القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

التوثيق مع الفلسطينيين اللاجئين من سوريا.. مهمة صعبة.. ولكنها ضرورة

التوثيق مع الفلسطينيين اللاجئين من سوريا.. مهمة صعبة.. ولكنها ضرورة


الأربعاء، 23 تشرين الأول، 2013

جال فريق عمل "هوية" صباح الثلاثاء 22/10/2013 على عدد من كبار السن من النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى مخيم عين الحلوة.... وكنا نقدّر أن مهمتنا لن تكون سهلة على الإطلاق، فمن هو في حالهم ينتظر ويتوقع من أي زائر أو مهتم أن يبادر بتخفيف جزء من معاناتهم بتقديم المعونات والمساعدات العينية أو المادية، أما نحن فكان الهدف الذي نسعى له مختلف كلياً، ألا وهو العمل على توثيق انتمائهم لقراهم التي اقتلعوا منها عام 1948 وليس المخيمات التي هجروا منها في سوريا.

من قرى الناعمة، الخالصة، سمخ وزبيد كان هؤلاء الكبار.. وبخلاف المتوقع كان تجاوبهم كبيراً وملفتاً، وقد شاركوا بتوثيق شجرات عائلاتهم، وأسهبوا في الحديث عن خيرات فلسطين وجمال العيش فيها، كما فصلوا في عملية التهجير الأولى عام 1948..

مأساة شعبنا لا تتوقف ولكن صموده وإصراره لا يوصف.. مريم صالح حماده ( من الخالصة) تنقلت في حديثها بين البكاء على أبنائها الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في سوريا مؤخراً وغناء أبيات العتابا لهم، وبين الحديث عن أعراس فلسطين قبل النكبة.. كلها أعراس لا تنسى، بعضها مخضب بالدماء وبعضها بدموع الفرح.

يتوقف التاريخ للحظات عندما تسمع من عطا قاسم وسبته المحمد ( من زبيد) أن عائلاتهم خرجت من فلسطين عام النكبة عبر البحر بواسطة مراكب شبيهة بتلك التي تحمل المئات من أبناء شعبنا في سوريا إلى أوروبا، وتغرق العشرات منهم في البحر.. عندما يروي لنا هؤلاء أن نكبتهم الجديدة في سوريا أصعب من نكبة 1948 نتفهم ذلك، فيومها لم يبتلع البحر هذا العدد من الشهداء.

ليسوا وحدهم من ساعدنا في عملية التوثيق، بل ساهم معهم أشخاص من الجيل الأصغر سناً وتفاعلوا مع العمل بشكل لافت.. حماسةٌ تظهر قناعتهم بأن عودتهم إلى فلسطين هي المخرج مما هم فيهم، دون أن نتوهم أن الإيمان بحق العودة يعفي المؤسسات الدولية والإنسانية من مسؤوليتها في إعانة وإغاثة هؤلاء المنكوبين في بيوتهم وعائلاتهم.