الجهاد الإسلامي تلتقي الصليب الأحمر الدولي في صور
الجمعة، 16 آذار، 2012
التقى وفد من حركة الجهاد الإسلامي والهيئة النسائية للحركة الصليب الأحمر الدولي في مدينة صور برئاسة القيادي في الجهاد الإسلامي الحاج أبو سامر موسى ومسؤولة الهيئة النسائية في صور الحاجـة أم عبيدة رحيل وقد شرح موسى للأخ ممثل الصليب في صور المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل جراء الإحتلال الصهيوني والذي لا يتورع عن تعذيب المعتقلين والمعتقلات وبإسلوب وحشي يطال كرامة المعتقلين من خلال الإجراءات التي ينتهجها ومنها التفتيش العاري، غير مبالي بإتفاقية جنيف والتي تضمن معاملة أسير الحرب او المعتقلين بما يليق بكرامتهم الإنسانية.
ووضع الحاج أبو سامر الأستاذ رياض دبوق ممثل الصليب الأحمر بحجم المعاناة التي تمر بها الأسيرة هناء الشلبي والذي مضى على إضرابها عن الطعام ثمانية وعشرون يوماً في معركة الإرادات التي تنتهجها حركة الجهاد لوضع حد للإعتقال الإداري، طالباً من الهيئات والمؤسسات الدولية لا سيما الصليب الأحمر التدخل السريع لإنقاض الأخت هناء من الموت المحتم نتيجة الإجراءات الصهيونية.
وهذا نص المذكرة
حضرة رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في لبنان،
السيد يورغ مونتاني المحترم
الأخوة في الصليب الأحمر الدولي تشرفنا بزيارتكم في مركزكم ضمن منطقة صور حاملين لكم ومن خلال مؤسستكم الزاهرة، لكونها المؤسسة الإنسانية الأولى التي تعنى بأوضاع أسرى الحروب والمعتقلين، ولا سيما تحت الاحتلال.
جئنا لكم للفت الانتباه الى المعاناة الكبيرة التي يعيشها شعب بأكمله جراء الاحتلال، ولا سيما أن الاحصاءات تشير الى أن أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني دخل سجون الاعتقال منذ العام 1967 وحتى اليوم، وما يخلفه ذلك من آثار نفسية واجتماعية مدمرة بحق شعب بأكمله، ولا سيما على الأطفال والنساء، وبالأخص منهن الزوجات والأمهات والأخوات.
زيارتنا اليوم لمؤسستكم، هو للتعبير عن غضب أبناء شعبنا من سياسات الاحتلال بحق أكثر من ثمانية آلاف أسير، مذكرين إياكم أن ألأسيرة المحررة بتاريخ 18 أكتوبر / تشرين الأول ضمن صفقة الوفاء للأحرار ألأخت المجاهدة الأسيرة هناء يحيى شلبي تواصل لليوم الثامن والعشرين على التوالي، إضرابها عن الطعام ضمن معركة الإرادةِ التي تخوضها انتصاراً لكرامتها ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التعسفية.
وبإباءٍ وتحدٍ تؤكد هذه الأسيرة المجاهدة بأمعائها الخاوية؛ مُضيها في تسطيرِ صفحة مجدٍ وعزةٍ تضيءُ بها عتمة زنزانتها وتقهر من خلالها سجانِها وسياساتهِ وقوانينهِ الجائرة.
إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وإذ نطلق نداء النصرة والتلاحم والإسناد لمعركة الكرامة التي تخوضها الأسيرة هناء شلبي رفضاً للاهانة والإذلال وطلباً في الحرية، نؤكد على ما يلي:-
أولاً: إن الخطوة التي أقدمت عليها الأسيرة هناء تأتي رفضاً لما تعرضت له على يد الاحتلال وضباطِ مخابراته المجرمين فور اعتقالها في السادس عشر من شهر شباط / فبراير الجاري من التفتيش العاري والضرب المبرح والإهانات وكيل الشتائم، وبالتالي فإن ما أقدمت عليه يمثلُ انتصاراً لكرامتها.
ثانياً: وإيماناً منا بالدور الذي يتوجب على مؤسستكم القيام به، فإننا نطالبكم بضرورة ممارسة مؤسسة الصليب الأحمر الدولي لدورها الإنساني، عبر:
1– الاطلاع على وضع الأسرى داخل سجون الاحتلال، ولا سيما في ظل ما كشفته الصحافة العالمية قبل سنوات قليلة من قيام العدو الصهيوني بسرقة أعضاء الأسرى وتشويه أجسادهم، وجعلهم عرضة للتجارب والاختبارات الطبية والاتجار بالأعضاء البشرية.
2 – متابعة أوضاع المرضى والأطفال والشيوخ من الأسرى، وتأمين العلاج والأدوية اللازمة لهم، وتأمين العناية الصحية المناسبة لكل أسير مريض.
3 - الاطلاع على أوضاع الأسرى الممنوعين من الزيارات أو المسجونين في زنازين إنفرادية، ووضع التقارير التي توضح حالة كل واحد منهم، والمطالبة بالإفراج عنهم، والسماح لهم باستقبال ذويهم، ومنع السجن الإنفرادي عنهم.
4 – مراقبة ممارسات الكيان الصهيوني بحق الأسرى، ولا سيما لناحية وسائل التعذيب التي يمارسها بحق الأسرى، ووقف كافة أشكال التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم.
5 - ممارسة كل الضغوط الممكنة على الكيان الصهيوني، للإفراج عن كافة الأسرى، ولا سيما الأخوات منهم، والموقوفون بمذكرات اعتقال إداري دون محاكمة.
إن صمود الأخت الأسيرة هناء يحيى شلبي ثمانية وعشرون يوماً دون طعام ولا كلام إنما هو من أجل تسليط الضوء على حجم هذه المعاناة التي يتعرض لها أبناء شعبنا في سجون الاحتلال، وتعبيراً صارخاً عن الظلم الذي يلحق بهم، ولا سيما بسبب غياب دور المؤسسات الدولية والحقوقية في نصرة المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.
إن ما نطالبكم به يقع في صلب عمل مؤسستكم الكريمة التي نذرت نفسها للدفاع عن المدنيين والأسرى والمعتقلين. ونأمل منكم العمل بكل جهد وتفان من أجل رفع جزء من المعاناة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من ثلاثة وستون عاماً.
وتفضلوا بقبول الاحترام
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
والهيئة النسائية
لبنان / صور في 14 أذار 2012