القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الجيش لـ«الفصائل»: «جدار عين الحلوة» سيستكمل

الجيش لـ«الفصائل»: «جدار عين الحلوة» سيستكمل


الجمعة، 25 تشرين الثاني، 2016

لم يخرج اجتماع رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، العميد الركن خضر حمود، مع وفد فلسطيني يمثل القيادة السياسية الموحدة واللجنة الأمنية العليا بشأن الجدار الذي يبنيه الجيش حول مخيم عين الحلوة بأي جديد، في ظل اصرار من الجيش على متابعة واستكمال الجدار، يقابله رفض كلي من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية لهذا الجدار وطلب صريح وواضح بوقف العمل فيه.

وعلمت «المستقبل« ان الاجتماع الذي عقد في ثكنة زغيب العسكرية في صيدا، كان عاصفاً، واتسم بالمصارحة من كلا الجانبين، وان العميد حمود كان مستمعاً اكثر منه متحدثاً، بينما عبّر جميع من تحدثوا من اعضاء الوفد بإسم القوى والفصائل الوطنية والاسلامية عن الموقف الفلسطيني الموحد الرافض للجدار مطالبين بوقفه. عندها سألهم العميد حمود: «ما البديل وهناك مطلوبون يتسللون من والى المخيم، واذا كانت لديكم حلول بديلة انا شخصيا مستعد لنقلها الى القيادة«، واننا – أي الجيش - مكملون ببناء الجدار حتى يصدر أي قرار جديد بهذا الشأن عن القيادة». عندها، اقترح الوفد الفلسطيني ان يصار الى وضع تصوّر بديل عن الجدار يؤدي الغاية نفسها التي يؤديها من دون الحاجة لبنائه، طالبا من العميد حمود اعطاء الفلسطينيين مهلة عشرة أيام لتقديم مثل هذا التصور الى قيادة الجيش ليبنى على الشيء مقتضاه. ورد العميد حمود مؤكدا انه «سأنقل رغبتكم واقتراحكم هذا الى القيادة وحتى بالنسبة لمهلة العشرة ايام لا استطيع ان اعدكم بشيء حتى اراجع القيادة ولها هي فقط اتخاذ القرار المناسب«.

اللجنة الأمنية الفلسطينية

وكان سبق اجتماع ثكنة زغيب لقاء موسع للجنة الأمنية الفلسطينية العليا في قاعة مسجد النور في مخيم عين الحلوة، ناقش موضوع الجدار وانتهى الى اصدار بيان اكد الرفض المطلق لهذا الجدار، معتبرين انه يسيء إلى العلاقات التاريخية وإلى مسيرة النضال المشتركة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وان الفلسطينيين ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنه جيش وطني داعم لقضية فلسطين وللشعب الفلسطيني، مطالبين الدولة اللبنانية بالوقف الفوري لهذا الجدار وعدم النظرة الأمنية للوجود الفلسطيني في لبنان، إنما التعاطي من منطلق أنهم أصحاب قضية وحقوق لا بد من العمل لإقرارها.

ميدانياً

ميدانيا كان لافتا امس، غياب ورشة الأشغال والآليات التي كانت تعمل على بناء الجدار عند الحدود الغربية والجنوبية للمخيم من دون ان يعني ذلك وقف العمل، بحسب ما اشارت بعض المصادر المطلعة التي ربطت بين هذا الأمر والتحضير ربما للانتقال الى المرحلة الثانية من المشروع.

مواقف

وعلى صعيد المواقف من الجدار، اكد مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان رفض هذا الجدار الفاصل معتبرا انه «يحوّل المخيم الى سجن كبير للأخوة الفلسطينيين لينتج عنه المزيد من مشاعر الحقد والكراهية والتمييز عندهم لا ندري كيف يترجم فيما بعد». وقال: كان ينبغي بتكاليفه ان يقدم شيء للأخوة الفلسطينيين على صعيد الخدمات المعيشية والصحية والتربوية في المخيم اعتقد انه كان انفع واصلح»، مطالباً العهد الجديد بـ»فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية والفلسطينية والتعامل مع المخيمات ليس على اساس امني فقط بل ان الناس الذين يعيشون في المخيمات لهم كرامتهم الوطنية في حق العودة وكرامتهم الانسانية في العيش بالحد الدنى من كرامة الحياة. وتوجه بالتحية الى الجيش اللبناني وكل القوى الأمنية الحريصة على أمن الوطن والمواطن.

من جهته ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة الذي اجرى اتصالات مع القيادات الصيداوية، موجها الشكر والتقدير على موقفها الرافض بناء جدار عازل بين المخيم وصيدا اكد في بيان له حرص حركة حماس والشعب الفلسطيني على السلم الأهلي في لبنان وعلى دعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره وضرورة تعزيز العلاقات الأخوية. وأكد أن «الجدار العازل لا يمكن أن يوفر الأمن للمخيمات وصيدا، فالأمن يتوافر بالتفاهم واللقاءات المشتركة وتفعيل التعاون والتنسيق اللبناني الفلسطيني». ورأى أن المطلوب بناء جسور محبة وأخوّة وإجراء حوار لبناني – فلسطيني لمقاربة الوضع الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه.

وطالب الدكتور عبد الرحمن البزري الدولة بالعودة عن قرارها إقامة جدار عازل حول مخيم عين الحلوة والتعاطي الايجابي مع الملف الفلسطيني وتفعيل اللجنة العليا الفلسطينية اللبنانية وإعطائها صلاحيات أوسع، مثمنا الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والتنسيق اللبناني الفلسطيني.

المصدر: رأفت نعيم - المستقبل