القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"البداوي" على "كف عفريت".. أسماء ومعلومات تُكشف للمرة الأولى

"البداوي" على "كف عفريت".. أسماء ومعلومات تُكشف للمرة الأولى


الثلاثاء، 02 أيار، 2017

من يُتابع الوقائع الميدانية المقرونة بالأحداث المُتتالية في مخيّم البدّاوي في فترة زمنية قصيرة، يتردّد الى ذهنه ان ثمّة من يتعمّد إشعال فتيل النار شمالاً لإبعاد وصرف النظر عن نزيف عين الحلوة جنوبًا، اذ أعطتها اكثر من مرجعية بحسب قراءتهم أهمية بالغة وأبعاد تخفي وراءها ما تخفيه مُعتبرةً ان تسلسلها ليس عبثًا أو صُدفةً.

فثمّة من يقول ان القوى المُشتركة الفلسطينية تُحاول جاهدًا التلطي خلف المشاكل المُتكررة في البداوي مؤخرًا بُغية إخفاء سقوطها في الحسم جنوبًا في عين الحلوة، فتحاول التعويض عن ذلك، شمالاً.

في المُقابل تبرز رواية اخرى، وهي الأكثر شيوعًا وتداولاً في الأوساط الفلسطينية، تتحدث عن "إسلاميو عين الحلوة" الذين بالرغم من نجاحهم مؤقتًا في كبح جماح غطرسة فتح، يستشعرون خطراً وجودياً غير مسبوق، وعليه يريدون الرد في مكان آخر عبر حرف النظر عنهم، مُعتبرةً ان هناك تقاطع مصالح غير مُباشر بين الطرفين ادى الى وضع البداوي في الواجهة حاليًا.

وبنتيجة القراءات المُتضاربة للاحداث التي نختصرها على شكل مُقتضب وقصير..

- إشكال ليلي بين تُجار مخدرات بعد أيام من معركة عين الحلوة وفِرار المطلوب بلال بدر.

- تكسير صيدلية المدعو "شادي حسون". ومُسبب الاشكال: "محمد الشعبي"، آمر لمجموعة قِوامها 15 شخصاً من مروجي وتُجار المخدرات.

-اطلاق نار على الجيش من قبل مجموعة الشعبي، ليردّ الجيش فجرًا بالتنسيق مع اللجنة الامنية الفلسطينية. وحصيلة هذا الرد: 3 اشخاص سلموا انفسهم فيما اوقفت اللجنة آخرين، أما الشعبي وشقيقه لاذا بالفرار.

ثمة تساؤلات كثيرة تطرح نفسها اليوم، فلا بد من الاعتراف بأن هناك تخوف وقلق طرابلسي كبير من مُستقبل المُخيم، فلماذا في هذا التوقيت بالذات وفي غمرة الاشتباك في عين الحلوة يفتح ملف مخيم البداوي ويشعل فتيل النار بذريعة المُخدرات؟ هل هي ضربة إستباقية؟ ولماذا وفجأة فُتِحت النار على عناصر الجيش اللبناني في محيط المخيم من قبل مجموعة "محمد الشعبي" بسبب مشكلة مخدرات داخلية، كما قيل يومذاك، ولا علاقة للجيش فيها؟ ولعل أبرز علامات الاستفهام كان علاقة داعش بالاحداث واحتمال وجود صلة قرابة بين الشعبي "البداوي" والشعبي "عين الحلوة" وامكانية دخول الاسلاميين في معركة مما يستدعي اعادة التموضع والانتشار.

انطلاقًا مما ذُكر اعلاه، وتوضيحًا لحيثيات ما يجري داخل ازقة البداوي، ومنعا للإلتباس في المعلومات، تمكّن "ليبانون ديبايت" من الحصول على الرواية الأكثر عُمقًا والمُتفق عليها أمنياً، نسردها كما جاءت على لسان مصادر مواكبة للمُجريات السياسية - الأمنية الداخلية شمالاً:

القضية داخلية، لا يجب تحميلها اكثر من حجمها، اذ من السخافة ربط احداث عين الحلوة بالبداوي او بدور لداعش، بل هي مُرتبطة بالمجموعات المُخلة بالامن من تجار ومتعاطين للمخدرات "حبوب هلوسة" تحديدًا. باختصار، مُخدرات وحماية من قبل تنظيم "ابو الشوق" - وفقط.

أحمد محمد حمد، أو "علي ابو الشوق"، كما يُلقب ، مطلوب للدولة، وهو مسؤول عن احدى التنظيمات التابعة لفتح، يحمي هؤلاء وغيرهم من الخارجين عن القانون.

هذا، أولاً. أما ثانياً، فالمُخيم، يُعد مصدر اساسي لكبار المروجين في الشمال عمومًا وطرابلس تحديدًا، يقصدهم مروجين ومتعاطين من داخل وخارج المخيم، أما مصدر المخدرات فهي منطقة البقاع، وفي المقابل يكون البداوي مركزاً للتوزيع.

وتكشف المعلومات عن عدد من الاسماء البارزين في ترويج المُخدرات والذين وقعوا في قبضة الأمن، يُذكر منهم: بركات الشناوي وخالد الوني وسامر يوسف واشقاؤه.

ثالثاً، المجموعات من عشائر المُخيم واهمهم "آل الشعبي"، بما معناه ان الفصائل تتجنب الدخول بنزاع مع اي عشيرة كانت، خوفًا من الاصطدام بعائلاتهم. وتقارن المصادر، كدليل على كلامها قتيل "آل شتلة" الذي جعل امن المخيم على "كف عفريت".

وتغمز في معرض حديثها عن دور لبعض قيادات الفصائل الفلسطينية، نظرًا للاستفادة المالية من مافيا الحبوب، هذا عدا عن الخلافات بين الفصائل بعضها ببعض والمحسوبة على فتح و"فصائل منظمة التحرير" والفصائل المناوئة لها "فصائل التحالف" وهي القيادة العامة وفتح الانتفاضة وغيرها.

بالعودة الى المجموعات المُخلة بالامن، يوجد مطلوبان بارزان يسرحان ويمرحان في شوارع المُخيم باسلحتهما، وهما "ابراهيم عبيد" المُلقب بـ"الطبلوج" و"محمد علي الشعبي"، يرفض اي طرف خوض اي مواجهة معهما لوقوف عائلة الشعبي خلفهما.

وقد تواترت معلومات لـ"ليبانون ديبايت" عن شخصين من آل الشعبي، يأمران مجموعتين كانتا قد بايعتا داعش من قلب المُخيم، واللافت ان عناصر من المجموعتين قاتلوا الى جانب بدر في حي الطيرة.

من جهة أخرى، يوجد موقوف يُدعى "شادي حسون"، سبق وورد اسمه في عدة ملفات نتيجة اعترافات موقوفين. قيل انه يوزع ادوية لصالح تنظيم داعش، مُتأهل من ابنة "محمد الوني" مسوؤل كبير بفتح لكنه على خلاف معه – وهو صاحب الصيدلية التي حُطِّمت وأحرقت على يد عدد من افراد عصابة المخدرات المذكورة اعلاه. واللافت ان حسون كان يعمل بتشييد الابنية داخل المخيم، لكنه مُتهم حاليًا من قبل الفصائل المناوئة لفتح انه يرأس عصابة المُخدرات ويدير عملية توزيعها وتصنيعها، اذ عُثر في منزل امراة مُقربة منه تدعى ش.ع وهي حاليا مطلوبة على آلة لتصنيع الكبتاغون وقد تم احضارها من قبل قوة من الفصائل نتيجة اعترافات حسون.

وختامًا، لا بد من التوقف عند صيدلية "حسون" التي أُحرقت. فيومذاك تم ترويج روايات عدة احداها عزت عملية الاحراق بعمليات تشبيح مُتكررة، فيما أُخرى تحدثت عن ان مجموعة "الشعبي" حرّكتها فتح انتقامًا من حسون كونه يبيع المخدرات للاسلاميين. ولكن ماذا اذا كان "الشعبي" أراد ان يخلق بلبلة في المخيم بهدف ازعاج فتح؟ سؤال مشروع وحده الوقت كفيل بالاجابة عليه.

المصدر: ستيفاني جرجس | ليبانون ديبايت