيم الرشيدية.

مراوحة حكومية

سياسيا، لم يحمل الاجتماع الذي عقد أمس بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام في بعبدا، أي جديد على خط تأليف الحكومة، ومن المرجح ان تستمر المراوحة فترة إضافية مع سفر رئيس الجمهورية اليوم الى الخارج، في إجازة خاصة تستمر حتى الأحد المقبل.

وردا على سؤال عما إذا كان خيار الحكومة السياسية أصبح محسوما لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بعد انفجار الرويس، قال سلام لـ«السفير»: المشاورات مستمرة، وكل شيء لا يزال قيد التداول، ولم يُحسم الخيار النهائي بعد.

وأعرب عن عدم ارتياحه للوضع السائد في ظل التعقيدات السياسية والمخاطر الامنية، مشيرا الى انه كان يُفترض بعد جريمة الرويس ان يحصل تبدل في سلوك القوى السياسية تحسسا بالمسؤولية الوطنية وخطورة المرحلة الحالية، وصولا الى تسهيل تشكيل الحكومة، لكن ذلك لم يحصل للاسف، وبقي كل طرف متمترسا خلف شروطه.

المصدر: السفير