التراث جذور القضية الفلسطينية … ونبض العودة

الثلاثاء، 26 نيسان، 2016
"التطريز"، "الكوفية"،
"الحطة"، "المفتاح"، "الزي"، عندما نسمع هذه الكلمات
تلقائيًا تأخذنا افكارنا للوراء الى ماضينا الفلسطيني القريب البعيد والى التراث العريق
الذي يحاول العدو الغاءه بكافة الوسائل من اجلِ اخفاء وجوده في ذهن الاجيال عبر الزمن.
إن لفلسطين تراث ولد من رحمها وبات ينتمي لها أصلًا وجذورًا منذ مئات السنين ليكون
إحدى الشواهد على صمود الشعب الفلسطيني بوجه الغطرسة الصهيونية.
القضية الفلسطينية تعتبر بجزأ كبير منها
هوية للفن والابداع والتطريز، التطريز الذي يعتبر احد ركائز التراث الفلسطيني حيث بدا
ذلك واضحًا في وجود مشغل من اهم المشاغل تحت اسم "مشغل المرأة الفلسطيني"
في مخيم نهر البارد تأسس عام 2008، الهدف من تأسيسه ادخال المرأة الفلسطينية بالعمل،
ووضع لها بصمة من بصمات العودة إلى فلسطين من خلال إعادة انتاج إحدى أبرز ركائز التراث
الفلسطيني وهو التطريز الفلسطيني. مع تطور أداء المشغل والنساء اللواتي قدمن جودة عالية
من الثياب المطرزة التي تم عرضها في معارض محلية واقليمية ودولية ولاقت اقبالاً واسعًا
على المستوي الفلسطيني والعربي والغربي، انطلاقاً من ذلك، وبعد ستة سنوات من عمل في
المشغل تم تعديل المسمى واطلاق مؤسسة فلسطين للتراث – جذور في العام 2014.
وللاطلاع على تفاصيل الموضوع توجه موقع
عيون صيدا واجرى مقابلة مع المدير التنفيذي لمؤسسة فلسطين للتراث "جذور"
محمد أبو ليلى، حيث أوضح لنا سبب التغيير من اسم مشغل المرأة الفلسطينية الى اسم فلسطين
للتراث جذور، قائلًا "اخترنا اسم جذرو لأهمية التراث على مستوى القضية الفلسطينية،
وفلسطين بقضاياها المختلفة هي كالشجرة الثابتة في الأرض وجذورها هي الحضارة العريقة
القديمة، وهنا نتحدث عن حضارة وتراث منذ قدوم الكنعانيين لأرض فلسطين". وأضاف
موضحًا أن "المشغل الفلسطيني للتراث مازال موجود في مخيم نهر البارد، وعدد العاملات
بداخله يتراوح بين الخمسين والمئة امرأة، ومن فترة الى أخرى تقوم مديرة المشغل باقامة
دورات متخصصة بالتطريز الفلسطيني وعند الانتهاء من الدورة تطلب من المتدربات البدء
بتطريز بعض من الأقمشة على مختلف انواعها فقد يكون "جزدان" أو "عباية"
أو أي شكل آخر وبعد الانتهاء يتم اعادة تسمليها للمشغل لوضع اللمسات الأخيرة عليها
من خياطة وحياكة من ثم تعرض في المعارض لبيعها، ويعود جزء من الأرباح للنساء اللواتي
قمن بتنفيذ هذه الأعمال اليدوية".
وتابع ان الهدف من تأسيس مؤسسة جذور الحفاظ
على الموروث الثقافي للتراث الفلسطيني من خلال تعزيز مكانة التراث الفلسطيني لدى الأجيال
وجعله راسخًا في قلوبهم، وتحسين الوضع المعيشي لبعض العائلات الفلسطينية داخل المخيمات
الفلسطينية من خلال فتح الباب أمام النساء للعمل في مجال التطريز وبيع ما يقومون بانتاجه،
بالاضافة الى اهم هدف وهو محاربة محاولات الكيان الصهيوني في سرقة هذا التراث وطمسه
وصبغه على أنه يهودي متوارث من أجدادهم لافتًا ان العدو الصهيوني يعمل جاهدًا لسرقة
التراث الفلسطيني ونسبه لهم وبدا ذلك واضحًا عندما قاموا بتحويل الكوفية الفلسطينية
المعروفة بألوانها "الأبيض والأسود"الى جعلها باللونين "الأبيض والأزرق"،
تيمنًا بعلم "إسرائيل"، و"نجمة داود" (وهي الاشارة الموجودة في
وسط علم الكيان الصهيوني). وأكد ابو ليلى ان جذور نجحت في تحقيق اهدافها وذلك من خلال
مشاركتها في العديد من المعارض الدولية والعربية والغربية، للحديث عن التراث الفلسطيني
بمختلف المحافل ولاسيما في الدول الغربية لأن الاحتلال الصهيوني يستهدف هذه الشرائح
الغربية لاقناعهم بأن لديه حق على أرض فسطين.
وختم أبو ليلى بتعهد مؤسسة جذور بعدم التخلي
عن الحق الثابت بالرجوع إلى فلسطين وعن ما ورثه الاجداد للابناء من حضارة تراث عظيم
وحضارة عريقة عمرها آلاف السنوات، وتوجه ايضًا للجيل القادم قائلًا "إننا أمام
طريق طويل ودموي في معركتنا مع هذا العدو الذي طرد اجدادنا وأهلنا قسرًا ودنس مقدساتنا
وسرق تراثنا، وهذه المعركة يجب أن ننتصر نحن بها، ونتذكر دائمًا قول الراحل محمود درويش
ان على هذه الارض ما يستحق الحياة وفلسطين ارض تستحق ان نحارب بكل ما لدينا من اجلها.
اذًا هي علاقة اللاجئ بتراثه علاقة كاملة
لا تقبل التجزأ، هو كل ما ورثه عن اجداده، يضمه بحب وشوق لانه هو الذي تبقي من رائحة
فلسطين المحررة.
المصدر: فاطمة المجذوب – عيون صيدا