البــارد: عـودة أهــالي حـي جنـيـن

الخميس، 06 أيلول،
2012
احتفل أبناء حي جنين في مخيم نهر البارد بعودتهم إلى منازلهم المدمرة بعد خمس
سنوات من الهجرة القسرية، التي فرضتها الظروف الميدانية والإجراءات العسكرية التي كان
يتخذها الجيش اللبناني في الحي الواقع على أطراف المخيم القديم. وفتح الحي أمام سكانه
أمس، فعادوا وتفقدوا منازلهم المدمرة وبدأوا عملية رفع الأنقاض، والتنظيف، تمهيداً
لإعادة الإعمار والترميم.
وقد لاقت تلك الخطوة استحسانا لدى القيادات والأهالي. وجاءت ترجمة عملية للوعود
التي أطلقها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد التوترات الأمنية التي كان شهدها المخيم.
وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى وحالات اعتراض شعبية، تلقفتها الحكومة بالتعاون مع قيادة
الجيش، عبر سلسلة خطوات كان أبرزها إلغاء نظام التصاريح وتخفيف الحالة العسكرية، وصولاً
إلى تسليم الحي الذي تقطنه 45 عائلة. فبعد أكثر من خمس سنوات من المطالبة بتسليم هذا
الحي، وافقت قيادة الجيش على إخلائه وتسليمه إلى سكانه، تنفيذا للقرارات السياسية التي
اتخذتها الحكومة اللبنانية، وانسجاما مع مساعي ميقاتي لتخفيف المعاناة عن أبناء المخيم،
وسحب كل فتائل التفجير. وحملت تلك الخطوة مؤشرات واضحة حول المراحل التي قطعها التنسيق
بين القيادات الفلسطينية والحكومة اللبنانية، والتي كانت قطعت على نفسها وعوداً عدة
باشرت تنفيذها تباعا من ضمنها عملية المصالحة مع الجيش اللبناني، والتي باتت أمرا واقعا
جسدته اللقاءات والاحتفالات التي تشارك فيها قيادة الجيش أبناء المخيم في مناسبة عدة.
وبحضور رئيس جهاز مخابرات الجيش اللبناني في الشمال العميد عامر الحسن، والرائد
هيثم سلمان، وقيادات الفصائل واللجنة الشعبية، سلمت قيادة الجيش حي جنين (A’) لأصحابه، وسط أجواء طغى عليها الفرح
لدى العائلات العائدة إلى منازلها بعد سنوات من النزوح، والأمل يحدوهم بأن تتوافر الإمكانيات
سريعا لإعادة ترميم المنازل ليتسنى لهم الإقامة فيها بأسرع وقت ممكن. وأشارت الفصائل
إلى أن قيادة الجيش رحبت بهذه الخطوة، واعتبرت أن استلام أهالي الحي بيوتهم هو حق لهم
وفقاً للمستندات القانونية التي تؤكد ملكيتهم لها. وأعربت الفصائل عن ارتياحها لما
تحقق من إنجازات على صعيد ملف البارد، حيث دعا أمين سر «حركة فتح» في الشمال أبو جهاد
فياض إلى العمل من أجل خطوات إضافية تحقق مطالب أبناء المخيم وعموم الشعب الفلسطيني
في لبنان، مشيدا بالتعاون مع الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش للتخفيف من معاناة الفلسطينيين.
وطالب مسؤول «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في الشمال أركان بدر «الحكومة
وعلى رأسها الرئيس ميقاتي ببذل المزيد من الجهود من أجل استكمال إعمار المخيم، والعمل
لعقد مؤتمر دولي للمانحين، وشمل أصحاب المنازل بالهبة الإيطالية لتمكنيهم من ترميم
منازلهم» كما دعا «الأونروا» إلى «تأهيل البنى التحتية لمساعدة الأهالي على العودة
والإقامة في الحي». ومن المفترض أن تستكمل عودة الأهالي مع إنهاء ملف بعض المنازل القائمة
على مجرى نهر البارد، حيث أشارت معلومات إلى وعود من قيادة الجيش بمعالجة المسألة مع
الجهات المعنية في الإدارات الرسمية.
المصدر: السفير