القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

البرغوثي في «الجامعة الأميركيّة» في بيروت: «مقاطعة إسرائيل» تحقق إنجازات

البرغوثي في «الجامعة الأميركيّة» في بيروت: «مقاطعة إسرائيل» تحقق إنجازات
 

السبت، 21 تموز، 2012

جعل ناصر البرغوثي، أمس الأول، في ندوة له في «الجامعة الأميركية في بيروت»، قريته دير غساني، شمال مدينة رام الله، مرتكزاً لتفسير أسباب قيام «حملة مقاطعة إسرائيل». اذ يهيمن، عبر الاحتلال، شعب على آخر في دولة فلسطين التاريخية. تأسست هذه الهيمنة على تمييز عنصري، لا يبتعد كثيراً عما شهدته جنوب أفريقيا. عرض البرغوثي لتعريف التمييز عبر ثلاثة مستويات.

أولها الأرض. تسيطر إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وتمنع عن الفلسطينيين حق امتلاك 93 في المئة من أرضهم. تعمد كذلك إلى القضاء على البنية الزراعية الفلسطينية. يشكل، وفق البرغوثي، «جدار الفصل» أحد أبرز أشكال هذا السعي. يعرض لخرائط تظهر التحولات التي حصلت في ملكية الأراضي. «تثبت هذه التحولات كون اسرائيل دولة تمييز عنصري».

ثانيها الفصل بين الناس. تسعى الدولة الإسرائيلية إلى تأمين مستوى عال من الرفاهية لشعبها. يحصل العكس في ما يخص السياسات الموجهة نحو الفلسطينيين. إذ تمنع عنهم أي نهوض ممكن. «المستوطنات واحدة من هذه النماذج». لكن «حق العودة» يعبر عن أعلى مستويات التمييز. «يمنع أصحاب الأرض من العودة إلى بلدهم بينما يحق لأي يهودي أن يحصل على الجنسية الاسرائيلية خلال ساعات».

أما ثالث هذه المستويات فهو «اختراق القانون الدولي». تمثل الحرب الأخيرة على غزة دليلاً على ذلك. يرى البرغوثي أن هذه الحرب شكلت منعطفاً في عمل «حملات المقاطعة». إذ خسرت إسرائيل بعدها القدرة على تأمين تضامن معها. تطور ذلك بعد وصول حكومة نتنياهو «الأكثر عنصرية في تاريخ اسرائيل».

تشتمل الحملة (BDS) على فئات المجتمع الفلسطيني. وتركن إلى ثلاثة أهداف: انهاء الاحتلال، انهاء التمييز العنصري، حق العـــودة. لا تعبر الحملة عن موقف سياسي. تترك لنشـطائها حرية اختيار تصوراتهم للحل الأمثل لـ«المسألة الفلسطينية».

تعمل الحملة على ثلاثة مستويات، وفق البرغوثي. المقاطعة الثقافية ومقاطعة البضائع والمقاطعة الأكاديمية. «تحقق الحملة في الفترة الأخيرة إنجازات على هذه الصعد». خسرت العديد من الشركات الداعمة لاسرائيل عقود استثمار نتيجة لنشاط الحملة. «تحاول الحملة التركيز على شركات محددة يمكن الضغط عليها». هذه بداية لتأثير اقتصادي «بسيط لكنه بداية فحسب». كما قطعت جامعات في اميركا وبريطـــانيا علاقاتها بالجــامعات الإسرائيل.

تخلق هذه الحملة حالة حوار حول ما إذا كانت إسرائيل دولة عنصرية. محصلة ذلك وحده انخفاض شعبيتها. عرض البرغوثي لاحصاءات حول الدول التي ينظر إليها في العالم بشكل سلبي. كانت إسرائيل بين الدول الأسوأ. تتراكم، وفق الرغوثي، عناصر النجاح. عليه، يمكن الافادة من حالة الثورات العربية في تطوير «الثقافة الاحتجاجية» لدى الشعوب.

صار لهذه وزن وكلمة مؤثرة. يشجع ذلك على قيام حملات مكافحة للتطبيع مع اسرائيل. «لا بد من التخلص قبل ذلك من عقلية عدم القدرة على التغيير»، أو المستهلك السلبي، إذ يمكن لكل فرد أن يؤثر في مجال المقاطعة.

لم يكن نجاح هذه الحملات ممكناً لولا اعتمادها على 4 ثوابت: المســـاواة الكاملة، العدالة، الحرية، القانون الدولي. نقلت هذه الـــثوابت النقاش من حماية اسرائيل إلى نقاش حول حقوق الفلسطيـنيين.

المصدر: عاصم بدر الدين - السفير