شعارات حول «العمالة لسوريا» على الجدران
البداوي: مساع لوضع حد لمحاولات التوتير

الأربعاء، 23 كانون الثاني، 2013
ما زالت المعلومات التي تتداولها قيادات لبنانية وفلسطينية
عن وجود مخاطر تتهدد مخيم البداوي لاعتبارات سياسية وأمنية محلية وإقليمية، ترخي بظلالها
على الوضع داخل المخيم.
وإذا كانت بعض التطمينات قد هدأت من روع الأهالي، الا انها
لم تبدد المخاوف نهائيا وتضع حداً لمحاولات التوتير، خصوصا بعد قيام مجهولين بتسجيل
سابقة من خلال كتابة عبارات على بعض الجدران تتهم فصائل التحالف الفلسطينية بالعمالة
لسوريا، وان كان هناك من وضعها في خانة العمل الصبياني لإثارة البلبلة على غرار الشعارات
التي كانت كتبت أواخر الشهر الماضي وتؤيد «فتح الإسلام».
وعلى الرغم من محاولات بعض الفصائل التقليل من خطورة تلك
المعلومات بهدف التخفيف من حالة الخوف والتوتر في صفوف قاطني المخيم من اللاجئين والنازحين
من مخيمات سوريا، إلا أنها لم تنفها نفيا مطلقا، وهذا ما كان دفعها إلى تشكيل لجنة
أمنية تعمل إلى جانب القوة الأمنية المشتركة للمساهمة في الحفاظ على أمن المخيم.
أسبوعان مرا على زيارة وفد حركة «حماس» برئاسة ممثلها في
لبنان علي بركة، للقيادات السياسية والأمنية والمرجعيات الدينية والحزبية في طرابلس
بغية تجنيب المخيم أية تداعيات أمنية للأحداث التي تشهدها طرابلس، والتي أثمرت أجواء
إيجابية نقلها الوفد إلى كل من سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور ومسؤول «الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» رامز مصطفى ومسؤول «الجهاد الإسلامي» ابو عماد الرفاعي.
وجاءت هذه الزيارة في ضوء معلومات كانت تحدثت عن محاولات
البعض زج مخيم البداوي في أتون الصراع الدائر في طرابلس انطلاقا من علاقة بعض الفصائل
داخله بالقيادة السورية، واتهام فصيل منها بدعم منطقة جبل محسن.
وكشفت معلومات لـ«السفير» ان وزير الأوقاف في حكومة غزة إسماعيل
رضوان سيزور لبنان قريبا وسيعرج على مخيم البداوي للاطمئنان على أوضاع اللاجئين والنازحين،
ولإضفاء المزيد من الطمأنينة لدى سكانه.
ويشير مطلعون الى أن الانفتاح اللبناني ـ الفلسطيني يساهم
في خلق مناخات ايجابية وإعادة تفعيل قنوات التواصل لتبديد الهواجس من الطرفين.
وتؤكد مصادر فلسطينية متابعة لـ«السفير» ان الوضع الداخلي
في المخيم متماسك، وهناك إجماع من القيادات على اختلاف انتماءاتها السياسية من أجل
الحفاظ على أمن المخيم وعدم السماح لأي طرف الزج به في معارك جانبية.
وتضيف المصادر: «إن الفصائل الفلسطينية بمجملها تقف على خط
الحياد مما يجري من أحداث في لبنان، وهي بقدر حرصها على عدم تحويل المخيم الى منصة
لاستهداف أي طرف لبناني، فهي كذلك لن تسمح بأن يستفرد المخيم ولا أي فصيل فيه».
وتشير إلى «ان ما يكتب من شعارات على الجدران لا يساوي الحبر
الذي كتبت فيه، فهناك وقائع تثبت حكمة الفصائل في تجاوز الكثير من المطبات ومحاولات
إذكاء الفتن بينها، وهو ما يتطلب المزيد من الوعي».
وكانت الفصائل الفلسطينية قد أصدرت بياناً أكدت فيه « أنها
تعمل جاهدة لتجنيب مخيم البداوي التجاذبات اللبنانية والحؤول دون الزج به أو استدراجه»،
لافتة النظر إلى «أنها تقوم بكامل واجباتها الأمنية بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية
اللبنانية المختصة لتأمين الاستقرار ولمنع أي نشاط يمكن أن يؤدي إلى الإخلال بالأمن
في إطار أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني».
وأضاف البيان: «يهم الفصائل أن تؤكد أنها واللجان الشعبية
في الشمال قد أكدت قرارها تجنيب مخيم البداوي أي خضة أمنية وأي انجرار في أية أحداث
محيطة وذلك انسجاماً مع الموقف المحلي والمركزي لكل الفصائل في لبنان، وأنها تقوم بجولات
على العديد من الأطراف والمرجعيات اللبنانية لإبلاغها موقف الفصائل الفلسطينية الرافض
لأي محاولات للزج بالمخيم في الصراعات اللبنانية».
المصدر: السفير