القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«الأونروا» تجري تحقيقًا داخليا لتعقب معاملات مالية وإدارية مشكوك فيها


الثلاثاء، 16 حزيران، 2020

ستّة أيام مرّت على تعليق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عملية توزيع مساعداتها الإغاثية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث اكتفت بالقول: إن "إيقاف عملية التوزيع قد حصل من أجل القيام بعملية تدقيق".

وفي 18 أيار/مايو الماضي، بدأت الـ "الأونروا" توزيع مساعدات مالية طارئة، على اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في لبنان وللاجئين الفلسطينيين من سورية المقيمين في لبنان بالإضافة لحالات الشؤون من الفلسطينيين، حتى الـ 9 من حزيران/يونيو المقبل.

"الأونروا" ترفض التعليق

وكالة "الأونروا" رفضت التعليق لـ "قدس برس" حول ماهية كلمة "التدقيقات" التي كانت قد أشارت إليها في بيانها أو التعريف بالإجراءات التي سيتم اتخاذها فيما يخص عملية التوزيع.

واكتفت المتحدثة الإعلامية باسم الوكالة في لبنان، هدى السمرا، بالقول، إن "الوكالة تكتفي بالبيان الذي كانت قد أصدرته سابقًا، وأن أي توضيح، سيتم إعلانه وتوزيعه على وسائل الإعلام في الوقت المناسب".

تحقيقات داخلية

بدوره كشف علي هويدي، مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" (حقوقية غير حكومية)، عن أسباب تعليق وكالة "الأونروا" لعملية توزيع مساعداتها الإغاثية.

وقال: "إن ما استطعنا الحصول عليه من معلومات؛ عن أن تحقيقًا داخليًا تجريه وكالة الـ أونروا حول وجود فساد مالي وإداري شاب عملية التوزيع".

وأضاف: إن "استمرار تعليق المساعدات المالية تحت حجة، مزيد من التدقيق، وفق ما أعلنته وكالة الأونروا، فتح الأبواب لمزيد من الاتهامات وطرح التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي دفعت مدير عام الوكالة بتعليق العملية".

وتابع: "كذلك أظهرت أرقام وكالة أونروا إلى أن من تلقى المساعدات الإغاثية، قد بلغ تعدادهم 300 ألف لاجئ فلسطيني"، الأمر الذي يخالف الأرقام التي أعلنتها إدارة الإحصاء المركزي اللبناني، عام 2017، وقدرت وقتها تعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 174,422 فردًا".

وطالب هويدي، وكالة الـ "الأونروا" بإعادة النظر مع لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني، بالعدد الحقيقي والفعلي لأعداد اللاجئين الفلسطينيين، خاصة أن أعدادًا كبيرة منهم كانت قد وصلت إلى لبنان على إثر جائحة "كورونا" وصرف عدد كبير منهم من أعمالهم في دول انتشارهم.

عقد مؤتمر صحفي يمنع استغلال الحدث

ودعا هويدي وكالة "أونروا"، إلى "عقد مؤتمر صحفي توضح أسباب التعليق، وتتحدث فيه عن العملية بشكل كامل وما تخللها من مشاكل، وبذلك تكون قد وضعت للرأي العام الفلسطيني وقياداته ومؤسساته بالصورة العامة وأجابت عن جميع تساؤلاتهم".

وأردف هويدي، "لا نريد بالفعل أن يتم استغلال هذا الحدث، والاتهامات الحاصلة للوكالة بالسرقة والفساد، من قبل أعداء أونروا خاصة من قبل الإدارة الأميركية أو الكيان الإسرائيلي، فيشكلون حلقة ضغط على المجتمع الدولي والمانحين من أجل عدم سداد عجز الوكالة أو وقف الدعم عنها".

الإساءة للفلسطينيين تتمّ بشكل مبرمج

فيما اتهم مسؤول الملف الصحي في اللجان الشعبية، وليد عيسى، "إدارة الـ أونروا بسوء إدارة عملية التوزيع، والروتين القاتل والتأخر بالإجراءات التي تسهل عملية حصول المستفدين على أموالهم، الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع لااقتصادية للاجئين بشكل أكبر".

وتابع: "من قام بكل هذه الأمور، قام بها بشكل مبرمج، بهدف الإساء لشعبنا الفلسطيني ولمصداقية الوكالة أمام الناس واللاجئين".

وأوضح عيسى، "كان من أحد جوانب المساعدة المالية الأخيرة ولو كانت ضئيلة، لسدّ حاجة من حاجات اللاجئين الفلسطينيين، واليوم يقوم كثر بمراجعتنا لمعرفة متى ستعاود الوكالة توزيع المساعدات، ما يدلّ على أن كثرًا لم يحصلوا على أموالهم بعد".

آلاف لم يحصلوا على أموالهم بعد

وتشير معلومات الهيئات الحقوقية، إلى أنه ما يقرب من 18 ألف عائلة فلسطينية لم تستلم المساعدة المالية الإغاثية المخصصة لها، والتي كانت وكالة الـ "الأونروا" قد بدأت بتوزيعها في أيار/مايو الماضي.

وكانت وكالة الـ "الأونروا" قد أعلنت في الـ 10 من حزيران/يونيو تعليق عملية توزيع المساعدات المالية الإغاثية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، معللة ذلك لأسباب تعود لعملية تدقيق تقوم فيها.

ولم تعط الوكالة أي تفسير لعملية التدقيق التي تقوم بها، بل طالبت المستفيدين "عدم زيارة فروع شركة (بوب فاينانس) إلى حين إعلان المنظمة الدولية عن موعد استئناف عملية التوزيع".

يذكر أن شركة (بوب فاينانس) هي الشركة المالية المسؤولة عن توزيع الأموال الإغاثية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفق اتفاق جرى بين وكالة الـ "الأونروا" والشركة المالية.

ويجري الإشارة إلى أن هذا التعليق يعدّ الثالث من نوعه الذي قام به مدير عام الـ "الأونروا" كلاوديو كوردوني، على إثر فوضى عارمة شابتها عملية التوزيع.

ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا بمحافظات لبنان الخمس، بحسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017.

المصدر: قدس برس