القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الأوضاع الاقتصادية الصعبة و«كورونا».. تحرم المخيمات الفلسطينية في لبنان بهجة «عيد الأضحى»


شبكة «لاجئ نت» || الأحد، 02 آب، 2020

استقبلت المخيمات الفلسطينية في لبنان عيد الأضحى بوجهٍ مختلف عما هو عليه في كل عام، حيث غابت ملامح عيد الأضحى بكل مظاهره لتحل محله ملامح البؤس والقهر والمعاناة حيث لا يجوجد شيء يوحي بمرور العيد فالجوع والبطالة وغلاء الأسعار ، وجائحة فيروس كورونا وغيرها، عوامل سرقت الفرح من شفاه الكبار والصغار على حدّ سواء، ووسط هواجس مشاريع التوطين وبين آمال العودة غير البادية في الأفق، مما لأثر بشكل كبير على مشتريات الناس وتجهيز احتياجات العيد، حيث يعاني اللاجئون الفلسطينيون واقعاً معيشياً واجتماعياً صعباً مع استمرار حرمانهم من الحقوق الإنسانية والاجتماعية والمدنية والسياسية في لبنان، فضلاً عن الواقع الصحي والتعليمي المتردّي، وتقليص «الأونروا» لخدماتها.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن الفلسطيني يجد دائماً فسحة من الأمل والفرح من خلال ممارسة الطقوس والشعائر الدينية والاجتماعية وزيارة أضرحة الشهداء والموتى.. وتفاوتت آراء اللاجئين الفلسطينيين في أحاديثهم لـ«شبكة لاجئ نت»، حول أجواء العيد لهذا العام وسط انتشار جائحة كورونا وغلاء الأسعار.

الشاب الفلسطيني محمود م. في العقد الثالث، أشار إلى أن عيد الأضحى يأتي هذا العام في ظل أزمة اقتصادية كبيرة وارتفاع أسعار كافة السلع حيث لم يستطع الناس شراءها، علماً بأنه من المعروف أن من المظاهر الاحتفالية بعيد الأضحى، شراء الثياب والحلوى والأضاحي، ولكن في هذا العيد تقلصت هذه المظاهر بشكل كبير، وهناك بعض العائلات لم تتمكن من شراء اللحوم الذي فاق سعرها الـ 45 ألف ليرة او شراء الثياب الجديدة لأطفالهم، والعديد من العائلات التي كانت تذبح الأضاحي كل عام لم تستطع شراء الاضاحي لارتفاع سعرها حيث بلغ ثمن الأضحية الواحدة للغنم أكثر من مليون ونصف ليرة لبنانية ونحو 6 ملايين ليرة للبقر، وهذه اسعار تعتبر خيالية بالنسبة للاجئ الفلسطيني الذي يعيش ظروف اقتصادية صعبة.

ولفت محمود أن الحال هذا العام هو الأسوء من كل السنوات التي مرت و«كورونا» حرمتنا ممارسة العديد من طقوس العيد كالزيارات بين الجيران والأقارب.

وبدورها أم أحمد من مخيم البرج الشمالي تقول: يختلف هذا العيد عن الأعياد التي سبقته نتيجة غلاء الأسعار، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني، ويزداد الوضع سوءًا كل عام، بسبب البطالة المتزايدة عند أبناء المخيم الفلسطيني، لذلك يأتي العيد هذا العام وفرحة أطفالنا منقوصة، فلا قدرة مادية عند الأهل تسعفهم لشراء ملابس العيد التي ينتظرها الأبناء من العام إلى العام، ولا عيدية يأخذونها من الأهل والأقارب، لأن الوضع الاقتصادي سيئ للغاية. وأضافت: تراجعَ حجم المساعدات الاجتماعية التي كانت المؤسسات تقدمها للكثير من العائلات، فكل ذلك يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على أهالي المخيم، وبشكل عام هذا العيد هو عيد حزن واكتئاب، وليس هناك معالم بهجة للعيد، سوى الأراجيح التي يتم نصبها في أزقة المخيم وشوارعه لعلّها تُدخل بعض الفرح في قلوب الأطفال.

وأضافت أم أحمد أنّ كعك العيد غاب كذلك عن بيوت كثيرة، وحُرمت شوارع المخيّم وأزقته من رائحته لأنه صار مكلفاً جداً بعد ارتفاع أسعار السمن والزبدة والطحين وحتى التمر.

أما الطفل أحمد ابن العشر سنوات الذي يخطط لقضاء العيد كله والذهاب إلى المراجيح والملاهي مع أصدقائه وشراء الألعاب يقول كل مخططاتي أنا وأصحابي للخروج أيام العيد بائت بالفشل نتيجة كورونا وبسبب الاقفال لمحال الالعاب والمطاعم.

هكذا غابت مظاهر الإحتفال بعيد الفطر عن المخيمات الفلسطينية وألقى الجوع والبطالة وغلاء الأسعار وجائحة «كورونا» ظلالها على مظاهر واقتصر تبادل للتهنئة بالعيد على الرسائل النصية عبر وسائل التواصل الإجتماعي.