التضييق على عباس يدفع "حماس"
إلى نجدته أزمة "فتح" إلى اتساع وابرهيم على خط "الاونروا"

الإثنين، 20 حزيران، 2016
تلاحق الأزمات حركة "فتح"، من
مقر السلطة الفلسطينية في رام الله الى مخيمات الشتات، ولا سيما في لبنان بفعل النشاط
السياسي والاعلامي الذي تتمتع به الفصائل هنا. ويبدو أن الحركة لا تخرج من مطب حتى
تقع في آخر بسبب تراكم المشكلات الداخلية في بيتها الذي أصبح بنوافذ عدة مفتوحة على
أكثر من دولة عربية وأجنبية. ويتابع قلة من المسؤولين اللبنانيين في الآونة الأخيرة
هذه التطورات التي أصابت منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تشكل "فتح" رأس حربتها.
وثمة خشية من تطور هذا التشظي الفلسطيني الى درجة دفعت حركة "حماس" الى استنفار
تمثل في الدفاع عن رئيس السلطة محمود عباس وتخفيف الضغوط التي يتلقاها ورفع الحواجز
التي توضع في طريقه من جهات عدة، ودفعه الى عدم التنازل أمام شروط رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتنياهو. وتتابع القيادة المصرية هذه التطورات على مستوى اصحاب القرار في القاهرة.
وفي المعلومات أن عباس يرفض تعديل ما ورد
في مبادرة السلام العربية - التي ولدت في القمة العربية في بيروت عام 2002 - وتقديم
تنازلات أكثر أمام الاسرائيلي، وعدم العودة الى الحديث عن رجوع اللاجئين الى ديارهم
واستبعاد حلم الحق في العودة وتركها في غياهب المفاوضات بين دول عربية وغربية. وتفيد
مراجع فلسطينية أن دولة أوروبية فاعلة دخلت على الخط وتعمل على التعجيل في إجراء مفاوضات
فلسطينية - اسرائيلية تحت ضغط التلويح باستبدال "ابو مازن" على رأس السلطة
الفلسطينية و"فتح" أيضاً، وإيصال بديل منه ليتسلم منه محمد دحلان الراية،
بدعم دولة عربية، ويكون أسير عناصر المقترحات التي تقدم للفلسطينيين بنسختها الجديدة
التي تلقى رفضاً من العدد الأكبر من قيادة "فتح" وسائر الفصائل.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي في
"حماس" موسى أبو مرزوق قد حضر الى بيروت في الأيام الأخيرة وعقد لقاءات مع
قياديين فلسطينيين والتقى الامين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" رمضان شلح،
ولم يلتق الامين العام لـ"القيادة العامة" أحمد جبريل الموجود في دمشق بسبب
تضارب في المواعيد، وربما لأسباب أخرى، نظرا الى التباعد السياسي بين الطرفين. وتبين
أن "حماس" والفصائل التي لا تلتقي مع "فتح" تعي جيداً أخطار تطويق
عباس وتكبيله ودفعه الى الاستقالة من الموقع الذي يحتله، جراء الفراغ الذي يحدثه وتضعضع
أجنحة "فتح" التي بدأت و"حماس" صفحة جديدة من حوارهما في الدوحة،
الا ان ثمة فصائل لا تعول على الحوارات الثنائية وتفضل إشراك جميع القوى في هذه العملية.
ويبقى أن "فتح" تعاني خروقا من
خلال إقدام إحدى الجهات على دخول عين الحلوة ومخيمات أخرى، والتي نشطت في الاشهر الاخيرة
من بوابة المساعدات الاجتماعية وتقديم مبالغ مالية الى مجموعات من الشباب بهدف تأليب
الرأي العام الفلسطيني ضد "فتح". وثمة أعضاء في صفوفها يسهلون هذه المهمة.
وانشغل مخيم البص في صور قبل أيام بمناشير وزعت تهاجم قادة "فتح" في لبنان
والخارج، وتتهمهم بأنهم لم يعودوا في مستوى المسؤولية وحمل أمانة الشعب الفلسطيني،
ولا بد من استبدالهم والإتيان بوجوه جديدة.
في غضون ذلك، لم ترس العلاقة بين الفصائل
الفلسطينية في لبنان و"الاونروا" على بر الامان، فيما تستكمل قيادة
"فتح" والسفارة الفلسطينية في بيروت هذا الموضوع الشائك بالتعاون مع المدير
العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم. وحصل الفلسطينيون في هذا الخصوص على بعض الإيجابيات
ورسائل تطمين من "الاونروا" التي تشكو في الاصل شحا ماليا في موازنتها جراء
عدم التزام أكثر من دولة، ما عدا الاتحاد الاوروبي، في تأمين المستحقات المالية التي
كانت توفرها في اعوام سابقة، الامر الذي ادى الى تقليص في موازنتها وانعكس سلباً على
الاوضاع في المخيمات.
وعلى خط لبنان، تحرص مراجع على تحييد المخيمات
عن أي خلافات قد تعصف بين صفوف الفصائل. وتتابع بدقة ما يجري من اتصالات في شأن امكان
العودة الى مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ويخشى ان يكون لبنان أكبر الخاسرين
في هذه الصفقة إذا تحققت وخرجت من مندرجات المبادرة العربية.
المصدر: رضوان عقيل - النهار